في البداية نترحم على شهداء الواسطة والمحسوبية شهداء الاقليمة والمناطقية والعشائرية والجهوية وهذه حال الكثير من مؤاسساتنا الحكومية ,نعزيهم وانفسنا ,داعينا الله لهم الصبر والسلوان .
الى جلالة الملك... ان هولاء الشهداء كانوا نتيجة لتفشي هذه الافات الاجتماعية المتجذرة في مجتمعنا ,فهذه الافات الاجتماعية تعد جريمة لانها تزعز منظومة القيم في المجتمع ,كما انها تعبر عن واقع مؤلم ,وهي من اكثر انواع الفساد شيوعا ,ويمكن ان تلغي حقا او تحقق باطلا ,وهي اعتداء على حق الاخرين وعلى اسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ,فهي سبب لقتل همة المبدعين واخفاء ابداعتهم وتساهم في زيادة وانتشارفاقدي القدرة على العطاء والانجاز.
واسمحوا لي يا جلالة الملك بان اقدم مثالا على فعل الواسطة والمحسوبية لحال مجموعة من المدرسين في احدى مؤاسساتنا التعليمية الكبرى والتي نعتز بها ونفخر,وانا مسؤول عن كل معلومة في هذا المقال.
تم تعيين مجموعة من اعضاء هيئة التدريس في احدى الجامعات الاردنية الحكومية برتبة مدرس على درجة الماجستير وحسب الاصول ,ولان ضرورة العمل تتطلب منهم التطور الاكاديمي والمعرفي ,وفتح برامج جديدة وحاجة اقسامهم اليهم, فقد قاموا بالحصول على درجة الدكتوراة من جامعات معتمدة من هئية الاعتماد وكلا حسب تخصصة,وعلى نفقتهم الخاصة.
تقدموا هولاء المدرسين الى ادارة الجامعة لاحتساب درجة الدكتوراة حسب التعليمات والانظمة المعمول بها بتلك بالجامعة, والتي تسمح لهم بالانتقال من رتبة مدرس على درجة الماجستير الى رتبة استاذ مساعد على درجة الدكتوراة, وفق شروط حددتها الانظمة والتعليمات المعمول بها بالجامعة ,وجميعهم محققين لهذة الشروط , على ان يتم تطبيق هذه الانظمة والتعليمات عليهم جميعا ,الا ان ادارة الجامعة تعاملت معهم على مبدا الكيل بمكيالين, فكان احتساب درجة الدكتوراة لبعض الزملاء من لهم واسطة وابناء متنفذين ,وبقي ابناء المتقاعدين والحراثين ,فمن وجهة نظر الجامعة وحسب سلوكها مع هولاءالمدرسين لا يحق المساواة بين من لهم واسطة وابناء المتنفذين ,وابناء الحراثين والمتقاعدين
وسوف اطرح مثالا واحدأ فقط لتدليل على فعل الواسطة والمحسوبية في تلك الجامعة, زميل لهولاء المدرسين ,واحد ابناء المتنفذين (موظف كبير بالديوان الملكي العامر) درس على نفقة الديوان الملكي وحاصل على بكالوريوس هندسة , ومن ثم حصل على ماجستير ودكتوراة فلسفة من كلية الاداب في نفس الجامعة التى نحنوا بصدد الحديث عنها,وتم تعينة برتبة استاذ مساعد في كلية الهندسة,والاصل ان يعين في كلية الاداب قسم الفلسفه , حدث هذا في احدى الجامعات الاردنية الحكومية,والغريب تلك المقاربة التي دافع بها رئيس تلك الجامعة عن هذا التعين ,والذي يبدو لغير العارفين بالموضوع بان هذا التبرير منطقي ومقبل ,ولكنة في الحقيقة بعيد كل البعد عن الواقع, عندما استفسار احد نواب المجلس السابق وهو نائب اكاديمي ويعرف خطورة مثل هذا التعين, اجاب رئيس الجامعة بان ذلك يحصل فمثلا البعض يحمل بكالوريوس فيزياء ويحصل على ماجستير ودكتوراة تربية,ولكن غاب عن الرئيس بان من يحصل على دكتوراة تربية يعين في كلية التربية وليس في كلية العلوم,هذا يا صاحب الجلالة فيض من غيض ,ولدى قائمة لمثل هذه التجوزات.
و نظرا لاستمرارهولاء المدرسين بالمطالبة بحقهم في احتساب درجة الدكتوراة اسوة بزملاءهم فقد رفعوا صوتهم عاليا كما طلبت يا جلالة الملك اثناء زيارتك لاحدى الجامعات بان يرفع الصوت عاليا, لانه صوت الحق والعدل ورفع الظلم,فقد قامت ادارة الجامعة بتشكيل لجنة قانونية مكونة من ثلاثة اساتذة افاضل من كلية الحقوق في تلك الجامعة,وذلك لدراسة قانونية مطلبهم في احتساب درجة الدكتوراة حسب انظمة وتعليمات الجامعة.
وجاء قرار اللجنة القانونية "بانة لا مانع قانوني من احتساب درجة الدكتوراة وذلك حسب انظمة وتعليمات الجامعة" وهذا القرار جاء منسجما مع راي المستشار القانوني لادارة الجامعة والذي كان رايه القانوني "لا مانع قانوني من احتساب درجة الدكتوراة للمدرسين حسب انظمة وتعليمات الجامعة,وذلك اسوة بزملائهم ممن تم احتسابها لهم"
جلالة الملك لم ينقطع رجائهم في شخصكم الكريم كونكم الرحيم على جميع الاردنيين , والذي حباة الله بملك يراعي شوؤن مواطنية, ويرفع عنهم الظلم ويحقق لهم العدل, ان تامرو حفظكم الله ورعاكم وبعطاء اوامركم المطاعة والنيرة بانصافهم وذلك باحتساب درجة الدكتوراة لكل المدرسين المعينين على درجة الماجستير وباعطاءهم رتبة استاذ مساعد على درجة الدكتوراة ,وكذلك التحقق من التعينات التى تمت في السنوات الاخيرة لتقف يا صاحب الجلالة على الكيفية التى تتم بها التعينات ,وعلى الظلم الذي يقع على بعض المتقدمين ,وعلى تبرير هذة التعينات ,وذلك لتحقيق الهدف الاسماء الا وهو العدل والمساواة ورفع الظلم وهو الطريق الذي سلكتموه منذو توليكم الامانة ,مصدقا لقولة صلى الله وسلم "عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها"
ابقاكم الله يا مولانا ملاذا امنا لكل المظلومين ,ومنارا هاديا يضئ للعداله طريقها واسدل على جلالتكم رداء الصحة والعافية ,وحقق على ايديكم كل ما يصبو الية الاردنيين من بلوغ مدراج الرقي وقمة المنعة .
صاحب الجلالة ان ابقاء هولاء المدرسين على حالهم وحرمانهم من الترقية والبحث العلمي والتطور الاكاديمي وذلك لغياب الحافز ولشعورهم بالغبن والظلم سيكون له الاثر الاكبر على الجانب النفسي لهولاء المدرسين وهو يا صاحب الجلالة بمثابة (الموت لهم رغم توفرالاكسجين) فهل من مستمع , هل من منتصرللمظلومين , هل من مجيب.
. والله ولي التوفيق

Pr