طلبة نيوز-
اعلن تقرير منظمة الامم المتحدة للطفولة «اليونيسف» أن الزواج المبكر لم يتراجع في الأردن قط، والأرقام الصادرة تبين ارتفاعا بنسبة (32%) في الربع الأول من عام 2014.
وقال ممثل اليونيسف في الأردن روبرت جينكنز، ان التقرير سلط الضوء على كيفية تأثير الزواج المبكر بشكل فوري وعلى مدى الحياة، مشيرا الى ان الفتيات اللواتي يتزوجن قبل سن الـ18 من زيادة خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل ومن وقوعهن ضحايا للإعتداء. بسبب فقدان التعليم المدرسي، ففرصهن الإقتصادية أيضا محدودة، ويمكن أن يعلقن في حلقة فقر مفرغة.
وركز التقرير على العوامل المشتركة التي تؤدي لزواج الأطفال في الأردن، بحيث تتضمن: التخفيف من حدة الفقر أو العبء الناتج عن إعالة عائلة كبيرة فيها العديد من الفتيات، وتوفير الحماية للفتيات الصغيرات، وتأمين استمرار التقاليد (الثقافية أو الأسرية)، وهو أيضا بمثابة فرصة لهروب الفتيات اللاتي يعشن في بيئة منزلية يعانين فيها من الإعتداء.
ودعت اليونيسف إلى دعم الحد الأدنى للسن القانوني للزواج وهو سن ال18 للفتيان والفتيات، وذلك تماشيا مع المعايير الدولية، ويضع القانون الأردني سن الـ18 كحد أدنى للسن القانوني لزواج الفتيات والفتيان، أما من هم دون سن ال18 فيمكن لهم الزواج شرط حصولهم على ظرف خاص.
وروت ياسمين (16) عاما وهي متزوجة منذ 9 شهور، من عمر (24) عاما، بانها كانت تحلم في صغرها أن تكون مصممة أزياء، ولكنها لا تستطيع تحقيق ذلك الان بسبب الزواج والعائلة تنتظر الان ولادة الطفل الأول.
وقالت «أنا حامل في الشهر الخامس الان وفي بعض الأحيان أشعر بالغضب، أعتقد أن السبب هو التغييرات الجسدية التي تؤثر على مشاعري أيضا».
ياسمين هي لاجئة سورية تعيش في الأردن منذ عامين، أصبحت المدرسة بالنسبة لها ذكرى بعيدة، أما الأمومة فهي واقع وشيك. بينما تتعلق قصتها بالصراع في سوريا على وجه الخصوص، تبين دراسة جديدة حول الزواج المبكر في الأردن.
واشار التقرير ان من بين جميع الزيجات المسجلة في الأردن لعام 2013، تشكل نسبة (13%) فتيات تحت سن الـ18، وهو رقم بقي ثابتا نسبيا على مدى العقد الماضي. وهذا يعني أن أكثر من (9600) فتاة قد تزوجن في عمر مبكر، وهناك تقدم ضئيل أو حتى معدوم في الحد من عدد هذه الحالات.
أما بين اللاجئات السوريات اللاتي يقطن في الأردن، فقد ارتفع معدل الزواج المبكر من (18%) من المجموع الإجمالي للزيجات في عام 2012 إلى (25%) في عام 2013.
وتظهر الأرقام الصادرة حديثا أن هذا المعدل ازداد ليصل إلى ( 32%) في الربع الأول من عام 2014، كما يظهر المعدل في الداخل السوري قبل الصراع أن ( 13%) من الزيجات تضمنت فتاة تحت عمر ال18.
ووفقا لوالدة ياسمين، فإن الزواج في عمر مبكر ليس من غير المألوف بالنسبة للفتيات السوريات، ولكن الزيادة ناتجة عن تسرب العديد من الأطفال من المدارس بسبب الأزمة السورية، وبقاء فتاة في سن المراهقة في المنزل يؤدي إلى تلقيها عروضا للزواج.
وتعمل اليونيسف مع وكالات الأمم المتحدة الشقيقة والمنظمات غير الحكومية الدولية والشركاء المحليين وموظفي المدارس والأهالي والزعماء الدينيين لتحديد ومنع حالات الزواج المبكر، وكذلك لدعم أولئك الذين يتزوجون في عمر مبكر، فإن تعزيز التعليم وتوفير أماكن امنة تتوفر فيها الحماية بحيث يمكن الفتيات مناقشة قضاياهن والتحدث مع أولياء الأمور والمجتمع المحلي والزعماء الدينيين كلها تلعب دورا في معالجة الزواج المبكر.
وقال التقرير انه بالنسبة لأولئك المعرضين لخطر الزواج المبكر، فتمكن اليونيسف وشركاؤها الفتيات، من خلال توفير التدريب المهني والدعم النفسي والإجتماعي والمهارات الحياتية التي يمكن أن توفر لهن خيارات أخرى غير الزواج المبكر.
واشار التقرير ان الفتيات اللواتي لديهن فرص تعليمية ضئيلة أو معدومة هن 6 مرات أكثر عرضة للزواج المبكر مقارنة مع الفتيات ذوات التعليم الثانوي، فإن إكمال عام إضافي واحد من الدراسة، يزيد قدرة الحصول على راتب أفضل بنسبة (15 -20%). ويتم تعريف الزواج المبكر قبل سن الـ18 على أنه زواج رسمي أو غير رسمي، الا ان الفتيات هن الأكثر تضررا بسبب هذه الزيجات.
لم تتنازل ياسمين عن حلمها في أن تصبح مصممة أزياء، وتقول: «أود الإنخراط في دورة في المستقبل، ولكن سنرى ما يجلب المستقبل». لقد انتهت طفولتها مبكرة، فسرعان ما سوف تصبح أما.
وتعمل اليونيسف في (190) دولة واقليم لمساعدة الأطفال في البقاء والنمو، وذلك ابتداء من الطفولة المبكرة وحتى نهاية سن المراهقة. واليونيسف هي أكبر مزود للمطاعيم في الدول النامية. كما تدعم اليونيسف صحة الأطفال وتغذيتهم، وتوفيرالمياه النقية وخدمات الصرف الصحي والتعليم الأساسي الجيد لجميع الفتيان والفتيات، بالإضافة إلى حماية الأطفال من العنف والاستغلال ومرض الإيدز. واليونيسف ممولة بالكامل من تبرعات المؤسسات والأفراد والشركات والحكومات.
اضف تعليقك