طلبة نيوز

حلا الفاعور

يبدو أن التوتر والتمترس وراء أفكار مسبقة هو ما يحكم علاقة وزير التعليم العالي الدكتور لبيب الخضرا بأعضاء مجلس التعليم العالي فالبداية بدأن عندما سرب عدد من أعضاء المجلس امتعاضهم من اختيار الدكتور الخضرا وزيرا للتعليم العالي وإعلان البعض منهم نيته الاستقالة من عضوية المجلس إلا جهات وأجهزة حكومية مارست ضغوط على أقطاب في مجلس التعليم العالي بعدم اتخاذ أي خطوة من هذا القبيل ومنح الرجل الفرصة الكافية لإثبات ما توقعه أولئك الأعضاء . بيد أن تصريحات الدكتور لبيب الخضرا مؤخرا وفي مناسبتين أمام اللجنة التربوية في مجلس النواب و الثانية خلال انعقاد ملتقى المبادرة النيابية نحو إصلاح التعليم يشير بأن الوزير يجدد في كل مرة انتقاده للمجلس وتشكيلته وطريقة أداءه ففي المرة الأولى لدى سؤال من الناب مريم اللوزي رد الوزير وبعيدا الدبلوماسية بأن المجلس " تغول على الجامعات " وهو ما فهمه البعض بأنه عدم رضى من الوزير عن أداء المجلس وقراراته كما وأعتبره آخرون بأنه دلالة عن نية لدى الوزير بتسريع إقرار قانون التعليم العالي والجامعات الأردنية وذلك لتسنح الفرصة من أجل تغيير من يعتقد الوزير بأنهم لا يتوافقون من توجهاته في إدارة القطاع . إلا أن تصريحات الوزير نهاية الأسبوع الماضي عززت التفكير بأن الوزير سيستغل اقرب فرصة والإنقلاب على مجلس التعليم الحالي حيث أن الوزير تحدث عن خلل في تشكيلة المجلس وعدم احتواءها على خبراء في الصناعة علما بأن مجالس التعليم العالي من العام 2001 وحتى 2010 لم تخلو من خبراء في الاقتصاد والصناعة وأن المجلس لم يستفد من أولئك الأعضاء بالشكل الذي يجعلنا اليوم نتباكى على عدم وجود أعضاء من قطاع الصناعة في المجلس . أن تصريحات الوزير ليست بالضرورة من أجل التنويه للضرورة وجود أعضاء من هذه الجهة أو تلك وإنما هي دلالة واضحة على أن الوزير يسعى وبشكل ممنهج لإعادة تشكيل المجلس الذي شكل من قبل سلفه الدكتور أمين محمود نهاية العام الماضي 2014 لذا فإن الوزير يحاول صناعة رأي عام لدى البرلمان بأن هناك حاجة ماسة لتغيير المجلس مما سيمنح الوزير القوة القانونية لإجراء ما يرغب من تغييرات . المجلس الحالي وبحسب مصادر موثوقة يتميز بأن أعضاءه لا يقبلون" التوجهات من فوق " وإذا ما تم تصنيف المجالس إلى صقور وحمائم فإن هذا المجلس يمكن وصفه وبلا أدنى شك ب،ه مجلس صقور حيث \أن كثير من القرارات التي تحاول الحكومة تمريرها تلقى معارضة شديدة وأن سعي المجلس لتصويب أخطاء في الماضي تجابه من قبل رئيس الحكومة بكل حزم . وبالتحليل المنطقي فإن الوزير الدكتور لبيب الخضرا يمضي بعزم وإرادة لإعادة ترتيب الأوراق ويبدو أن إعادة تشكيل مجلس التعليم العالي وصلاحيات المجلس هي أولوية في هرم الأولويات التي يسعى الوزير لتحقيقها .