TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جابر العثرات وحكومة الرزاز في زمن الخاله كوروونا
15/05/2020 - 1:00am

د عمر نايل العزام
منح الله المسلمين ما يعوضهم عن قصر العمر.. وهبهم ليلة واحدة يزيد العمل فيها عن ثواب عبادة الثمانين عاماً.. ففيها أنزل القرآن وهي خير من ألف شهر.. وتتنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم لتكون سلاماً حتي مطلع الفجر.. ومن قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.. فهل هناك كرم وجود وإحسان من الخالق لعباده أكبر من ذلك سوي التمتع برؤيته يوم القيامة.. ومن الذي لا يتمني أن يصيبها ولو مرة في عمره؟!
علينا أن نسأل أنفسنا حكومة وشعبا وقد قاربت العشر الأواخر من رمضان علي الرحيل.. ماذا فعلت ليختارك الله ضمن الفائزين بليلة القدر.. لا تحسبن ان اجتهادك في العبادة كفيل وحده بأن يبلغك هذه الغاية.. فلن تنالها إذا كنت عاقاً لوالديك.. ولن تدركها لو خاصمت أو آذيت جارك.. أو كنت قاطع رحم!!
لا تحلم بها أبداً إذا كنت من المفسدين في الأرض أو منافقاً.. وإياك ان تغش وتكون من المطففين في الكيل.. أما إذا قتلت مؤمناً متعمداً فلن تشم رائحة الجنة!!
وإياك والغش في الامتحان أو الميزان.. ابتعد عن السرقة والرشوة وخيانة الأمانة.. لا تقرب الخمر والميسر والزنا.. قل الحق ولا تشهد الزور.. أحسن إلي والديك وزوجتك وأبنائك واخوتك.. لا تنسي الفقراء والمساكين والأيتام.. لا تغضب وابتسم في وجه أخيك.. وتذكر أهلك وجيرانك وأصدقاءك.. أدي عملك باتقان واخدم مجتمعك ودافع عن وطنك.. فلعل مولاك يستجيب لدعائك إذا قلت من قلبك بخشوع "اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني"..
لماذا لا نكون مثل جابر عثرات الكرام !!
خُزيمة بن بشر" كان ميسور الحال ينفق على كل فقير ومحتاج حتى الذين لديهم مال كان يعطيهم ، حتى دارت عليه دائرة الدنيا والأيام فأصبح فقيراً معدماً
فجاء بعض الذين كان يعطيهم من خيره ويمد لهم يد العون فأعطوه شهرا أو شهرين ثم ملوا وتوقفوا عن مساعدته
فأغلق باب بيته عليه وهو لا يجد ما يسد به الرمق هو وزوجته
كان الوالي المكلف في الجزيرة يدعى "عكرمة بن الفياض"
وكان يعرف خُزيمة بن بشر فسأل عنه . فقيل له :
لقد افتقر خُزيمة وأصبح لا يملك قوت يومه وأغلق بابه .
فاندهش عكرمة قائلاً :
خُزيمة افتقر ولَم يجد ممن كان يعطيهم ليقف معه خزيمة الذي كان يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر وفِي الليل والنَّاس نيام خرج عكرمة الفياض الوالي وأخفى وجهه وهو يحمل علي ظهره حملاً ثقيلاً حتى بلغ دار خزيمة ثم طرق الباب
قال خُزيمة : من
قال عكرمة : ضيف
ففتح خزيمة
ووضع عكرمة الحمل من ظهره وقال :هذا لك
قال خُزيمة : ومن أين
قال عكرمة : من مال الله
قال خُزيمة : ومن أنت
قال عكرمة :
جابر عثرات الكرام
قال خزيمة : بالله عليك عرفّني من أنت
قال :جابر عثرات الكرام ثم انصرف مسرعاً
قال خزيمة لزوجته : أشعلي لنا فانوسا لنرى ماذا أحضر الرجل المُلثم
قالت : ليس لدينا فانوسا ولا حطب نوقده
فأخذ عكرمة يتلمس الكيس في الظلام حتي انفلق الصباح
وعندما فتحه وجدها أربعة آلاف دينار وخمسمائة وكان الألف دينار تعادل أربعة كيلو ذهب ومائتين وخمسين جراماً .
