TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الملكة رانيا: نحن بأمس الحاجة لنهضة تعليمية نحصن بها أجيالنا ونرتقي بمستقبلنا ونوعية الحياة
07/12/2014 - 1:45am

طلبة نيوز-

قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله ان المعلمين هم المحرك الرئيسي في العملية التعليمية والذي ان توقف عن الدوران والتطوير توقفت العملية التعليمية بأكملها، خصوصا في عصرنا هذا،عصر إن لم نواكب فيه الركب العالمي وتطوره السريع سنبقى على هامش الطريق متفرجين
واضافت جلالتها خلال افتتاحها امس بمركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت فعاليات ملتقى مهارات المعلمين الاول في الوطن العربي والذي يقام بتنظيم من اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بحضور وزير التربية والتعليم الاماراتي حسين الحمادي ووزير التربية والتعليم الاردني الدكتور محمد ذنيبات وأكثر من 700 تربوي من الأردن والدول العربية ان على المعلمين تحديث علومهم باستمرار، وتبني الأساليب التي تتماشى مع متطلبات العصر، والاطلاع على المؤثرات التي يتعرض لها طلابهم.
وأشارت جلالتها إلى أن دور المعلم تغير اليوم «من ناقل للمعلومة إلى خبير وموجّه، فهو يرشد طلابه نحو المصادر، والتجارب التي تبرهن النظريات، يحثهم على البحث والربط، ويحفز عقولهم بأسئلة توقظ فضولهم وتشعل فتيل المعرفة».
وأضافت جلالتها العلم هويتنا، هو حدودنا، وأفقنا. والطلاب ليسوا وعاء نملؤه بمعلومات وتلقين، بل شعلة نضيؤها.
وقالت مخاطبة المعلمين «اليوم في ظل الانفتاح على العالم، وما تتيحه مواقع التواصل، وتأثيرها الواضح على تشكيل شخصية هذا الجيل، تتعاظم مسؤولياتكم، فأنتم أقرب الناس لأبناء المستقبل وأكثرهم تأثيرا فيهم».
وأضافت جلالتها :»وبالتقرّب إلى طلابكم، وفهم حاجاتهم النفسية، تغربلون المؤثرات الخارجيّة وتساهمون في رفع ضررها. تعلمونهم انتقاء المفيد، وتسخير التكنولوجيا لبناء الذات والاستفادة من العلوم. ففي بحر الانترنت الشخصيات ثنائية الأبعاد.. أو ثلاثيّة في أحسن الأحوال، وتأثيرها سطحيّ إذا ما قورن بتأثير شخص يتحدث للطلاب يوميا وجها لوجه، يسير بجانبهم ويشاركهم ثلث يومهم. يكتسب ثقتهم بصدقه ووفائه لوعوده والتزامه وشجاعته».
وأشارت جلالتها إلى أن «الطالب بحاجة لقدوة يعجب بها، فهم يتعلمون برصدهم وتقليدهم لقدوتهم مثلما يتعلمون من الكتب». مؤكدة أن المعلم هو خير قدوة وأكبر مؤثر في أبنائنا وأنفعهم لهم.
وقالت «على المعلم أن يكون شجاعا وأن يكون طموحا، فيطمح لتخريج طلاب متميزين، يطمح لأن يكون القدوة التي ترشد الطلاب وتنمّي قدراتهم. على المعلم أن يرفع سقف توقعاته من طلابه.. ليحاولوا الوصول إليها. فكلما آمنتم بقدراتهم ازداد طموحهم وتحقيق ذاتهم».
وأكدت جلالتها على حاجة وطننا العربي للطموح والإيمان بقدرات أجيالنا والخروج من دوامة لوم التعليم على ما يعصف بنا من جهل و بطالة وطائفية وتطرف وغيرها.
وأضافت «ما أحوجنا إلى النظر للتعليم على أنه فرصتنا.فالناس يستثمرون في الفرص ويؤمنون بجدواها أكثر من محاولتهم لحل المشاكل».
وقالت جلالتها أن التعليم «قد لا يكون الحلّ الأوحد لكل مشاكلنا.. لكنني أؤمن بأنّه إن كانت هناك فرصة لإصلاح معظم مشاكلنا، فهي بالتعليم. وإن كان هناك وقت نحن في أمسّ الحاجة لنهضة تعليميّة نحصّن بها أجيالنا، فهو الآن. وإن كانت هناك مهنة تستطيع أن ترتقي بمستقبلنا ونوعية حياة أجيالنا، فهي التعليم».
