جيل جديد وعصر جديد في رحلات الفضاء التجارية

الدكتور علي الطعاني
فيزياء فلكية وعلوم الفضاء-قسم الفيزياء-جامعة البلقاء التطبيقية

بعد تأجيل رحلة انطلاقها يوم الخميس الماضي بسبب الاحوال الجوية، سيتم غدا السبت إنطلاق أول رِحلة فضائية تجارية لمحطة الفضاء الدولية، من الاراضي الامريكية لاثنين من رواد الفضاء الامريكان وهما بوب دنكن ودوق هيرلي Bob Behnken, Doug Hurley، عبر صاروخ Falcon 9 وكبسولة Crew Dragon ذات التطور التكنولوجي الهائل من انتاج وتصميم شركة سبيس اكس SpaceX، حيث دخلت تلك الشركة سوق المُنافسة بِشكل سريع للغاية خلال 10 سنوات فقط، من خلال التحكُم بالرحلات الفضائية.

اهميه هذه الحدث تكمن من عده نواحي اهمها السياسية، والمتمثل بحضور الرئيس الامريكي شخصيا لعملية الانطلاق المعروفه ب LaunchAmerica في قاعده جون كينيدي بولاية فلوريدا، حيث تمثل هذه رسالة للشعب الامريكي لتخفيف الاحتقان الناتج من تداعيات جائحه كورونا، واستخدامها كجزء من الدعاية للانتخابات الرئاسية. حيث تعيد الى اذهان الشعب الامريكي لحظه ارسال رائد الفضاء الامريكي أرمسترونج الى سطح القمر!!.

الناحيه الثانيه: وهي انتزاع الاحتكار الروسي لعملية ارسال رواد الفضاء لمحطه الفضاء الدولية، حيث منذ عام 2011 كانت روسيا الدولة الوحيدة التي تمتلك مركبة نقل لرواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان على متن مركبة سويوز المحمولة على صاروخ سويوز.
اذا نجحت رحله الانطلاق اليوم، فان وكالة ناسا لم تعد بحاجه لدفع مبلغ 85 مليون دولار امريكي مقابل ارسال رائد فضاء واحد فقط لمحطه الفضاء الدولية بالصواريخ الروسية.
وهذا ما صرح به الرئيس الامركي بان هذا يجب ان يتوقف، وان الاموال الامريكية يجب ان تذهب فقط للشركات الامريكية وليس غيرها.
وبالمقابل، تقل تكلفة ارسال رائد الفضاء على الاراضي الامريكي لتصل حوالي 50 مليون دولار.

اذن مرة اخرى، هذه هي المرة الأولى منذ عام 2011 ، منذ المهمة الأخيرة للمكوك الفضائي STS-135، سينطلق رواد فضاء ناسا مرة أخرى على صاروخ أمريكي من الأراضي الأمريكية الى محطة الفضاء الدولية كجزء من برنامج الطاقم التجاري.

الناحية العلمية والمستقبلية: الآمال والانظار متوجهه لشركه سبيس اكس لفتح باب الرحلات التجاريه الفضائية في هذا الوقت، ومن هنا، لا نبالغ اذا تحدثنا بانه يتوقع ان تمتلك شركه سبيس اكس مُستقبل البشرية التكنولوجى، من خلال 1) السيطرة على الرحلات الفضائية والوصول للقمر والمريخ. 2) التحكُم فى الإنترنت فى العالم وفى مُزود الخدمة الرئيسى من خلال شركة starlink، حيث تم إطلاق 7 رحلات حتى الآن، ليصبح لدينا 420 قمراً صِناعياً للإنترنت الفضائى الجديد. 3) السيطره والتحكُم فى مُستقبل التنقُل للبشرعلى الأرض عن طريق السيارات المتطوره تكنولوجيا المعرفه بتيسلا TESLA).

وفي النهاية: مُهِمة الرحلة تنقسم إلى:-
أولا: الريادة الامريكية في تكنولوجيا رحلات الفضاء والتحكم بها بدلا من الجانب الروسي.
ثانيا: إطلاق الرحلة وربط الكبسولة بشكل آمن بالمحطة الفضائية الدولية وعودة الكبسولة للأرض برواد الفضاء مرة أُخرى بشكل آمن.
ثالثا: سيُثبت اختبار اليوم صحة نظام مركبة فضائية تجارية لاول مرة في تاريخ البشرية، وهكذا تكون هذه مرحلة تحول جديدة في تكنولوجيا الفضاء تحت قيادة سبيس اكس.