TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
انتعاش زواج الأقارب العرب في الولايات المتحدة
24/03/2014 - 10:30am

طلبه نيوز

فرح"رامي" الامريكي ذو الاصول العربية يتحدث ضاحكا انه قرر ان يتحدث لزوجته الكترونيا لانها كانت قد عرفت عن نفسها بكونها طاهية جيدة، الامر الذي اعجبه "اكثر" من سواه للوهلة الاولى، بينما اكدت زوجته ان الاصول المشتركة بينهما جعلتها تفكر انه الشخص الانسب. رامي وزوجته، قصة نجاح لاحد مواقع المواعدة الامريكية على الانترنت، الذي اكد كلاهما انهما انتقلا اليه بعد ان فشلا بإيجاد "حقيقية" في مواقع المواعدة العربية.
وبينما يؤكد رامي لـ"العرب اليوم" أنه حاول فتح مجال للحديث مع عدة فتيات بحرية، يوضح انه في النهاية كان يجد الكثير من "الكذب" في ما يقلنه، رافضا عدّ مواقع المواعدة كشيء مخالف للعادة والتقاليد والدين المتعارف عليها في المجتمعات العربية، مؤكدا ان عددا من اصدقائه تزوجوا بعد تعارفهم بالطريقة المذكورة، ومعتبرا أن تعدد الجنسيات والجاليات أدّى بالأشخاص إلى محاولة ايجاد حلول لغربتهم والتقاء ابناء جلدتهم. ما قاله الزوجان، تطابق في مجمله مع ما قالته الثلاثينية ريم لـ"العرب اليوم" التي اعتبرت مواقع التعارف العربية نسخة "ممسوخة" من المواقع الاجنبية، اذ اوضحت ان ثقافة الامريكي اقتضت ان يحترم خطوطا حمرا معينة في هذه المواقع لا يحترمها معظم العرب، موضحة انها كثيرا ما تعرضت لطريقة "غير لائقة" في الحديث من قبل شبان عرب.
لا يعني ما سبق ان الامريكيين كلهم "جنّة" فكثير منهم يحاولون اختراق الخطوط الحمر ولكن المغزى، كما اكدت ريم، ان العربي لم يتعلم هذه الثقافة بعد.
وتتحفظ الاربعينية سارة، ذات الاصول العربية ايضا، على فكرة استخدام اي من هذه المواقع باعتبارها "هادرة" للاداب والعادات والتقاليد، بينما يرى شقيقها ان "الضرورات تبيح المحظورات" مرجعا مخالفة العادات لـ"نية" المستخدم.
ولا يفضل الشقيق حسام مواقع المواعدة العربية "التي غدت كثيرة"، معتبرا انه رغم تفضيله للاتصال بفتاة عربية حتى تحمل قيما مشابهة لما لديه، الا انه يفضل ايجادها على موقع اجنبي كون الاخير "اصدق" بالنسبة اليه.
المواقع العربية يملأها العرب المغتربون، ما يتحدث عنه مستخدمون للمواقع بصفته شيئا من قبيل "اجتياح الحنين لهم في المهجر" ومحاولة التواصل بالاشكال كافة مع الوطن، أو كونه نوعا من التسلية المحصّنة بالمسافتين الجغرافية والافتراضية.
وبينما يصدّق الامريكيون المواقع، وتنجح عبرها اكثر علاقاتهم، يعتبر عرب على المواقع ذاتها انها تسلية ليس اكثر، حسب ما قالته ثلاثينية امريكية، ثم اضافت ضاحكة "مع اني اعتقد انهم قد يجدون فيه حلا لمشكلة زواج الاقارب بينهم هنا فقلة من العرب يتزوجون هنا من خارج مجتمعاتهم الضيقة".
ومع ان معدل العلاقات التي نجحت عبر هذه المواقع مرتفــع بـــــرأي أمريكية اربعينية، إلا انها رغم 5 سنوات من المـــــحاولة تؤكــــــــد انـــــها لم تنجــــح في "اصطــــياد" الرجل الملائم لحياتها.
"أن تبحث عن شريك حياة أو صديق عبر تطبيق على هاتفك المحمول، أو موقع الكتروني يعني أن تفرض شروطك وما تحبه بهذا الشريك ويعني ايضا ان تقترب من شريكك الامثل"، هذا ما قالته الأمريكية آنا بينما تضـــــغط أزرار هاتفها لترد على رسالة جديدة من احد مستخدمي التطبـــــيق الذي تستخدمه.
آنا وصفت أكثر "شروطها" التي يمكن أن تفرضها، فقالت ان الباحث أو الباحثة يستطيع تحديد ديانة وعرق الشخص الذي يريد خوض التجربة معه، إلى جانب كونه يستطيع تحــــــديد معــــــايير اخرى كالمستوى التعليمي ومكان السكن وبعض صفــــات شكل الشخص المطلوب؛ موضحة أنها كمسيــــحية كاثوليكية اشترطت ان يكــــــون من قد تلتقيه كذلك.
الاهم من ذلك انه لا مجال للتظاهر في هذه المواقع، حسب دايان الأمريكية ذات الاصول الاسبانية، التي شرحت ان مجرد التسجيل في موقع للمواعدة يعني ان تبعد عنك الادعاءات بأنك مكتفٍ عاطفيا، وان تكون صريحا حتى يكون لديك الشريك الاكثر ملاءمة لشخصيتك.
غالبية المواقع المشابهة تطلب من المسجل فيها معلومات كاملة عن شخصياتهم وما يريدونه في شريكهم، وعن نوع العلاقات التي يطمحون في الوصول اليها، ليرى من ينظر الي احدها عبارات من اكثر التعبيرات التي قد توصف "بالعنصرية"، فعبارة "للسود فحسب"، أو "يهود فقط" يستخدمها كثيرون للتعبير عن الشريك المنتظر.
ولا ترى امريكية اربعينية تعرف عن نفسها بعبارات "اذا لم تكن كاثوليكيا من اصول انجليزية فأنت في المكان الخاطئ"، في مثل هذه العبارات عنصرية حسب ما ارسلت لـ"العرب اليوم"، مضيفة "ان كان فيها عنصرية فهي نوع من العنصرية المباحة"، الامر الذي تبرره باعتبار اي شخص عن المواعدة يبحث عن شخص مشابه له في العادات والافكار.
اما امريكية من اصول افريقية فترى في مثل هذه المحددات "ما يحدّد القلب" بالعرق والدين مضيفة ان الموضوع لا يقتصر عند الراغبين في المواعدة عند ذلك، فالرجال على هذه المواقع لا يستطيعون الخروج من النمطية في التفكير، فهم لا يريدون فتاة تجدهم وتبدأ هي الحديث، فهم "كما في الحياة العملية" يفضلون ان يبدؤوا هم الخطوة، وينظرون للفتاة التي تبادر كـ"وقحة".
شاب ايطالي زائر في نيويورك، يؤكد ان المواقع المشابهة "كذبة" وتنطوي على الكثير من الصبيانية، ويسبغ عليها الفكرة ذاتها التي يتحدث عنها الاختصاصيون الاجتماعيون عن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بكونهم "مختبئين خلف الشاشات"، وان معظمهم لا يستطيع مواجهة مجتمعه وجها لوجه، ثم يستدرك "ولكن الامريكيون يصدقون هذا النوع من المواقع وقد نجد لهم عذرا في الكمّ الهائل من التنوع في البلاد."

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)