TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الى وزير التربية والتعليم :" آن الأوان أن نقول للجهات الدولية الداعمة مناهجنا خط أحمر "
07/05/2014 - 5:15am

طلبة نيوز
كتب علي العزام
في ظل قرار وزارة التربية والتعليم تغيير مناهج الصفوف الأولى من المرحلة الأساسية نجد أن هذا التغيير الذي فرضته متطلبات متعلقة بتردي المخرجات التعليمية لهذه الصفوف وضعف التحصيل الأكاديمي ما يؤثر على مخرجات النظام التعليمي بشكل عام .
إن القرار من الناحية العملية والنظرية على حد سواء قرار صائب وملح في هذه الفترة بيد أن هناك عددا من القضايا لا بد من أن تأخذها الوزارة ولجان إعداد المناهج بعين الاعتبار في ما ستكون عليه المناهج القادمة .
فالأمر ليس متعلقا بزيادة التحصيل الأكاديمي وتخريج عدد أكبر ممن يتقنون الإملاء والعمليات الحسابية ويحفظون مزيدا من الأناشيد التي لا يزيد معظمها عن سطرين يكرران أكثر من مره أو أن يكون الأمر في تلك النصوص التي في معظمها سطحية وتتحدث عن قضايا المدرسة والمعلمات والصحة المدرسية والنظافة وهي نصوص أشبه ما تكون بجدار عازل يفصل الطالب عن الخوض في جوهر ثقافته العروبية والقومية المستمدة من الحضارة الإسلامية .
لم تفشل المناهج الدراسية ولم تفشل مخرجاتنا التعليمية بسبب أن المناهج لا تتضمن كيفية تعليم الطالب كتابة الحروف والأرقام بل إن جل المناهج الحالية هو التركيز على هذه الأساسيات ولكن المناهج التي تغيرت في الأردن خلال العقدين الماضيين أكثر من مرة كانت في كل مرة وتحت مسمى التحول نحو الاقتصاد المعرفي تتجاهل بناء شخصية الطالب ومرة بعد مرة تنقله إلى أطر خارج إطار تربيته في ظل ثقافته العربية الإسلامية وتعده إلى أن يكون بارعا في عالم الرقمية المجردة من الفكر والاهتمام بقضايا أمته المصيرية .
فمناهج الثمانينات وبداية التسعينيات من القرن المنصرم كان تبدأ بقصائد عروبية ونصوص تغذي في الطالب المبادئ التي قامت عليها الدولة الأردنية في القومية والامتدادات العربية الإسلامية فكان منهاج الصف الأول مثلا يتضمن عددا لا بأس به من النصوص عن فلسطين فيبدأ فلسطين داري ومهد انتصاري وينتهي هات صلاح الدين ثانية فينا .
عندما كنا ندرس أبناء تلك المناهج التي كانت تركز على البناء القيمي للطالب كنا نخرج طلبة ملتزمون أكاديميا وأخلاقيا ولم يكونوا يوما سبىا في تأجيج العنف الاجتماعي والمجتمعي ولم يكونوا يوما باحثين عن غش في الثانوية العامة بل لم نشاهد منهم من خرج في مظاهرات وإعتصامات الفتنة وإضرابات المصالح الشخصية .
إن تغيير المناهج لا بد وأن يخرج من أطر إرضاء الجهات الدولية الداعمة لطباعة أو تصميم المناهج لأنها جميعا تسعى إلى فرض أجنداتها في العولمة وتمييع الشخصية العربية وسلخ العربي المسلم عن قضاياه .
في مناهجنا التربوية لا بد وأن نعيد من جديد تدريس النصوص التي تخرج الطالب من السطحية إلى فضاء الفكر الناقد وأن تبتعد عن إفساد الذوق بتلك الأناشيد التي تعزز المفاهيم الفردية عند الطالب ليتقوقع فيما بعد في غياهب التقزم الإقليمي والجهوي والقبلي والقطري .
وفي الوقت الذي نؤيد خطى وزير التربية والتعليم في إحداث هذا التغيير فإنه مطالب كونه من القامات الفكرية والعروبية في هذا البلد الى أن يكون التغيير الذي يتجه إلى إحداثه وطنيا عربيا قوميا إسلاميا ويا حبذا أن نقول مرة واحدة لجهات الدعم المالي دعو منهاجنا وشأنها .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)