TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الوزير الأسبق المشاقبة يكتب: عام على الحرب الأوكرانية
25/02/2023 - 10:45pm

طلبة نيوز - كتب الوزير الأسبق أ.د. أمين المشاقبة
almashaqbeh-amin@gmail.com
مرّ عام على الحرب الروسية الأوكرانية ولم يستطع طرف أن يحقق انتصاراً حاسماً على الآخر، إلا أن تقدمًا روسيًا على الأرض واضح للعيان مع أن الخسائر المادية البشرية للطرفين عالية جدًا. أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ما يقارب 54 مليار دولار دعماً لأوكرانيا عسكريًا واقتصادياً والحبل على الجرار. وتسعى الإدارة الأمريكية والغرب إلى استنزاف الاتحاد الروسي اقتصادياً وعسكرياً، وتريد أن تستمر هذه الحرب وعدم إعطاء أي فرصه للانتصار الروسي؛ لأن ذلك سيؤدي إلى إنهاء الأحادية القطبية، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة الامريكية، حيث أنها تسعى للاستمرار في الهيمنة العسكرية والسياسية على العالم أجمع، وستفعل كل ما تستطيع لإبقاء هذا الهدف الاستراتيجي. وهي تدفع بالدول الأوروبية لفرض العقوبات وتبنّي العقوبات الاقتصادية والفنية التي فرضتها هادفةً منها لإنهاء الاقتصاد الروسي، وعملت تكتلاً من مما يزيد عن 50 دولة لحلفها ضد الاتحاد الروسي، وشلت المؤيدين لروسيا من الإعلان او الافصاح عن مواقفهم تجاه ما يجري وإجبارهم على عدم الإفصاح أو التعاون مع روسيا، فالصين مثلًا تأخذ موقفًا حذرًا من هذا الصراع وطرحت مبادرة سليمة لوقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات سلمية، إلا أن الولايات المتحدة الامريكية لن تعطي أي فرصة لنجاح هذه المبادرة؛ لأن الصين هي الهدف الثاني بعد روسيا إذا خسرت الحرب. جميع الأوراق الاوكرانية هي بيد الولايات المتحدة الامريكية؛ فهي من عطلت مفاوضات السلام في بداية الحرب وهي تريد استمرار هذه الحرب حتى اخر تابوت أوكراني، فكل الأموال التي ضخت بها عادت من خلال تشغيل الآلة الصناعية وخصوصًا في التصنيع العسكري. وعليه، فإن أجواء الحرب الباردة عادت حيث ألمانيا واليابان تراجعا عن فكرة الحياد التي فرضت عليهما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وها هما تستعيدان جيوشهما وتطورهما بالأسلحة الامريكية بمئات المليارات، وها هي فنلندا والسويد بعد قرنين من الحياد تطلبان الانضمام إلى حلف الناتو. هذا من نتاج هذه الحرب، ناهيك عن ارتفاع اسعار الطاقة عالميًا، وارتفاع معدلات التضخم الى 8.8% عالمياً مما أثّر على الحياة الاقتصادية وارتفاع الاسعار الى غير ذلك، وكلما طال أمد الحرب فالاثار الاقتصادية ستبقى قائمة مؤثرة على الشعوب الفقيرة اولاً.
باعتقادنا ان الاتحاد الروسي لن يعطي الفرصه للقرب بالانتصار عليه، آخذين بعين الاعتبار أنه لم يستخدم كامل قدراته العسكرية التي يملكها؛ حيث أنه يمتلك قدرة نووية هائلة، إلا أن استخدامها سيؤدي إلى حرب عالمية كبرى تنهي العالم، وهذا لن يحصل في ضوء المعطيات على الأرض. لكن من المحتمل أن يكون أنتصار جزئي مع حفظ ماء الوجه للاتحاد الروسي مع تعديل الحدود مع أوكرانيا وبقاء جزيرة القرم تحت السيطرة الروسية، وريما العودة لاتفاقات "مينسك" السابقة، ولكن من المتوقع استمرار القتال حتى منتصف العام الحالي، ويرى ما هي نتيجة المساعدات العسكرية التي ستقدم إلى اوكرانيا. هل ستغير الواقع على الارض؟. وهذا غير متوقع. عندها ستعطى الفرصه للمبادرات لحل النزاع. وبكل الأحوال سيبقى العالم تحت تأثير هذه الحرب على الأقل خلال العام القادم.
وفي النهاية ستتغير شكل العلاقات الدولية الى نظام يقوم على قوة القانون لا قانون القوة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)