نستهل موضوعنا اليوم بقوله تعالى في كتابه الكريم: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً”، حيث جعل الله سبحانه وتعالى منزلة بر الوالدين بعد عبادته مباشرةً، لندرك أهمية الإحسان إليهما، فإن بر الوالدين من أعظم وأحب العبادات في دين الإسلام ومختلف الكتب السماوية، ناهيك عن كونه عمل إنساني وواجب لرد الدين الذي قدماه لنا في صغرنا من مشقة في تربيتنا وصعوبة في توفير حياة كريمة لنا.

تعريف بر الوالدين

بر الوالدين هو الإحسان إليهما، أي عدم عقوق الوالدين أو محاولة عصيان أوامرهما، ويشمل الإحسان إليهما فعل كل ما يحبانه من تصرفات حتى بعد أن يتوفاهما الله تعالى، وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على أهمية بر الوالدين، والتي قرنت طاعتهما بطاعة الله تعالى.

حكم بر الوالدينبر الوالدين فرض على كل مسلم

يعتبر بر الوالدين فرض عين على كل مسلم، حيث ركّز الدين الإسلامي على بر الوالدين، وأمرنا الله سبحانه وتعالى ألا نعبد سواه وأن نحسن لوالدينا، ومن الآيات الأخرى التي ورد فيها بر الوالدين، قوله تعالى في الآية رقم 14 من سورة لقمان: “أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير”، والتي حثّ فيها سبحانه وتعالى على أهمية الشكر لله وللوالدين، فإن الشكر لله يكون على نعمه التي لا تحصى، أما الشكر للوالدين فيكون لتربيتهما لك تربية حسنة.

أما في السنة النبوية، فقد وردت العديد من الأحاديث التي تحث على هذه العبادة الفضيلة وتوضح مدى أهميتها عند الله سبحانه وتعالى، وفيما يلي أكثر من حديث عن بر الوالدين في الاسلام.

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه” قيل: من يا رسول الله؟ قال: “من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة” رواه مسلموفي حديث شريف عن بر الوالدين في دين الإسلام، قال عبدالله بن مسعود: سألت رسول الله صلى الله على وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال: “الصلاة على وقتها.” قال: ثم أي؟ قال: “بر الوالدين.” قال: ثم أي؟ قال: “الجهاد في سبيل الله.” رواه البخاريهناك أيضاً حديث عن بر الوالدين قصير جداً لكن له معاني عظيمة، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضِع ذلك الباب أو احفظه” رواه الترمذيكيفية البر بالوالدينالجلوس مع الوالدين والتحدث معهم من أحب الأعمال إليهم

هناك عدة صور عن بر الوالدين يمكننا القيام بها، ومنها الإحسان إليهما بالقول اللين ومحبتهما، وتجنب التحدث معهما بطريقة غير لبقة، والرأفة بهما، بالإضافة إلى معاونتهما في أمور الدين والدنيا والدعاء لهما بالرحمة.

يتوجب علينا أيضاً إطاعتهما في كل ما يأمران به، وترك كل ما يدعونك لتركه، وتُستثنى من ذلك الأمور التي تسبب ضرراً، فإن أمراك بفعل شيء ينافي الدين، فلا تطعهما في ذلك دون أن تتفوّه بألفاظ غليظة، وواظب على تقديم النصيحة لهما بالقول الحسن، إذ قال سبحانه وتعالى في سورة لقمان: “وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون”.

وفيما يلي مجموعة من صور بر الوالدين التي وردت في الإسلام: