TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
النجاح التلقائي....مهمه مشبوهه
04/05/2020 - 6:00pm

الدكتور عمر نايل العزام

كانت فكرة التعليم عن بعد فكرة رائدة حينما بدأتها الجامعة البريطانية المفتوحة في منتصف الستينات الميلادية.. وانتقلت هذه الفكرة من لندن إلى دول أخرى طبقتها حتى أصبحت عنوانا لنوع جديد ومختلف من التعليم.. وزاد من الإقبال على هذا النوع من التعليم التوسع في استخدام الإنترنت حتى أصبح اعتماد التعليم عن بعد قائم على التعليم الإلكتروني.. وهكذا توحد المفهومان (التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني) ليعني شيئا واحدا وهو توفير التعليم لمن يطلبه وفي أي مكان.. 

اليوم وفي ظل أزمة كورونا حدثت الكثير من التغييرات والتحولات، ومن أهمها إبقاء الطلاب في منازلهم وعدم الحضور إلى الجامعات والاكتفاء بالتعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد، فما بين لحظة وضحاها وجد الطلاب أنفسهم في في الاردن مجبرين على التعلم في المنزل بواسطة التقنية الحديثة مثل "زووم"، و"كلاسييرا"، و"وبلاك بورد"، وكلامي رووم ومما ساعد وزارة التعليم العالي والجامعات الاردنيه الحكوميه والخاصه على التأقلم بسرعة مع المعطيات الجديدة هو وجود بنية تحتية جيدة في نظام التعليم الإلكتروني في الاردن، كما أن تعاون وزارة الاتصالات الرقمية وتفاعل شركات الاتصالات رفع من الطاقة الاستيعابية لشبكة الإنترنت حتى لا تحدث مشكلات من اكتظاظ الطلاب والطالبات في وقت واحد.
وهذا التحول السريع إلى التعليم الإلكتروني حقق الكثير من الإيجابيات لعل أهمها قدرة النظام التعليمي في الاردن على التأقلم مع الظروف والمتغيرات المستجدة مثل أزمة كورونا، وتفعيل مواقع الجامعات بشكل أوسع لتشمل الدروس والمحاضرات وتحقيق التفاعل بين الطالب والاستاذ الجامعي، إضافة إلى تنمية مهارات الطلاب التقنية بصورة أكثر فاعلية، فما لم يكن مفهوما قبل أسابيع، أو كان مجرد مصطلحات تقنية غير مفهومة بات اليوم جزءًا من حياة الأسرة اليومية.
ولا ننسى أن هذا النظام قدم فرصة لأعضاء هيئة التدريس على تجديد أنفسهم، والبحث عن أنجع الوسائل لإيصال وتقديم المادة العلمية لتكون مختلفة ومتجددة يوما عن يوم، وكذلك ابتكار أساليب غير تقليدية ومختلفة عما عهده الطلاب في السابق.
وقد أحسنت وزارة التعليم العالي ومجلس التعليم العالي باصدار جمله من القرارات بعد التنسيق البناء مع المعنيين في الجامعات الحكومية والخاصة والتي شهد غالبية الخبراء التربويين بنجاعتها في ظل الظرف الراهن .
واجزم‭ ‬أن‭ ‬من كتب في موضوع النجاح التلقائي لطلاب الجامعات‬‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬حُسن‭ ‬النوايا‭ ‬أو‭ ‬الاجتهاد،‭ ‬أو‭ ‬طرح‭ ‬الأفكار‭.. ‬ولكن‭ اذا ط ‬رحه عن عمد‭ ‬فهو يروج ‭ ‬سيناريو‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬كل‭ ‬المؤامرات‭ ‬السابقة‭ ‬التى‭ ‬استهدفت‭ ‬التعليم العالي في الاردن .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما النموذج التربوي الذي اعتمد عليه أصحاب طرح فكرة النجاح التلقائي وهل جربوا هذا النموذج وكانوا من ثماره
لقد توهم‭ ‬اصحاب اقتراح النجاح التلقائي أن هذا الاقتراح ‬سيمر‭ ‬‭ ‬مرور‭ ‬الكرام،‭ ‬وأن الظروف الحاليه‭ ‬فرصة‭ ‬لتسويق‭ ‬الاقتراح‭ ‬المشبوه .
يا ساده الا تعلمون أن وزارة التربية والتعليم في الاردن قللت النجاح التلقائي لابعد الحدود بل إنها لم تلجأ إليه لطلاب المدارس وعملت بكل جهدها على إنجاح التعليم عن بعد ونجحت إلى حد كبير .
‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نسمح‭ ‬بوجود‭ ‬خناجر‭ ‬فى‭ ‬ظهر‭ ‬التعليم العالي الاردني .
حمى الله الاردن بقيادته الهاشمية وبوركت سواعد الأردنيين وبوركت حكومة الرزاز

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)