طلبة نيوز

البروفيسور أنيس الخصاونة

جمعية جماعة الإخوان المسلمين (أو جماعة إخوان الحكومة لتجنب الإرباك في المسميات) تتسابق مع نفسها في تحقيق انتصاراتها على الأرض ، حيث تم اعتمادها من قبل الحكومة كممثل شرعي ووحيد للإخوان المسلمين في الأردن ، وتم قبول طلب نقل الملكية لعدد من مؤسسات وممتلكات جماعة الإخوان الأصيلة إلى جماعة إخوان الحكومة ، وتم منع الجماعة الأصلية من الاحتفال بذكرى تأسيسها السبعين ووضعت الحكومة بيوت شعر وحظائر الأغنام والماعز في الساحة التي كان يزمع إقامة الاحتفال عليها ، لا بل ومنعت الجماعة حتى من إقامة حفل إفطارها السنوي بحجة أنها لا تستطيع توجيه رقاع الدعوة للمدعوين باسم جماعة الإخوان المسلمين . لا نستبعد من الان فصاعدا أن تتحكم الدولة بمن ندعوا أو لا ندعوا الى بيوتنا ومآدبنا. الملفت هو ذلك الحضور الرسمي والوزاري والمخابراتي لحفل الإفطار الذي أقامته جماعة إخوان الحكومة قبل أيام ، وقد شاهدنا العديد من ضباط الأمن والمخابرات والوزراء والنواب والأعيان وعلماء السلاطين المعممين وغير المعممين وبعض المناضلين القدامى الذين تم استيعابهم في مناصب الحكومة وماكنتها.
ما هذا التحيز الكبير والمناصرة التي تقوم بها الحكومة لجماعتها بزعامة الأستاذ عبد المجيد الذنيبات وصحبه الخارجين عن جماعتهم الأصلية؟ بعض هؤلاء المنتمون للجماعة التي ترعاها الحكومة أصبحوا يعملون في مؤسسات الدولة بعد انشقاقهم عن جماعتهم الأم ، وقد لاحظنا تسابق بعض المؤسسات الرسمية على استقطابهم وتعيينهم علما بأنهم كانوا ممنوعون من العمل في أجهزة الدولة ومطاردون لأكثر من عقدين من الزمن . على ما يبدوا أنه لم يبقى للحكومة الأردنية من معارك بعد تحرير فلسطين والأقصى وتحرير مواطنيها من شبح الفقر والبطالة وانتشار الجريمة إلا أن تخوض حربا ضروس مع الإخوان المسلمين وللأسف فقد وجدت ضالتها من خلال الإخوان أنفسهم حيث استخدمتهم خير استخدام.
سنشهد مزيدا من ميل الحكومة وتحيزها لصالح جمعية الجماعة التي أنشأتها ورعتها وشدت من أزرها ، كما أنه ليس لدينا أدنى شك بأن الحكومة ستسلم جماعتها ومولودها الجديد مقرات الإخوان الأصلين ومؤسساتهم وستقعد الحكومة كل مقعد لجماعة الإخوان الأم متخذة منهم عدوا تتجاوز خطورته خطورة أحزاب شاس وميرتس الصهيونية. عن أي ديمقراطية تتحدث الحكومة الأردنية وهي تقوم على الملأ بالتآمر والتحايل لتأسيس نموذجها المعدل من الإخوان المسلمين المطواعين والمهجنين ليستلهموا اتجاهات التسحيج والنفاق والتسبيح باسم النظام بكرة وعشيا ؟.الحكومة الأردنية حكومة منافقة وهي لا تسعى لا إلى تعظيم الديمقراطية ولا إلى تعزيز المشاركة والحياة الحزبية ، حتى وإن أقرت وتبنت أحدث قوانين الأحزاب السياسية في العالم. حكومة تتخذ من قواها السياسية وأحزابها أعداء لها ، وتفعل ما بوسعها لترويض الناس وإخضاعهم وكبت آرائهم وتدمير مؤسساتهم التي مضى عليها ثلاثة أرباع قرن من الزمان مثل هذه الحكومة لا يمكن أن نثق بها وبأفعالها وتصرفاتها ونعتقد بأن ما تقوم به حكومتنا يستفز مشاعر الشعب ويثور الناس على نظامهم السياسي.
أما جماعة "إخوان الحكومة" فنقول لهم لا تفرحوا كثير فمصيركم أن تكونوا مثل أحزاب إسلامية أخرى أصبحت كالخرقة بيد الحكومة ولن تكونوا أكثر من ديكور للدولة يتم الاستعراض بكم أمام الشاشات والوكالات الإعلامية الأجنبية ،والتباهي بوجود إخوان مسلمين على المشهد السياسي الأردني دون أن يكون لكم أي قيمة سياسية تذكر. ستجنون من المناصب والوزارات والأبهة ما حلمتم ومالم تحلموا بها ولكن هذه المناصب ستكون مكتسبات شخصية لا علاقة لها سواء باسم جمعيتكم أو باسم الإسلام والمسلمون.
الأردنيون لهم آذان يسمعون بها ولهم أعين يرون بها ولهم عقول تمكنهم من فهم الحقائق بعيدا عن تسحيج المسحجين ونفاق المنافقين وعلى الحكومة ان تدرك بأن مواطنيها لا يثقون بما تقوله وتفعله من حيل وتآمر على الفكر الذي يحمله جماعة الإخوان المسلمين وصدق رب العزة وهو القائل "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "