TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تغييب تمثيل الجامعات في مجلس التعليم العالي.. أين المبررات؟
09/03/2015 - 4:00am

طلبة نيوز- الراي 0 كتب- حاتم العبادي -  يناقش مجلس التعليم العالي، في الفترة الحالية، مسودة لقانون جديد للتعليم العالي، وأخرى لقانون الجامعات.
ورغم ان المقدم للنقاش هو مشروع قانون، وليس مسودة تعديلات، إلا أن «الجديد» في مسودة قانون التعليم العالي «بسيط»، حيث ابقيت كثير من الموضوعات محل النقاش الدائم في الوسط الاكاديمي، كما هي دون اي تغيير جذري.
اللافت في المسودة، ان واضعيها ما يزالون يصرون على غياب تمثيل الجامعات في مجلس التعليم العالي، رغم انها بشقيها «الرسمي والخاص» المعنيين بمخرجات المجلس من تشريعات واستراتيجيات وخطط تنفيذية، وان التمثيل الاكاديمي لشخوص لا يعني تمثيل الجامعات كمؤسسات.
كما يعيش مجلس التعليم العالي حالة من التناقض في التعاطي مع دور مؤسسات التعليم العالي، فهو يبعث الى الجامعات الى الاخذ برايها في التشريعات التي يقترحها على اختلاف مستوياتها، وبنفس الوقت يبعدها عن مصنع القرارات.
تمثيل الجامعات في مجلس التعليم العالي، ليس اختراعا جديدا لتشكيلة مجلس التعليم العالي، إنما واقع كان مطبق في وقت سابق، وكان قبل إنشاء الجامعات الخاصة وانتشارها مقتصرا على الجامعات الرسمية، وبعدها تم تعديل القانون لضمان تمثيل الجامعات الخاصة بنسبة تساوي نصف تمثيل الرسمي الذي كان اربع جامعات بالتناوب.
ورغم أهمية تمثيل هذه المؤسسات ومنطقية هذا التمثيل، إلا انه عند الغاء التمثيل، لم تطرح مبررات الالغاء، وعند محاولة وضع قانون جديد، قبل عامين تقريبا، كانت هنالك مبررات لا ترتقي الى درجة الغاء التمثيل، ومنها فرضية «في حال رغب المجلس انهاء ولاية رئيس جامعة عضو في المجلس، كيف سيكون الوضع؟»، وهذه الفريضة مبينة على وضع معنوي اكثر منه واقعي، وان المجلس كهيئة صاحب قرار بالاغلبية.
وتقود حالة تغيب تمثيل الجامعات في مجلس التعليم العالي الى نوع من «التفرد» في صنع القرار، وبعيدا عن المعايشة للواقع الفعلي داخل القطاع، بمعنى ان تشكيلة المجلس الحالية والمنتظرة، في حال أقر القانون، لا تنبري عن واقع إنما تحاكي تنظير مثالي عند صنع القرار، بما قد يجعل هنالك انعكاسات سلبية على المؤسسات وادائها وبالتالي مخرجاتها.
هذا التشخيص، قد يذهب الى البحث عن دور المؤسسات والقائمين عليها من مجالس امناء ورؤساء جامعات لانتزاع «حق التمثيل»، خصوصا ان «التعليم العالي» في شقيه «وزارة» و»مجلس» ينتهج حاليا سياسية مشاركة الجميع في المناقشة في الموضوعات التي يطرحها، وأخرها اسس القبول الجامعي المقترحة، من خلال تضمين مقترحاتهم وملاحظاتهم اهمية التمثيل في المجلس.
غياب تمثيل مؤسسات التعليم العالي في شقيها الرسمي والخاص في مجلس التعليم العالي، يجعل من الجامعات مجرد «متلقي» لا مشارك في صنع الرؤية والسياسة والاستراتيجية والخطط التنفيذية.
ونستعرض  ابرز الاختلافات بين مسودة القانون الجديد وبين نصوص القانون الحالي ، ففي المادة الثانية، كان الجديد الابرز زيادة مدة الدراسة في تعريف مصطلح التعليم من سنة دراسية الى سنتين دراسيتين، وكذلك الحال عند تعريف حقل التخصص.
بينما في المادة الثالثة، والرابعة، لا يوجد اختلاف، فقط تغيير بعض المصطلحات واضافة اخرى، ذات دلالات لرؤية، إلا أن تلك الاضافات تحتاج الى اليات واضحة لغايات التنفيذ وإلا ستبقى نصوص نظيرية.
وفي المادة الخامسة، والمنظمة لتشكيلة المجلس، تم اضافة على التشكيلة وزير التربية والتعليم نائبا لرئيس المجلس وهو وزير التعليم العالي بالاضافة الى تخفيض عدد الاكاديميين من (7) الى (4)، بالاضافة الى تمثيل القطاع الخاص بمقعدين، مع اضافة بند جديد لا يسمح تمثيل اي شخص إذا كان شريكا في جامعة خاصة تضاف الى باقي الموانع الموجودة في القانون الحالي.
ولم يطرا في المادة السادسة اي تغييرات جذرية في مهام المجلس، إذا منها اضافة وضع استراتيجيات للتعليم العالي وخطط تنفيذية، وهو حق يندرج ضمينا اصلا تحت مهمة وضع سياسات القطاع الموجودة في القانون الحالي.
وبخصوص المواد المتعلقة بصندوق البحث العلمي نص القانون على ان تكون ضمن الموارد المالية له «ما نسبته (1%) من صافي ارباح الشركات المساهمة العامة السنوية ، مع ايراد تعريف للارباح الصافية وتحديد جهات التحصيل لهذه النسبة.

التعليقات

عبدالله النعيمي... (.) الاثنين, 03/09/2015 - 09:18

الى الأستاذ حاتم العبادي المحترم
معالي الأستاذ الدكتور لبيب الخضرا وزير التعليم العالي والبحث العلمي جديد في موقعه كم تعلم ، كن على يقين أن هذا الرجل سيعالج أي اختلالات في قانون التعليم العالي الجديد ، وما أتمناه على أمثالك من الكتاب والصحفيين المحترمين أن يعطى الفرصة الكافية ، فهو رجل ذو كفاءة علمية ولديه خبرات عملية واسعة جداً في الجامعات الأردنية إضافة إلى ما يتمتع به من ذكاء وفطنة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)