فشكر خُزيمة ربه وقضى دينه وأصلح حاله وعندما رجع الوالي عكرمة إلي بيته وجد زوجته تولول وتقول : لا يخرج الوالي في هذه الساعة إلا لزوجةٍ أخرى
قال :لا والله
قالت :اذن أخبرني أين كنت
قال :لو أردت إخبارك أو إخبار أحد لما خرجت متخفياً ليلاً
قالت : يجب أن أعرف وألحت ولَم تنم حتى قَص لها القصة وقال:
اكتمي السر ولا تحدثي به حتى نفسك
وبعد فترة ذهب خزيمة إلي أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك فسأله : أين كنت يا خزيمة لم نسمع عنك من زمن فقص عليه القصة فقال الأمير : و من جابر عثرات الكرام
قال : لم أعرفه ورفض إخباري
قال الأمير :ليتك عرفته
ثم أمر بمنح دنانير أخرى ل خُزيمة وأصدر امرا بإعفاء عكرمة الفياض وتعيين خُزيمة والياً لمنطقةالجزيرة
ورجع خُزيمة ودخل قصر الوالي وهو يحمل مرسوم العزل وكان في استقباله عكرمة بنفسه وسلمه أمر العزل فقال عكرمة : كله خير
ثم قال خُزيمة :
أريد أن أحاسبك علي مال المسلمين
فرحب عكرمة بذلك فوجد خُزيمة مبلغاً من المال غير موجود
فقال خُزيمة : أين المال يا عكرمة
قال : ليس معي
قال : اذن رُده من مالك
قال : لا أملك مال خاص
قال : اما المال أو السجن وسجن عكرمة ردحاً من الزمن ووضعت له الأغلال الثقيلة في كتفيه وظهره حتى ضعف جسمه وتغير لونه
وعندما سمعت زوجة عكرمة بما حدث لزوجها الوالي المعزول
ذهبت الي خُزيمة وكانت هي إبنة عّم خُزيمة وقالت له :
يا خُزيمة ما هكذا يُجازي جابر عثرات الكرام فانتفض خُزيمة مفزوعاً قائلاً : هل هو عكرمة ، ياويلتاه وهرول إلي السجن دون أن يسمع شيئا آخرا
وأخذ يفك الأغلال من عكرمة بيديه ويبكي
وعكرمة يسأله : ماذا حدث ولماذا تبكي
قال خُزيمة : من كرمك وصبرك وسوءُ صنيعي
كيف أنظر في وجهك ووجه ابنة عمي
فأمر له بالكساء والغذاء وعندما استوى عوده قال له : هيا معي إلي خليفة المسلمين
فلما رآهم الخليفة بن عبدالملك قال :ما الذى أتى بك يا خُزيمة وأنت حديث عهد بالولاية
قال : أتيتك ب جابر عثرات الكرام وأظنك كنت متشوقاً لمعرفته
فاندهش بن عبد الملك وقال : هل هو عكرمة
خبت يا بن عبد الملك وتعجلت لقد أخجلتنا بطيب صنيعك وصبرك يا جابر عثرات الكرام
فأمر ل عكرمة بعشرة آلاف دينار وأعاد تعينه والياً وقال : ان شئتما حكمتما معاً
وظلا واليين مع بعضهما حتى توفاهما الله .
هل من جابر لعثرات الكرام في زمان الخاله كورونا للفقراء وعمال المياومه والعاطلين عن العمل والغارمين .
حفظ الله الاردن بقيادته الهاشمية وبوركت سواعد الأردنيين وجعل حكومة الرزاز من جابري العثرات .
صورة 1
صورة 2
صورة 3

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)