TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الملك للأردنيين: أثبتم أنكم كبار أمام الأمم في مواجهة التحديات الأردنيين للملك: نحن نكبر بكم سيدنا
15/04/2020 - 8:00pm

الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة

رئيس جامعة إربد الأهلية

اجتاحت قارات العالم قاطبة، بدوله ومجتمعاته المختلفة، موجة وبائية كاسحة، ممثلة بفيروس كورونا/ كوفيد 19. وأدت تلك الموجة إلى تقييد حياة الناس الطبيعية، وتغيير الأنماط المعيشية. هذا فضلاً عن تراجع الكثير من المجالات الإنتاجية العالمية، خاصة على الصعيد الاقتصادي والمعرفي. وفي الجهة المقابلة، نشطت حركة الأبحاث العلمية الطبية، أملا بإيجاد علاج ناجع يكبح جماح انتشاره وتفشيه.

أظهرت الإستراتيجية الأردنية المحكمة، في معالجة تحدي فيروس كورونا، منهجية ارتقائية في الأبعاد السياسية الهرمية، والإجرائية الطبية، والإعلامية المعلوماتية. تجلى البعد السياسي الهرمي بقيادة هاشمية حكيمة بفكرها السياسي، مؤتمنة بعقدها الاجتماعي، أبوية بخطابها الوطني. لقد أثار صاحب الجلالة الهاشمية، الملك عبد الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله، من خلال خطاب الأب لأبنائه، معاني الولاء والانتماء والوفاء، وإبراز قيمة المسؤولية المجتمعية في حماية الوطن والمواطن، وسمو المواطنة الأردنية، وانسيابية الاحتضان الوجداني لنماذج من الحالات المصابة، عبر الاطمئنان الهاتفي، والمتابعة المشتركة مع صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة، من خلال الرسائل التوعية بضرورة البقاء في البيوت كإجراء استباقي يمنع من زيادة الحالات المصابة، ويقلل من نسب انتقال العدوى.

واستكمالاً للتوجيه الملكي الهاشمي، يقوم ولي العهد المعظم، سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بمتابعة مباشرة لتوجيه آلية التخطيط العلمي والمنهجي الواقعي، لأزمة فيروس كورونا، وترؤسه لاجتماعات المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، وهو المؤسسة الوطنية الحيوية، المتميزة بكفاءتها التخصصية، واحترافيتها الأدائية التقنية، والمتابع لكل المستجدات الآنية. وقد أصدر المركز مرجعاً علمياً طبياً وقائياً لكيفية التعامل مع هذا الوباء الآني، تحت مسمى: الدليل التوعوي عن فيروس كورونا المستجد COVID-19.

عكس الأداء الطبي الأردني، ممثلا بوزارة الصحة، أطباء وصيادلة وتمريض وفنيين وتزويد كفاءة عملية في التعامل مع ملف فيروس كورونا، فحصاً، ومعالجة، ودعماً لوجستياً، وتوجيهاً، وتوعيةً، ومتابعةً فورية. وأوجدت المرجعية الطبية الأردنية، منهجية مستحدثة في تشكيل فرق الاستقصاء الوبائي، حصراً للحالات المصابة، وإشاعة الطمأنينة في نفوس المواطنين. ولا يقل الأداء الإعلامي المعلوماتي تميزاً، خاصة في مصداقية إيصال المعلومة الصحيحة، والمكاشفة الصريحة، وصولاً إلى الحقائق العلمية المجردة.

وفيما يتصل بالملف التعليمي، خاصة التعليم الجامعي، أصبح هناك توسعاً ملحوظاً في التعليم الإلكتروني، بصفته وسيلة تعليمية متطورة الأداء التفاعلي، والإبداعي، وتنمية المهارات التواصلية، بعيداً عن النمطية التلقينية. إن التفعيل التقني التكنولوجي في البعد التدريسي، والتوظيف العلمي، والعولمة المستجدة في عصر المعلومات والثورة التكنولوجية، تعتبر من الأهداف الرئيسة التي حرصت جامعة إربد الأهلية، كشقيقاتها في الجامعات الأردنية الأخرى، على تطويرها منهجياً، وإيمانها بضرورة الأخذ بمبدأ الدمج الإلكتروني لمدخلات التعليم الأكاديمي، والمخرجات التقييمية، وقياس المستوى التحصيلي، ونسبة المشاركة الطلابية. وانطلاقاً من هذه الأهداف العلمية، أيقنت رئاسة جامعة إربد الأهلية، بأن جهودها في الارتقاء الاستراتيجي لفلسفة التعليم الجامعي إلكترونياً، هو مفهوم تكاملي، وتطبيق علمي عملي لرؤية القيادة الهاشمية في أهمية استمرارية التعليم العالي والبحث العلمي، جنباً إلى جنب مع الجهود الكلية الوطنية لمواجهة تحدي وباء كورونا. ويعكس الاهتمام بالمواطن الأردني، تعليماً وتعلماً، كفاءةً ونخباً، على أنه تجسيد محوري لمقولة الملك الباني، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، عندما حفر في قلوب الأردنيين مقولته الخالدة: "الإنسان أغلى ما نملك". جاء بها الملك المعزز عبد الله الثاني بكلماته التي ستبقى خالدة حينما قال "دعوني أقول لكم، أنتم كبار لأنكم تحققون الإنجازات العظيمة في أصعب الظروف، ولا تعرفون المستحيل، كبار لأنكم تقدمون أروع صور التضحية والإيثار، وكبار لأنكم في وطن كرامة الإنسان فيه فوق كل الاعتبارات. نعم، هذا هو الأردنـي الذي أعرفه وأباهي به العالم، بـفخر الواثق بشعبه".

إن إيماننا برحمة الله يقيناً، ومن ثم وعينا، وانتماءنا وولاءنا لوطننا الأردني الحبيب، وقيادتنا الأردنية، هاشمية الجذور والمعتقد، عروبية الأصل والتاريخ، وطنية البناء والتحديث، هي متطلبات أساسية لتجاوز هذا التحدي. سائلين الله عز وجل أن يحفظنا من كل سوء، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، والصحة والعافية، في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية، الملك عبد الثاني ابن الحسين المعظم، سدد الله على طريق الخير خطاه

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)