TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الوزير الأسبق المشاقبة يكتب الوعي من أجل الوطن
28/02/2024 - 1:30pm

طلبة نيوز - أ. د. أمين مشاقبة
إننا أمام مشروع صهيوني كبير ومرسوم بدقة متناهية يستهدف فلسطين والأردن معاً، فالحلم الصهيوني يتأكد من خلال التصريحات التوراتية التي تتحدث عن «أرض إسرائيل» من النيل إلى الفرات، فالحلم الصهيوني يسعى للتركيز على يهودية الدولة بكل الوسائل، ولا مكان لأحد غير اليهودي أن يعيش ما بين النهر والبحر كمرحلة أولى، وما الممارسات الجارية في القطاع والضفة الغربية الا من هذا الباب، فالسلوك السياسي والعسكري ليس صدفة، تدمير غزة بالكامل وتهجير الشعب من الشمال الى الجنوب ومحاصرته وتكبيده الخسائر والتجويع يهدف بالنهاية إلى التهجير والتخلص من هذه الكتلة البشرية، وما يجري في الضفة الغربية الآن من الاقتحامات، والاعتقال، والقتل، وهدم المنازل وبناء المستوطنات، ووحشية ممارسات المستوطين ضد الفلسطينيين ما هو إلا جزء من هذا المخطط المرسوم.

إن المجازر، والذبح دون تمييز، والإبادة الجماعية هي ديون تيار الصهيونية الدينية، يقول جابوتنسكي «الصهيونية مغامرة استعمارية وبالتالي فهي تصمد أو تسقط في سياق القوة المسلحة، من المهم البناء، من المهم التحدث باللغة العبرية ومن المهم للغاية أن تكون قادراً على إطلاق النار».

ويقول: «ضفتان للأردن هذه لنا وتلك أيضاً». أمام هذه الايديولوجيا الصهيونية التوراتية أين نحن من ذلك؟. نعم إن هناك تهديد واضح في هذا الفكر تجاه الأردن فمبدأ الترانسفير وارد في العقل اليهودي لحل المسألة الفلسطينية، وبالعودة الى التاريخ فقد شهد شرق الأردن في الفترة الواقعة ما بين (1870-1879) ثلاث محاولات استيطانية شرقي جرش شمال نهر الزرقاء، والبلقاء جلعاد اذ انتفض الأهالي في ذلك الوقت وقاموا بإحراق المستوطنات وطرد من فيها، ناهيك عن محاولات شراء الأراضي في الثلاثينيات من القرن المنصرم التي باءت بالفشل، فالتهديد لا زال قائماً بتصفية القضية على حساب الأردن، أو خلق فوضى خلاقة شاملة واستغلالها لتنفيذ الأطماع والمآرب. إن أولى المصالح الوطنية العليا هو الحفاظ على الأمن والاستقرار الأردني، وقوة الدولة الوطن تنبع من تعزيز الجبهة الوطنية الأردنية الداخلية، وتعزيز قوة المؤسسات العسكرية والأمنية واسنادها وعدم فسح المجال للاشاعات، والمشككين بقدرة ومواقف الوطن الدولة، هناك أصوات ناعقة تبث السم في ثنايا المجتمع من الداخل والخارج، نحن في الأردن مع اقامة دولة فلسطينية مستقلة على تراب فلسطين وعاصمتها القدس، نحن في الوطن نعزز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ويعز علينا استشهاد اي فلسطيني وينفطر قلب كل أردني لما يجري في القطاع والضفة، ولم نكن يوماً إلا مع فلسطين وأهلها، تقاسمنا معهم لقمة العيش وأصبح المصير واحدا، هم جزء منا ونحن جزء منهم ولا يمكن للأردني أن يكون غير ذلك، والذي قدم لفلسطين وأهلها اكثر منا فلينطق!؟.

إننا أمام مؤامرة دنيئة، وخسيسة تطال الجميع، ويتطلب ذلك اعلاء درجات الوعي والادراك لما يحاك علناً وما علينا إلا أن نكون في خندق الوطن ضد هذا الذي يحاك، إن قوة الوطن تكون بالوحدة والتلاحم للدفاع عن الوطن قولاً وفعلاً، واننا ضد كل من يغرد خارج سرب الوطن الأردني، مائة عام، وأزيد من عمر الدولة الوطن وهو يزداد صلابة ومرت عليه الأحداث تلو الأحداث ويخرج منها أقوى مما كان، هذا هو الأردن الوطن الذي قدم الشهداء تلو الشهداء لحماية الوطن والقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي هي شأن داخلي قبل أن تكون شأناً خارجياً.

إن التهديدات ماثلة أمام أعيننا، فهؤلاء لا يحترمون المواثيق والعهود وقادرون على انتهاك أي اتفاقية من أجل مصالحهم وطموحاتهم، ولذا علينا أن نكون في صف الوطن والدولة والكل يعرف من هم الأردنيون في الأزمات؟.

الرأي

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)