ﺗﺰﺩﺣﻢ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺁﺫﺍﺭ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ؛ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﻡ، ﻭﺫﻛﺮﻯ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﺪﻓﺌﻪ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﺭﺿﻪ، ﻭﻧﻤﻨﻤﺎﺕ ﺃﺯﻫﺎﺭﻩ. ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻒ ﻓﻲ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﻨﺤﺘﻔﻞ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﺗﻠﻚ؛ ﻧﺴﺘﻤﻊ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺑﻔﺨﺮ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﺯ، ﻻ ﻧﻔﻴﻖ ﻣﻦ ﺯﻫﻮﻧﺎ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﻧﺸﻴﺞ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺰﻣﻴﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﻳﺰ ﻣﻦ ﺃﻋﺰﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ. ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺣﻴﻦ ﺗﻄﻠﺒﻬﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻄﻠﺒﻬﻢ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻄﻠﺒﻬﻢ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﻢ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ... ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻡ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﺍ ﻟﻔﻠﺬﺍﺕ ﺍﻷﻛﺒﺎﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺮ، ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺼﺮ؟! ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻨﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺏ، ﻭﺍﻹﻓﻼﺱ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ! ﻟﻘﺪ ﺃﻧﻀﺠﻨﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺓ ﺗُﻨﻬﺶ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﻃﻌﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ، ﻭﺁﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻮﻑ! ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻣﺲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺘﺴﺎﺑﻖ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻪ. ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﺴﻴﺎ ﻣﻨﺴﻴﺎ، ﺿﺎﻋﺖ ﺑﻀﻴﺎﻉ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ، ﻭﻫﻞ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﻭﻃﻦ؟! ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻓﻘﺪ ﺗﻐﻴّﺮ ﻟﻮﻧﻪ ﻭﻃﻌﻤﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﺤﻨﺎ ﺍﻟﺪﻑﺀ، ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻀﺮﺟﺎ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ... ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺭﺑﻴﻌﻨﺎ ﺯﻋﺘﺮﻱ! ﻟﻘﺪ ﺣﻮّﻟﻨﺎ ﻛﺮﺍﻣﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ... ﻟﻴﺘﻨﺎ ﺃﺑﻘﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻭﻟﻢ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻓﻔﻲ ﻇﻠﻬﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺔ ﺷﻬﺪﺍﺋﻨﺎ ﻭﺩﻣﺎﺋﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ...ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻧﻌﺮﻑ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻮﺻﻠﺘﻨﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻋﺪﺍﺀﻧﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﺪ ﺿﻴﻌﻨﺎ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ، ﻭﺗﺎﻫﺖ ﺍﻟﺒﻮﺻﻠﺔ....ﻓﺄﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﻘﺘﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻭﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ؟! ﻭﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ؟! ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻨﺎ ﺩﻑﺀ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻭﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻠﻮﺯ، ﻭﺧﻀﺮﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﺑﺎﻟﺰﻋﺘﺮﻱ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻪ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻨﺎ: ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺭﺑﻴﻌﻜﻢ، ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ... ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻠﻮﺛﻮﺍ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ؟! ﺳﻤﻮﺍ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﺎ! ﻟﻢ ﻧﻌﺪ ﻧﺘﺄﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻠﻤﺲ ﺟﺮﺍﺣﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺇﻳﻼﻣﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻟﻢ ﻧﻌﺪ ﻧﺨﻠﻊ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻓﻤﻨﺬ 3 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﻻﺋﻢ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ، ﻭﺧﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ... ﺍﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﻓﻤﺎ ﺯﻟﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺟﻤﻞ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﺨﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ، ﻟﻢ ﻳﻠﻮﺛﻬﺎ ﻣﻠﻮﺙ، ﻭﻻ ﻓﺴﺎﺩ، ﻭﻻ ﻗﻬﻘﻬﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ... ﻓﻔﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻋﻴﻮﻧﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﻳﻨﺒﻌﺚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻷﻣﻞ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺳﺎﻋﺔ؛ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺑﺴﺎﻃﺘﻚ ﻭﻗﻨﺎﻋﺘﻚ، ﻓﺄﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻭﻥ ﻭﺍﻟﻄﺎﻣﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﻌﻮﻥ؟! ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﺮ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ، ﻓﺄﻧﺖ ﻭﺣﺪﻙ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺗﺸﺒﻬﻴﻦ ﺭﺑﻴﻊ ﺣﻮﺭﺍﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘﻀﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﺘﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻇﺮﻳﻨﺎ؛ ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻠﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﻓﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻭﻏﺔ... ﺃﻋﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﻢ ﺃﺣﺒﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ، ﻭﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﻧﻘﻴﺔ ﻳﺎ ﺃﺧﺖ (ﺃﺑﻮ ﻓﻴﺮﻭﺯ) ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻭﻳﺎ ﺧﻨﺴﺎﺀ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﺃﻡ ﺍﻷﺳﺮﻯ... ﻭﻳﺎ ﺻــــــــــــــــﺒﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻋﺘﺮﻱ... ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﺎﻧﻚ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺇﻳﺎﻙ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﺟﺬﻭﺭﻙ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ، ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ ﺑﻠﻮﻧﻬﺎ ﻭﻧﻜﻬﺘﻬﺎ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ، ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻠﻮﻥ، ﻭﻟﻢ ﺗﻔﺴﺪ. ﻓﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﻮﺿّﺎﺀ ﺑﺨﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺧﻴﺮ.
التعليقات
د. محمد العمري (.) الجمعة, 03/21/2014 - 01:05
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ان كان في القلب اسلام وايمان...حاولت الأمة أن تستفيق من كبوتها وأن تنتصر لكرامتها، وأن تثأر لحرماتها... نجحت هناك وأخفقت هنا... هل يحق للمبادىء والمثل... هل يحق للشعارات الجميلة أن تقارع براميل البارود... وهل يحق للقلوب المتألمة والعواطف الجياشة أن تنازل الصواريخ... وهل يسمح للطفولة أن تقف في وجه الرصاص والسياط.. لا وألف لا في وطننا العربي الذي امتلىء خوفاً ورعباً وجبناً... لا لشيء الا لأن الضحية قامت لتحاسب الجاني... لا لشيء الا لانتصار الانا المدججة بالسلاح والكذب على المجموع الاعزل ...والغاء المجموع في سبيل الانا... وجاءت فرصة الطفيليات لتتغذى على الجوع، والجهل، والانتقام،والاقصاء، والتفسيخ، والنفعية.... فلكل سلعة مروجوها ولكل سلعة طالبوها ... مهما كان الثمن!!! حتى لو كان شلالات من الدماء،أو دموع هي أحر من الجمر في عيون الثكالى على أولادهن..أو صرخات أطفال على امهاتهم.. أو حشرجات الاحرار في صدورهم.. فأي زهور انبتها هذا الربيع اليابس الملتهب،،وأي كرامة صمدت تحت الانقاض وخلف القضبان وأي امومة بقيت وهي تذرف دموع الاسى والحسرةعلى انهاام ... معذرة يا امي فاي عيد ابقاه لك العربان واي باقات زهور من زهور هذا الربيع الملتهب عسانا نقدمها لك في عيدك... معذرة
اضف تعليقك