
طلبة نيوز
كتب الدكتور محمد سنجلاوي
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﺔ، ﻋﺪﻭﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺐ ﻗﻄﺎﻉ ﻏﺰﺓ، ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺫﻧﺐ ﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﺳﻠﺔ، ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﻭﻋﺰﺗﻬﻢ ﻭﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺸﻬﻢ، ﺑﺄﻥ ﻟﻬﻢ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺩﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺳﻴﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ.. ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺻﻴﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﺰﻋﺎً ﻭﻫﻠﻌﺎً، ﻃﻠﻌﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﻄﺒﺎﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ "ﻓﺘﺢ ﻭﺣﻤﺎﺱ"، ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻜﺎﺷﻔﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﺭﻳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻣُﻨﻴﺖ ﺑﻪ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺪ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤّﺪﻭﻫﺎ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ، ﻭﺣﺴﻨﻮﺍ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺍﺑﺢ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﺍﻟﻤﺨﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺒﺔ.. ﺑﻞ ﻃﻠﻌﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺘﻞ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺃﺭﺿﺎً ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻘﺼﻢ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﻘﺎﻭﻣﻴﻬﺎ ﻭﺃﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﺍﻷﺷﺎﻭﺱ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﺪ ﻣﻦ "ﻓﺘﺢ ﻭﺣﻤﺎﺱ"، ﻭﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻳُﺤﻜﻤﻮﻥ ﻗﺒﻀﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ.. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻞ ﺗﺪﻋﻤﻪ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻞ ﻳﺪﻋﻤﻪ "ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ"، ﻭﻻ ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻞ ﻳﺪﻋﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.. ﻓﺎﻟﺨﺼﻤﺎﻥ ﻓﺘﺤﺎﻭﻳﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺨﺎﻉ، ﻓﺘﺤﺎﻭﻳﺎﻥ ﺭﺿﻌﺎ ﺣﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻫﻤﺎ.. ﻓﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ – ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻬﻤﺎ – ﻳﻮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺤﻔﻞ ﺑﺄﺭﺷﻴﻒ ﻧﻀﺎﻟﻲ ﻭﺑﻄﻮﻟﻲ ﻳﺠﻌﻞ، ﻣﻦ ﺃﺭﺷﻴﻒ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ "ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ" ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻪ ﺃﺭﺷﻴﻔﺎً ﺣﺎﻓﻼً ﺑﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭﻣﺎ "ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎً" ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺳﻮﻯ ﺩﻋﺎﻳﺔ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ﻭﻧﺎﺧﺒﻴﻪ..! ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻴﻦ "ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺎﺱ" ﻭ"ﻣﺤﻤﺪ ﺩﺣﻼﻥ" ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻨﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺟﻨﺪ "ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺎﺱ" ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﺔ ﻛﻞ ﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺷﺤﺬﻫﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺗﺠﺮﻳﺪ ﺧﺼﻤﻪ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻴﺘﻪ، ﻭﺍﻹﻟﻘﺎﺀ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟُﺐّ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ، ﻭﻟﻮ ﺯﺍﺩ ﻋﻤﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﺳﺎﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻟﻤﺎ ﺗﻮﺭﻉ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﺍﺓ ﺑﺠﻠﺐ ﺧﺼﻤﻪ ﺩﺣﻼﻥ ﻣﻜﺒﻼً، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻨﻴﻄﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺤﺞ ﻟﺮﺟﻤﻪ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ..! ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺜﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﺴﺠﻠﺔ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺮﺩﻫﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺪﺓ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺧﺼﻤﻪ، (ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺩ) ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ "ﻣﺤﻤﺪ ﺩﺣﻼﻥ"، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻨﻔﻴﺎً ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ. ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻵﺗﻲ: ﻫﻞ ﺗﺤﺮﺭﺕ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻛﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺘﻌﺮﻳﺔ "ﻣﺤﻤﺪ ﺩﺣﻼﻥ"، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺑﺘﺄﺧﻴﺮ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ؟!! ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﺎﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﺣﺪ – ﺃﻳّﺎً ﻛﺎﻥ – ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺟﺤﻴﻢ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ، ﻭﺍﻟﺘﺨﺎﺫﻝ، ﻭﺍﻟﺨﺬﻻﻥ.. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﺪﻳﻪ ﻭﺍﻗﻊ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﺩ، ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ، ﻭﺗﺸﺮﺫﻡ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ ﻣﺄﺳﺎﺗﻪ، ﻭﻋﻦ ﻓﺪﺍﺣﺔ ﻣﺼﺎﺑﻪ، ﻭﻋﻦ ﻓﺼﻮﻝ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺭﺩﺗﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭﻋﻦ ﻧﺤﻴﺐ "ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺘﻪ" ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺂﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻭﺿﻮﺍ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺯﻭﺭﺍ ﻭﺑﻬﺘﺎﻧﺎً.. ﻟﺴﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻻ ﻋﻦ "ﻛﺮﺯﺍﻱ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ"، ﻭﻻ ﻋﻦ "ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺍﻟﻘﺪﺱ"، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺧﻴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻟﺼﻮﺹ (ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻹﺳﺘﺜﻤﺎﺭ) ﺇﻟﻰ ﺧﻴﻤﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻈﻞ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻋﺬﺭﺍﻫﻢ ﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ، ﻭﺑﻄﻮﻻﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﻤﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻘﻞ ﻭﻻ ﻣﻨﻄﻖ. ﻓﺎﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻓﺘﺮﺓ ﺫﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﺜﻠﻮﺝ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﺮﻭﺝ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ، ﻓﺸﻤﻮﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﺫﺍﺑﺖ ﺟﻠﻴﺪ ﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻭﺗﺠﺎﺭ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ.. ﻓﺒﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ "ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺎﺱ" ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻮﺍﻋﻈﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ، ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻻﺗﻔﺎﻕ ﺟﻨﻴﻒ "ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ"، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﺭﻋﻪ ﻭﺧﺠﻠﻪ ﻣﻦ ﻟﻘﺎﺀ ﺃﻗﻄﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﺣﺎﺛﺎً ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ ﺳﻴﻈﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﺪﻡ؛ ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﺣﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮ.. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻋﺒﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻏﺰﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ (ﻋﺒﺮﻳﺎً ﻭﻋﺮﺑﻴﺎً)، ﻭﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻬﺸﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺑﺮ ﺍﻟﻘﻬﺮ، ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ؟! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻋﺒﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺰﻗﺘﻪ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﻤﺰﻕ، ﻭﻋﺼﻔﺖ ﺑﻪ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ (ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ)، ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﺎﺳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻀﻰ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﺤﻮﺍ ﺑﺤﺮﻳﺘﻬﻢ ﻟﺘﻈﻞ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺣﺮﺓ ﺃﺑﻴﺔ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺎﺭﻗﻮﺍ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﺗﻠﻬﺞ: "ﻭﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺑﺎﺏ.... ﺑﻜﻞ ﻳﺪ ﻣﻀﺮﺟﺔ ﻳُﺪﻕُّ" ؟! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﺠﺘﺮﺡ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻓﻲ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﺍﻡ ﺳﺮﻃﺎﻧﻴﺔ ﺃﻛﻠﺖ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺲ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ (ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ) ﻓﻲ ﺍﻧﻘﻼﺑﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻋﺒﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﻫﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﺘﻘﻄﻴﻊ ﺃﻭﺻﺎﻝ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺷﻌﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭﺍﻟﻠﺠﻮﺀ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﺆﺭ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﻘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﻓﺮﺩﻭﺳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ؟! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻋﺒﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻨﺎﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﻭﻩ ﻭﺍﻗﺘﺤﺎﻣﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻗﻄﻌﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺭﺓ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﺣﻴﺚ ﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺑﺎﺑﺘﻼﻋﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﻼﻉ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ؟! ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺼﺪﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪﺍً، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﺪﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻔﻀﺢ ﻓﻴﻪ "ﺩﺣﻼﻥ" ﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ﺧﻄﺎﺏ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﻭﻋﻮﺩ ﺩﺣﻼﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻜﺸﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻃﻴﻦ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ "ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ".. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﻧﻜﺮﻩ (ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﻮﻥ) ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻗﺒﻞ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﻭﺑﻌﺪ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺪﻳﻚ. ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﻮﺩ ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻟﺔ ﻛﻲ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻭﺻﺎﻑ "ﻳﻬﻮﺫﺍ"، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻭﻳﻌﻨﻴﻪ ﻭﻳﻄﻠﺒﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ "ﻫﺆﻻﺀ" ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ، "ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻹﺭﻳﺎﻧﻲ"، ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔً ﻛﺄﻭﻝ ﺯﻋﻴﻢ ﻋﺮﺑﻲ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﻔﻚ ﻷﺟﻠﻪ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ.. ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻳﺤﺮﺹ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺨﻴﺎﻧﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻷﺣﺪ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﺃﻭ ﺗﻤﺰﻳﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻷﻱ ﺑﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻠﻴﻘﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻭﻟﻴﺮﺣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﻜﻠﻮﻡ.. ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ: ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻨﺠﻼﻭﻱ
اضف تعليقك