طلبة نيوز-

طلبة نيوز - عبد الله العزّام
في العرف الأكاديمي الإدارات الأكاديمية والإدارية معنية أساساً بالتنسيق والتوجيه والرقابة بالإضافة إلى مهمة الأولى التدريسية والبحثية، وفق سياسات الجامعة أياً كانت، ووفق قوانين وتشريعات الدولة الصادرة والناظمة لهذا الخصوص، وبالشكل الذي يضمن سير العملية الأكاديمية بنجاح وبما يلبي تطوير الجودة التعليمية والتدريبية والبحثية المتميزة لناهلي العلم منها، لكن ما يدور في معظم الأروقة هناك وخصوصاً إدارات الكليات مختلف تماماً عن سياق المفروض أن يكون، فالاهتمام بما هو أدنى على حساب ما هو مطلوب ومهم، والانشغال بإقامة علاقات الزبونية والفئوية، وتكريس منطق الظلم والتمييز بين الطلبة وفق أسس ودوافع ساقطة، واستغلال موقع الإدارة وفق مقتضيات المصلحة الشخصية وعلى حساب العلم والتعليم والمصلحة العامة للمؤسسة الأكاديمية، والاهتمام بالجوانب الشكلية والصورية، أصبح نمطاً سائداً ومعمول به علانية من قبل معظم الإدارات الأكاديمية والإدارية في المشهد الجامعي الرسمي.

ونظراً لذلك فالتطهير (الإزاحة) بات ضرورة حتمية وسط حالة التخاذل وعدم الاكتراث بالقيام بالدور المطلوب، وفي ظل ذلك لا بد من تثبيت مبدأ القانون وتفعيله وسيادته على تلك الإدارات المتخاذلة أياً كانت لتحقيق جودة الإدارة والتعليم الأكاديمي معاً وفق مقتضيات المصلحة الوطنية العليا المقدمة على أي اعتبارات أخرى أياً كانت، وفكرة قد تبدأ باستحداث قسم الإشراف الأكاديمي والإداري في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يعنى بالإطلاع على واقع التعليم الأكاديمي من خلال حضور جزء من المحاضرات بشكل مفاجئ، والنظر في آليات عمل الإدارات الأكاديمية والإدارية من خلال القيام بزيارات تفقدية ولقاءات خلال ساعات الدوام الرسمي.
ما ذكرته أعلاه مجرد نظرة توصيفيه لحالة مرضية عامة ومعاناة واقعية يعاني منها العديد من طلبة الجامعات في كل يوم وعلى امتداد الفصل الدراسي الواحد، والمتتبع لواقع الحال يجد أن تلك الإدارات فقدت البوصلة بعد أن غرقت في خضم مناكفات وصراعات ضيقة أدت بها إلى الكثير من التخبط والترهل والاضطراب، وهذه القضية ليست إلا قضية من القضايا التي يشكو منها المشهد الجامعي الرسمي وللتذكير بأهميتها تناولتها، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.