TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تباطؤ إصلاح التعليم العالي: بين القصور وتقاطع المصالح
28/04/2021 - 4:00pm

أ‌.د. سيف الدين الفقراء/ جامعة مؤتة
ثمّة آمال عراض بنيناها على الحكومة الجديدة في إصلاح التعليم العالي, من خلال وزير العليم العالي الذي تفاءلنا به خيراً, وعلى الرغم من وجود قرارات إيجابيّة في أول عهد الوزير تمثّلت في إلغاء أسس القبول الجديدة والدينامكية في التعامل مع قضايا الطلبة في ضوء الجائحة, إلاّ أنّ هذه القرارات أخذت منحى سلبياً مع بدء دورة مجلس النواب, وتمثل ذلك في الانصياع لمطالب نيابية شعبويّة في قضايا امتحانات الدراسات العليا وتدريسهم عن بعد, وكذلك الاعتبار لمكونات المجلس النيابي وأخذها بالحسبان في التغييرات التي كنّا نتوق إليها في مناصب مؤسسات التعليم العالي, وتشكيل مجلس التعليم العالي, وتشكيلات مجالس الأمناء.
لقد كانت تشكيلات مجالس الأمناء بعيدة كلّ البعد عن الموضوعية, وشابها من الشوائب مالا يخفى على الكفيف والأصم والأبكم, وكان أداؤها متردياً إلى أبعد الحدود, فلا هي أسهمت في تحسين موارد الجامعات, ولا هي أحكمت السيطرة على القضايا الأكاديمية المناطة بها, ولا هي ابتعدت عن التدخلات في شؤون الجامعات التي لا تدخل في صلاحيتها, فثمّة إملاءات مورست على رؤساء الجامعات من خلال التدخل في التعيينات وتشكيلات المناصب الأكاديمية, وفرض نواب رئيس على الرؤساء, واستحداث عمادات وكليات لا حاجة لها لغايات تنفيعية, ناهيك عن قصور الجانب الرقابي لهذه المجالس المسند لها بموجب قانون الجامعات, فالوحدات الرقابية ليست مرتبطة بمجلس الأمناء في معظم الجامعات, وتقاريرها تصاغ في مكاتب الرؤساء, ثمّ ترفع إلى المجالس, وتقارير التقييم للرؤساء تصاغ بإشراف الرؤساء أنفسهم, وتفصّل لهم الإنجازات الهلامية تفصيلاً.
اليوم وبعد بروز قضايا كبرى في التجاوزات الأكاديمية والإدارية, وبلوغها المحاكم والأجهزة الرقابية في الدولة, وظهور قصور في الأداء حسب تقارير الرقابية لديوان المحاسبة, وتقارير الشفافية ومكافحة الفساد, وإخفاقنا في التعليم الالكتروني الذي أقرّ به التعليم العالي في قراراته الأخيرة, فالناجح والراسب إقرار بعدم تحقق الفائدة للطلبة, وعدم المصداقية في الامتحانات, وعدم تساوي الطلبة في الإمكانات, وإقرار بعجز الجامعات عن إجراء الامتحانات وجاهياً ,على الرغم من أنّ قاعات الجامعة ومدرجاتها كفيلة بعقد الامتحانات للطلبة بأعلى مستوى من مراعاة الضوابط الوقائية, ولكنّ الوزير لا يريد أن يفتح على نفسه جبهة مع النواب ومطالبهم الشعبويّة.
منذ أن أسندت وزارة التربية والعليم إلى وزير التعليم العالي أصبح القصور والتقصير ملمحين بارزين في التراجع في التعليم العالي وتباطؤ إصلاحه, وإحداث تغييرات جذرية فيه؛ ......, ومضت الفرص الممنوحة لأهل الأعراف من الرؤساء الذي كاد تقييم رؤساء الجامعات أن يطيح بهم, دون أن نرى إجراءات بحقّهم, وقانون الجامعات لم يتخلّص من شوائبه ولم يُعدّل, وأنظمة الجامعات لم تتغيّر ولم توحّد بعدُ, والتقدّم على التصنيفات العالميّة في حالة سكون.
إنّ الذي يبدو لنا أنّ القصور والتقصير سمة في الإصلاح, وثمّة من يعيقون الإصلاح لتقاطع مصالحهم معه, لا سيما من رؤساء الجامعات ومجلس التعليم العالي, ومجالس الأمناء, والغرابة أنّ الصمت الحكوميّ لا يحركه توجيهات جلالة الملك -حفظه الله- الصارمة بأنّ لا مكان ولا مجال للتردد والمترددين الذين يعيقون الإصلاح, ولا تهاون مع مصلحة الوطن العليا.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)