
طلبة نيوز-أ.د.م. مصطفى محيلان
اشار جلالته الى أن الأردن بدأ قبل 15عاما حراكا علمياً تقنياً واثقاً في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بحيث أصبح الآن القطاع الأسرع نموا في اقتصادنا، والذي يساهم ب12% من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، كما استطاع هذا القطاع أن يولد نحو 80 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وهو أفضل مكان لإنشاء شركة تكنولوجيا في العالم وعليه كانت تغريدة جلالته التي اطلقها عبر موقع توتير للعالم، حيث قال، ان الاردن استطاع من خلال قدراته الإبداعية أن يكتسب لقب «وادي السليكون».
وأكد جلالته خلال زيارته التي يقوم بها الى الولايات المتحدة الأميركية حالياً على عدة أمور من أهمها:
الاستثمار في التعليم.
تنفيذ مخطط اقتصادي عشري يجري إعداده حاليا من خلال عملية تشاورية وطنية.
بناء حاضنات أعمال للمشاريع ومناطق تنموية ومسرعات الابتكار.
مشروع الأردن 2025 الذي سوف يجمع بين خطة عمل وإدارة صارمة للأداء.
الإستفادة من الموجودات والمزايا الوطنية، «مثل الموقع والشباب المتعلم» للبدء بمشاريع تتخذ من الأردن مقرا لها وبالتالي إمكانية الوصول إلى مليار مستهلك في العالم.
هذه كلها إنجازات نحمد الله عليها، وقد كتب لها النجاح من خلال الأمن الذي نعيشه وتعاون الجميع في تحقيقها، ولا بد من البناء عليها وتعميقها وتمكينها، ونحن الآن في حقبة التمكين كما دعى إلى ذلك جلالة الملك في إحدى أوراقه النقاشية العام الماضي، وهنا أود كأكاديمي التوقف لإجراء مراجعة ذاتية، الهدف منها تقييم دور مؤسساتنا التعليمية في تنفيذ الرؤى والتوجهات الملكية المشار إليها أعلاه، من خلال العمل في ضوئها والتفاعل معها والتخطيط السليم لإستدامتها وضمان إستمرارها وديمومتها.
والسؤال الأول الذي يراودني وأود أن أطرحه هو:
هل تقوم المؤسسة التعليمية حالياً بتزويد الوطن بالكفاءات التقنية المناسبة حسب ما يتطلبه سوق العمل المحلي والعالمي، أم أنها تقليدية، تميزت سابقاً، وليس لديها خطط مستقبلية حالياً، وقد تكون رافداً لصفوف العاطلين عن العمل بدل من المنتجين، وهل أصبح لسان حالها يقول: زرعوا فأكلنا، «فقط»! وعليه وبحسب ما أرى فإن العديد من الجامعات لا يوجد لديها توجه جدي ولا جريء بخصوص ايقاف القبول في التخصصات الراكدة التي تعتبر عبئا على الوطن ولا يوجد نية لإغلاقها، وعليه فأن الإستثمار في التعليم المشار إليه أعلاه هو هدف بحاجة للتفعيل بشكل أعمق وأكبر، من قِبَل القائمين على المؤسسة الجامعية.
الجامعات هي مصادر الفكر والخطط المستقبلية، فهل وضعت إي منها «خطة عشرية» من خلال التشاور مع كوادرها ومجتمعاتها المحلية.
هل تعي إدارات بعض جامعاتنا معنى «حاضنات الأعمال» و»مسرعات الابتكار» في ضوء رفض تلك الإدارات «المستحدثة» وبعض الكليات الهندسية مثلاً وعمادات شؤون الطلبة إنشاء نواد للطلبة بحجة دواع أمنية!
سألت شخصياً العديد من الطلبة في بعض الجامعات عن «مشروع الأردن 2025» الذي سوف يجمع بين خطة عمل وإدارة صارمة للأداء، فلم يعلم عنه أحد!
أفلا نُعلِمُهُم نحن؟
لماذا كل هذا النأي بالذات من قبل العديد من جامعاتنا عن واقعهم ومسايرته والتفاعل معه؟
نعم، تُخرِج جامعاتنا دارسين كُثرا ولكنها لا تُثقفهم ولا تتابعهم ولا تعتني بهم بعد التخرج، وكأن إدارات بعض الجامعات تعتقد بأن المطلوب منها فقط هو بناء البوابات ورفع الأسوار ومن ثم الإلتزام بالمكاتب.
بالمناسبة أشكر المراكز «الخاصة» للكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الحديثة الذين بتميّزهم ساهموا بشكل كبير في دعم طلبتنا وخريجينا.
اضف تعليقك