TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الوزير الأسبق المشاقبة يكتب أهداف التمدد الإسرائيلي
11/06/2022 - 7:15pm

طلبة نيوز - أ.د. أمين المشاقبة
almashaqbeh-amin@hotmail.com
يأتي التمدد الأمني الإسرائيلي خدمة لأهداف إسرائيل الاستراتيجية في الضغط على ايران والوقوف على مقربة جغرافياً منها، وحمايةً لأمنها لا أمن دول الخليج العربي، ويربك هذا الوجود بعض الدول الخليجية بعد أن وقعت كل من الامارات والبحرين وإسرائيل على اتفاق ابراهام وتوسيع قاعدة الدول المطبعه لنشر السلام في المنطقة.
الولايات المتحدة تضغط بهذا الاتجاه بعدما سحبت العديد من قواتها من العراق وبعض المناطق الأخرى بعد الانسحاب من افغانستان، وتركز الان في سياستها على ما يجري في اوكرانيا وتمدد حلف شمال الاطلسي للحدود الروسية وبحر الصين وجنوب شرق آسيا.
وها هي إسرائيل تملأ الفراغ العسكري الامريكي هادفةً الهيمنة العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية على المنطقة العربية برمتها، وهو ما يعني السلام من أجل الازدهار عودة الى صفقة العصر. تنسحب أمريكا تدريجيًا من المنطقه وتأخد إسرائيل سياسا ملء الفراغ والهيمنة على المنطقة اقتصاديًا وتكنولوجياً وتشكل دولة حماية أمنية لبعض الدول بحجة ايران والتمدد الشيعي في المنطقة، ناهيك عن منع ايران من الوصول لمسعاها النووي بعدم تجديد الاتفاق النووي، أو التهيؤ لضربة عسكرية تؤخر من وصول ايران لتخصيب اليورانيوم.
إن وجود محطات رادار متطورة في منطقة الخليج العربي لا تخدم إلا المصالح الأمنية لإسرائيل وتشكل استفزازًا قويا لايران، فالمصيبه إقناع بعض الدول العربيه ان ايران هي العدو الاول بدل إسرائيل المحتلة لأراضي الشعب الفلسطيني والتي تتمدد في الضفه الغربية من خلال ما يزيد عن 150 مستوطنة يقطنها 750000-820000 مستوطناً، وتهديد القدس بالكامل. والتساؤل المطروح هنا هو هل لدى إسرائيل كحكومة أو لدى الشعب الإسرائيلي تصور لحل القضية الفلسطينية؟ في المدى المنظور وانزياح الشعب الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف بنسبة تزيد عن 76%، فإنه لا يوجد تصور واضح أو معلن إلا عدم قيام أي شكل من الدولة المستقلة للشعب الفلسطيني، وان القدس موحدة عاصمة إسرائيل وعدم تفكيك المستوطنات، وحتى زيارة بايدن الرئيس الامريكي لن تغير شيئاً في الموقف الإسرائيلي، بل على العكس ستدفع بمزيد من انخراط بعض الدول العربية للتعامل مع إسرائيل على أساس أنها حمامة السلام بالمنطقة.
إن التوجهات السياسية الإسرائيليه الأمريكية في المنطقه هدفها الرئيسي هو المزيد من الاختراق والهيمنة الإسرائيلية على الدول العربية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهم الخاسر الأول من كل هذه المعادلات السياسية التي تحاك في المنطقة.
إن عدم قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف هو ضد المصالح الوطنيه الأردنية وضد مفهوم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وإن القفز من فوق المصالح الأردنية لمزيد من التقرب نحو إسرائيل أمر مضر ومقلق للسياسة الأردنية. إن تقرب واختراق إسرائيل للعديد من الدول العربية هدفه الرئيسي عدم حل المعضلة الأساسية وهي القضية الفلسطينية والقفز عنها، وأن تحل على حساب أطراف أخرى أهمها الأردن، وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.
إن الكارثه الأكبر هي انضمام السعوديه لهذا الركب بعد زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة، وهذا سيزيد من الضغط على الأردن الذي يواجه تحديات اقتصاديه كبرى، صحيح ان العلاقات الأردنية- الخليجية علاقات أخوية وقوية، لكن التقدم نحو قبول إسرائيل يشكل طعنه بل تقليل لحجم الدور الأردني، ونرى أهمية أن يكون هناك لقاءات عربية عربية للاتفاق على الحدود الدنيا بما لا يضر بمصالح الدول العربيه وإعادة الروح لمفهوم الأمن القومي العربي بدل التركيز على مفهوم الأمن الإسرائيلي.
إن شيطنة إيران كما تريد إسرائيل لا يخدم مصالح الدول الخليجية مطلقاً، فهي الجغرافيا، والديمغرافيا، والتاريخ، والدين، فتجسيد العلاقات معها أهم من تجسيد العلاقات مع إسرائيل المحتلة لأراضي شعب مقاوم ما دامت به الروح، هناك جولات عبر العراق لإعادة الروح للعلاقات السعودية- الإيرانية، وهذا شيء مهم، وفي نفس الوقت، هناك علاقات ودية بين إيران وكل من عمان والكويت وقطر، فالسياسة العقلانية الواقعية هي المطلوبة اليوم في التعامل مع إيران، وليس تبني وجهة النظر الإسرائيلية التي هدفها الرئيسي هو خدمة مصالحها فقط لا غير.
إن الضغوط الامريكية على العديد من الدول العربية نابعة من العقل الإسرائيلي الذي لا يفكر الا في حاله ومصالحه وعلى حساب مصالح المنطقه وأهلها. آن الأوان للتفكير بطريق آخر قبل أن ينقلب السحر على الساحر.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)