TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جامعة العلوم و التكنولوجيا والرئيس القادم.. وبينهما ملف توطين وانتاج التكنولوجيا.
23/06/2016 - 9:45am

طلبة نيوز-

خلال الايام أو الاسابيع المقبلة سيتم تعيين رئيس جديد لجامعة العلوم والتكنولوجيا، وفي الاشهر الماضية شهدنا تغيير العديد من رؤساء الجامعات الاردنية وانشاء جامعة تقنية جديدة، وهناك حديث متواصل عن اصلاح التعليم الجامعي ، وضرورة التوسع فى التعليم التقني والتطبيقي ، والمعنى هنا ليس رمزياً بانشاء جامعات جديدة أو بتعيين رئيس جديد بدلا من اخر، وإنما لإحداث تغييرات شاملة في جوهر العمل الاكاديمي لخدمة الاقتصاد الوطني وانتشالة من حالة الركود والتراجع، وجعل هذه الجامعات والمؤسسات الأكاديمية ليست واقفة أو روتينية جامدة..

فالتخلف لا يأتي من جامعات ومؤسسات تعليمية "تعي" دورها في وطنها وتريد الصعود به إلى معمار البناء الأكبر، وإنما من "الجهل واللامبالاة" لأهمية نقل وانتاج وصناعة التكنولوجيا، ودور الاقتصاد المعرفي فى بناء الوطن و نهضة الامة، وإلا كيف نرى دولاً صغيرة استوعبت هذه الدروس و تحولت إلى دول متقدمة تسابق بإنتاجها ومكاسبها ومدخراتها دولاً ذات موارد مضاعفة عنها..

المعنى الحقيقي في التركيز على التعليم التقني والبحث التطبيقي والاقتصاد المعرفي، يؤكد أن نجاح الجامعات الاردنية يعتمد على قدرتها فى احداث نقلة نوعية فى هذا الجوانب المهمة، فالبحث والابتكار والتطوير في كل الجامعات المرموقه صارت ميدان السباق بين دول العالم المتطور، وقد وصلت إلى أن تكون التحدي الأكبر في امتلاك مجموعات بحثية من المهندسين والأطباء والكيميائيين والفيزيائيين في المجالات الصناعية والنشاطات المختلفة.

حصول بعض بعض الاكاديميين الاردنيين على براءات اختراع وبحوث محكّمة من جامعات ومراكز أبحاث كبرى، ووصول بعضهم الى ان يكونوا الأكثر تأثيراً واستشهاداً بأبحاثهم، يعطينا الدلالة بأننا لسنا حالة استثنائية بعيدة عن ميادين النشاط العلمي المتعدد الأهداف، ولعل الملك عبدالله الثاني حينما تحدث عن اصلاح التعليم الجامعي واعطاه الأولوية فى برامج الاصلاح المختلفة إنما يريد "استلهام" تجارب دول أخرى متقدمة أو خرجت من التخلف والتبعية إلى المنجزات الكبرى، وهنا يأتي التركيز على نخب اكاديمية ورؤساء "رؤيويون" قادرون على احداث هذه "النقله النوعية" لأنهم قاعدة البناء الرصين للمجتمع، والمحرك الاساسي لمختلف النشاطات والتحولات الكبرى..

مشروعنا التنموي والاصلاحي لا يستطيع الفصل بين التعليم والبحث والتطوير في عمل تكاملي متداخل ، وبصرف النظر عن الاهداف الاولى التى انشات من اجلها الجامعات والتى كان توفير التعليم الجامعي والحصول على الشهاده واحدا منها، جاء التطور الزاحف بفرض التوسع فى البحث والتطوير وانتاج المعرفة وصناعة التكنولوجيا والمشاركة فى حل مشاكل المجتمع، أولوية تتقدم على رؤية آخرين ما زالوا يعتقدون أن هدف التعليم الجامعي لا يتجاوز نشر المعرفة، ولعل قوائم الخريجين المتزايدة في كل عام التي تضعنا أمام تحدي كبير فى خلق فرص عمل مناسبة لهم، تعطينا معنى أن القادم في ردم الهوة البحثية والتقنية مع العالم الخارجي "هدف" جوهرى يستدعى التحضير والتخطيط السليم.

فالاستثمار في التكنولوجيا ومشاركة الجامعات فى بناء الاقتصاد المعرفي، قيمة تجاوزت حسابات الخسائر والمكاسب، إلى سباق امتلاك القوة العلمية والاقتصادية والعسكرية في جدلية كونية بين الدول المتقدمة، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية التى ارادها الملك الباني الحسين طيب الله ثراه عند انشائها لتكون انطلاقة جديدة غايتها الأساسية الخروج بنا إلى العالم المتطور، هي من يفترض أن تؤسس موقعاً لنا،بجعل "انتاج وتطوير وصناعة التكنولوجيا" التحدي الأكبر في مجال عملها، كي نصل للعالمية بالمنتج الاردني والقدرات الاردنية التي ترقى بقميتها ومستواها لأنْ تكون الرأسمال المتطور في كل الأزمنة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)