طلبة نيوز
ردّ رئيس الوزراء الأردني على موقف جماعة الإخوان الرافض لاستقدام أئمة أزهريين قائلاً: لو كنا طلبنا ذلك قبل عام لما كان هذا موقفكم، وذلك في إشارة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي في مصر.
قال رئيس الحكومة الأردنية الدكتور عبدالله النسور إن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية اتخذت عدة إجراءات على المديين القريب والمتوسط لمواجهة النقص في أئمة المساجد المتخصصين والمؤهلين للقيام بهذه الأمانة الكبيرة وبما يعزز صورة الاسلام السمح وشرح الشريعة الإسلامية بعلمية واقتدار.
وأضاف أن وزارة الأوقاف تعمل مع الجامعات الأردنية التي تضم كليات شريعة لتستحدث برامج بكالوريوس لإعداد الأئمة مع ضمان التعيين للخريجين من هذه البرامج.
وفي رسالة بعث بها النسور إلى حمزة منصور امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الأردن ردّا على الرسالة التي تلقاها من امين عام الحزب بخصوص استقدام ائمة من جمهورية مصر العربية ضمن توجه الحكومة بالتفاعل والاستجابة لكافة الاستفسارات والرسائل التي تصلها من كافة الجهات.
تحذيرات
وكان منصور قد بعث بتحذيرات عبر رسالة أرسلها لرئيس الحكومة عبدالله النسور من انتقال "حالة الانقسام" التي تعيشها مصر إلى الأردن، في حال تم استقدام أئمة من مصر للعمل في الأردن.
ودعا الحزب في الرسالة التي نشرت على موقع الحزب على الانترنت إلى إعادة النظر في توجهات الحكومة في استقدام أئمة مصريين، و"الاستعانة بالمعلمين وأساتذة الجامعات والمؤهلين من العاملين في مؤسسات الدولة والمتقاعدين لتعويض النقص إلى أن تؤتي الخطة الوطنية المشار إليها أكلها".
ولفت النسور الى ان الحكومة ارتأت على المدى القريب استقدام أئمة من ذوي الكفاءة من جمهورية مصر العربية لهدف شرعي يتمثل في استدامة دور المسجد في إتاحة فرص العبادة والتوعية الدينية والوعظ والارشاد بالصورة التي تليق بهذا الدين الحنيف وتواصل توضيح الصورة الحقيقية للاسلام مؤمنين ان منابرنا ستبقى اماكن تنوير وتعليم بمضامين الدين الحنيف وشرح اسس العقيدة والشريعة الاسلامية.
انقسام
وشدد رئيس الوزراء على انه "لم يراود مخيلة الحكومة الاردنية ابدا استقدام أئمة ليجابهوا حملة الاسلام على ارض المملكة او إحداث انقسام بغيض في ديارنا فهذا ليس امرا حكيما ولا مسؤولا ولا مصلحة لاحد فيه مضيفا "لو اننا استقدمنا ائمة من جمهورية مصر العربية قبل عام واحد من اليوم حين كان الاخوان المسلمون في الحكم بمصر الشقيقة لما كان هذا موقفكم".
وثمن رئيس الوزراء المضامين التي تعكسها رسالة امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي في الحرص على مصلحة الوطن وواقع القيام على بيوت الله إمامة وخدمة.
يشار الى ان ردّ رئيس الوزراء يأتي ضمن توجه الحكومة بالرد على جميع المخاطبات التي تردها من الاحزاب والنقابات والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني كافة للاستيضاح عن شأن عام.
ائمة ازهريين
وكان مجلس الوزراء الأردني، منح وزارة الأوقاف مطلع شهر فبراير/ شباط الماضي، صلاحية التعاقد مع أئمة غير أردنيين من خريجي الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية، لسد ما وصفه المجلس بـ”النقص في الأئمة المؤهلين شرعيا”، شريطة أن يكونوا مؤهلين شرعيا ولفترة موقتة، إلى حين تأمين النقص الحاصل، وبما لا يتجاوز الخمسين إماما سنوياً، بحسب وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية
وتشير تقارير صادرة عن وزارة الأوقاف الأردنية، إلى أن عدد المساجد في المملكة وصل إلى 5954 مسجدا، منها 216 مسجدا تحت الإنشاء، و549 مسجدا غير مسجل باسم الوزارة، فيما أفاد التقرير أن عدد النقص الإجمالي في الأئمة والمؤذنين وصل إلى 4675 إماما ومؤذنا.
السفارة المصرية
وكانت السفارة المصرية في العاصمة الأردنية عمان، رفضت من جانبها تحذيرات الأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي، من استقدام أئمة أزهريين إلى الأردن.
وقالت السفارة، إن وسطية واعتدال وعلم الأئمة الأزهريين المصريين لا يمكن التشكيك فيها من أي طرف، وهو ما ثبت على مدار عقود طويلة نقلوا خلالها علمهم ومعرفتهم إلى مختلف الأقطار في كافة قارات العالم، وشُهد لهم بهذا الأمر من قبل القاصي والداني، لا يبتغون سوى مرضاة الله ورسوله، ولا يسعون إلى دعم طرف على حساب آخر.
وأشار بيان للسفارة الى أن من "يدعو إلى الانقسام ليس الأئمة المصريين، بل هو فكر بعينه يسعى بكافة السبل إلى نشر العنف والإرهاب الفكري عن طريق تحريف قيم ومبادئ الإسلام الحنيف، واستخدامه كوسيلة لتحقيق مآرب أنصاره السياسية".
وأبدت السفارة دهشتها "من ادعاء وجود حالة انقسام في مصر، وإن كانت هناك قلة قليلة من الآملين في زرع بذرة الانقسام بين أبناء الشعب المصري، إلا أن كافة فئات الشعب المصري مجتمعة على وأد هذا التفكير الهدام الذى يسعى إلى الانتشار والتغلغل ليس فقط في مصر بل في دول شقيقة أخرى".
اضف تعليقك