TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تجربة التعلم الالكتروني في ظل كورونا
12/04/2020 - 1:30pm

ا د عبدالله عزام الجراح

داهم فيروس كورونا العالم اجمع، فانتشر كالنار في الهشيم، حيث استطاع وبفترة وجيزة أن يشل مظاهر الحياة الطبيعية في مختلف أرجاء المعمورة، من دون أي تمييز بين دولة قوية أو ضعيفة، أو عالم متحضر أو متخلف.
ولأن الاْردن جزء من هذا العالم الكبير، فقد كان عليه أن يقوم بكل ما هو ممكن من أجل الحد من انتشار هذه الجائحة، والحد من خطورة هذا الفيروس على حياة الناس. ولقد اتخذت الحكومة الأردنية سلسلة من الإجراءات التي عكست مهنيتها وقدرتها ,على مواجهة هذه الجائحة، متسلحة بوعي الأردنيين وإيمانهم بذاتهم، ونالت الإجراءات الحكومية المبذولة رضا غير مسبوق من أبناء الشعب الأردني، كما ونالت إشادة عالمية عن أدائها المميز. ولقد جاء القرار الحكومي بتعطيل الجامعات والمدارس كإجراء احترازي وقائي؛ للحد من انتشار هذا الفيروس والتقليل من أخطاره، حيث تقدر أعداد الطلبة في الجامعات الحكومية والخاصةبحوالي ٢٧٠ألف طالب وطالبة.
وأمام هذا القرار السليم والمفاجىء في الوقت ذاته، لم يكن متاحًا أمام الجامعات إلا اللجوء إلى التعلم الالكترونيوالتعلم عن بعد كخيار وحيد لاستمرار عملية التعليم التي ينبغي ان لا تتوقف لأهميتها، خاصة وإن قرار التعطيل جاء بعد مرور أكثر من شهر على بدء الفصل الدراسي الثاني في أغلب الجامعات الأردنية. هذا القرار لم يعط الفرصة أو الوقت لأن تأخذ الجامعات ( الإدارات الجامعية، الأساتذة، الطلبة)تدابير عملية مناسبة لإنجاح تجربة التعلم الالكتروني والتعلم عن بعد بالصورة التي ينبغي أن تأتي عليها. ومع أن من المبكر إصدار أحكام موضوعية وعلمية دقيقة لتقييم هذه التجربة، فان من المهم القول انه و قبل جائحة كورونا كان التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد غير شائع في معظم الجامعات الأردنية، باستثناء بعض التجارب والمحاولات الفردية من قبل بعض الزملاء أعضاء هيئة التدريس في الكثير من الجامعات، والتي كانت تنفذ في مواقف محددة ومنظمة وباختيار عضو هيئة التدريس ذاته، حيث ينسقها وينفذها في الجامعة. إن مثل هذه التجارب والمحاولات الفردية، تختلف تماما عن الخيار الوحيد الذي وجد الكثير من الأساتذة والطلبة أنفسهم أمامه بعد كورونا. فبينما كانت التجارب والمحاولات الفردية اختيارًا من بعض الأساتذة، أصبح التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد الخيار الوحيد والإجباري للكثير من الأساتذة والطلبة. والكثير من الأساتذة والطلبة لم يكن يتوقع يوما أن يمارس التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد، ومع أن الجامعات كانت قد وفرت التدريب لأعضاء هيئة التدريس إلا أن الكثير منهم قد خضع لها لاعتبارات لا علاقة لها بالتعلم الإلكتروني، وأن الكثير منهم لم يمارس التعلم الالكتروني أو التعليم عن بعد قبل هذه الجائحة، ما قد يشير إلى أن الكثير منهم غير مدرب بشكل كاف ومناسب ليمارس التعلم الالكتروني والتعلم عن بعد بكفاءة خلال هذه المدة القصيرة والظروف العصيبة التي يعيشها المجتمع بشكل عام. وما قيل عن أعضاء هيئة التدريس يمكن أن يقال عن الطلبة أيضا.وإضافة لما سبق، فإن حظر التجول وبقاء الناس في منازلهم استجابة لقرارات الحكومة، وتعطيل طلبة المدارس زاد أعباء إضافية تمثلت باضطرار الكثير من أولياء الأمور متابعة الأعباء الدراسية المترتبة على طلبة المدارس، خاصة اذا أخذنا بعين الاعتبار صغر وضيق المنازل التي يعيش فيها أغلب الأردنيين، فاغلب المنازل صغيرة وغير مصممة أو مناسبة لبقاء جميع أفرادها فيها كل الوقت أو معظمه،وتنفيذ كل هذه المهام من المنزل. ناهيك عن أن بعض أعضاء هيئة التدريس والطلبة لا يمتلك جهاز حاسوب في المنزل، ما يجعل الكثير منهم يستخدم الهاتف المحمول والذي يقل كفاءة عن جهاز الحاسوب، ولقد شكل الضغط الكبير على شبكات الإنترنت مشكلة أخرى قللت من كفاءة التعلم الالكتروني والتعلم عن بعد وتشكل تحد للطلبة والأساتذة. ومع هذه الظروف التي تم الإشارة إلى أبرز وأهم المعيقات التي تواجه تجربة التعلم الالكتروني والتعلم عن بعد في هذه الظروف الاستثنائيةفإن التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد أصبح مرهقا ومتعبا للأساتذة والطلبة والأهل عىلى حد سواء، ما قد يجعل اتجاهاتهم نحوه سلبية، خاصة وان بعض الشعب والمساقات يزيد عدد الطلبة فيها عن 130 طالبا وطالبة، وهنا اقترح أن تخصص الجامعات، وبعد انتهاء هذه الجائحة جزءا من العملية التعليمية للتعلم الالكتروني اذا ما أردنا أن تنضج هذه التجربة ويكتب لها الاستمرار بكفاءة.
حمى الله الأردن ورفع عنا هذا البلاء

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)