TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
بشائر خير تعيد رسم العلاقات الأردنية السورية: دعوة للتعاون والأخوة المشتركة
18/12/2024 - 12:30am

طلبة نيوز - بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة

في ظل المتغيرات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، تطل علينا القيادة السورية الجديدة بقرار تاريخي يعكس نوايا صادقة تجاه تعزيز الروابط الأخوية مع الأردن. هذا القرار، المتمثل بإعفاء البضائع الأردنية من كافة الرسوم والطوابع التي كانت تدفع سابقًا، يأتي كخطوة أولى تفتح باب الأمل لبناء علاقات متينة قائمة على التفاهم والمصالح المشتركة.

إن هذه الخطوة ليست مجرد إجراء اقتصادي بحت، بل هي تعبير واضح عن إدراك القيادة السورية لأهمية العلاقات الأردنية السورية، وضرورة إعادة إحياء الروابط التاريخية والجغرافية والاجتماعية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين. فالأردن وسوريا يجمعهما إرث حضاري مشترك يمتد عبر العصور، وتاريخ من التداخل المجتمعي والاقتصادي، ما يجعل التعاون بينهما أمرًا طبيعيًا وحتميًا.

لقد عانت العلاقات بين الأردن وسوريا في السنوات الماضية من بعض التوترات التي فرضتها الظروف الإقليمية الصعبة، لكن ما تشهده الساحة اليوم من تطورات إيجابية يمنحنا فرصة ذهبية لإعادة بناء جسور التواصل والتفاهم، بما يخدم مصلحة الشعبين. القيادة السورية الجديدة ترسل من خلال هذا القرار رسالة محبة وحرص على المستقبل المشترك، ورسالة تدعو إلى ترك الماضي خلفنا والعمل يدًا بيد من أجل تحقيق التكامل الذي طالما كان حلمًا عربيًا بعيد المنال.

إن الإعفاء من الرسوم الجمركية لا يُنظر إليه فقط من زاوية اقتصادية بحتة، رغم ما يحمله من فوائد كبيرة على مستوى التبادل التجاري، لكنه أيضًا خطوة رمزية تعزز مناخ الثقة والتعاون. فالأردن، الذي كان دومًا حريصًا على الحفاظ على علاقاته مع جيرانه، يرى في هذا القرار السوري بوادر خير حقيقية نحو مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية. إن استثمار هذه اللحظة الإيجابية يتطلب تعاملًا واعيًا من كلا الجانبين، بروح الأخوة الصادقة، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة أو اختلافات مرحلية.

إن الأردن وسوريا قادران، بفضل موقعهما الجغرافي ومواردهما البشرية والكفاءات الاقتصادية، على بناء شراكة نموذجية تُسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي. فالتبادل التجاري يمكن أن يشكل ركيزة أساسية للعلاقات المستقبلية، ويُعيد الروح إلى حركة الاستيراد والتصدير بين البلدين، ما ينعكس إيجابًا على الأسواق الأردنية والسورية معًا، ويسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية التي تواجهها شعوب المنطقة.

من هنا، تأتي أهمية التعامل مع القيادة السورية الجديدة بفكر منفتح، وبروح تؤمن أن التعاون هو السبيل الوحيد نحو تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية. فالعلاقات بين الدول ليست مجرد اتفاقيات رسمية، بل هي انعكاس لإرادة مشتركة تنبع من قناعة بأهمية المصير الواحد. وفي حالة الأردن وسوريا، فإن التداخل الاجتماعي والأسري والاقتصادي يجعل هذه العلاقة مميزة ومرشحة للتطور المستمر.

إننا اليوم أمام فرصة تاريخية لتعزيز العلاقات الأردنية السورية، وهي فرصة يجب البناء عليها بحكمة ومسؤولية. القيادة في كلا البلدين مطالبة بالمضي قدمًا نحو حوار جاد يعزز من أواصر الأخوة ويعيد الأمل للشعبين بمستقبل مشرق يسوده التعاون. إن هذه الخطوة المباركة التي اتخذتها القيادة السورية الجديدة يجب أن تُقابل من الجانب الأردني بتفاعل إيجابي، يترجم النوايا الطيبة إلى إجراءات عملية تحقق المصالح المشتركة.

وفي النهاية، يبقى الأمل كبيرًا بأن تكون هذه البداية مجرد انطلاقة لمزيد من التعاون بين الأردن وسوريا، بما يخدم تطلعات الشعبين ويدفع عجلة التنمية نحو الأمام. فالمنطقة اليوم بحاجة إلى نماذج ناجحة من التعاون العربي، وما بين الأردن وسوريا من روابط تاريخية يجعل منهما مؤهلين لقيادة هذا التحول نحو المستقبل. بالأخوة والعمل المشترك، يمكننا أن نحقق الكثير، وأن نبني غدًا أفضل يليق بشعوبنا وبأوطاننا.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)