وأضافت «أيّها الأفاضل... مهنتكم هي الأهم ودوركم عظيم في توجيه وصقل هوية أجيال أمتنا، في تنشئة جيل يحترم الحياة وقدسيتها. في تنشئة الأجيال على قيم التعايش والحوار. في تنمية الشخصية العربيّة المتكاملة القادرة على الرّيادة والابتكار. جيل تهيأ لتطورات السوق العالميّ والمنافسة فيه. مسؤوليتكم كبيرة وثقتنا فيكم عالية».
وقدمت جلالتها الشكر للشركاء والداعمين لتقديم الدعم للأكاديمية، والمعلمين المشاركين على اهتمامهم بنموهم المهني وتحديث أساليبهم والاستزادة من العلم.
وقال مدير أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنايان ان هذا الملتقى الذي يجمع نخبة من المعلمين والتربويين يهدف الى تداول الخبرة والمعرفة وإتاحتها للجميع من اجل تمكين المعلمين من تحقيق اعلى درجات المعرفة الاثرائية داخل الغرفة الصفية وخارجها، وقد جاءت فكرته ضمن اطار تشاركي لتعظيم دور المعلم للتأثير في تحصيل الطالب العلمي.
وأضاف «منذ إطلاق أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، بالتعاون مع كلية المعلمين في جامعة كولومبيا قبل خمس سنوات، تم رفد ما يزيد على عشرين ألف معلم من مختلف مدارس المملكة بأفضل الخبرات لبناء قدراتهم، وإطلاق العديد من البرامج المتخصصة في العلوم والرياضيات واللغة العربية والإنجليزية وبيداغوجية التعليم».
وأشار الى أن العديد من الدول العربية وضعت ثقتها بالأكاديمية للاستفادة من خبراتها، مؤكدا على سعي الأكاديمية وبنائها شراكات مثمرة مع جهات مانحة كوكالة الإنماء الامريكية USAID والحكومة الكندية DFATD، بالاضافة لمؤسسات عالمية مثل اليونيسكو والبكالوريا الدولية وعدد من الجامعات العربية والأجنبية.
وجرى خلال الافتتاح عرض فيلم قصير للتعريف بالملتقى وما يتضمنه من محاور كما تطرق الفيلم الى التحديات التي تواجه العصر من الفقر وغياب المساواة بين الجنسين والصراعات والتي جمعيها تتطلب ثورة تعليمية لانشاء جيل مبتكر متسلح بالعلم مع تاكيده على دور المعلمين وابتكار اساليب جديدة متطورة بالتعليم وتجهيزهم بها لينعكس ذلك على رفع سوية المعلم والطلاب
وحضرت جلالة الملكة جلسة حوارية شارك فيها المديرة العامة للبكالوريا الدولية الدكتورة سيفا كوماري ومديرة برامج إعداد المعلم في كلية التربية/ جامعة هارفرد كاثرين ميرزث والبروفسور في قسم الأنظمة الهندسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ريتشارد لارسون و رئيس مجلس ادارة اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين الدكتور تيسير النعيمي. وناقشت الجلسة دور المعلم والعوامل المؤثرة على ما يقدم، وكيف يمكن التعامل مع تلك العوامل من خلال تطوير مهاراته ومتابعة المستجدات وما يخدم دوره كموجه ومشرف وليس كملقن للمعلومة. كما ناقشت الجلسة احتياجات المعلم وكيفية تلبيتها ودور الملتقى في المساهمة بلتبية جزء منها.
وتضمن الملتقى امس العديد من الجلسات التي تستمر اعمالها اليوم وتركز على تزويد المعلّمين بآليات تعليم وأساليب تدريسية يمكن تطبيقها مباشرة، حيث يهدف المؤتمر بشكل أساسي إلى توفير حلول تربوية قابلة للتطبيق في غرفة الصف. ويوفر الملتقى قاعدة فريدة للمعلمين والعاملين في مجال التعليم لتبادل الخبرات وحضور ورشات عمل يقدمها خبراء تعليم باساليب جديدة ومبتكرة. وسيبحث الملتقى محاور تتناول ضرورة بحث الآليات والأولويات التعليمية التي من الممكن أن تلبي احتياجات العالم العربي لتطوير أداء الطلبة. ويتخلل الملتقى الذي يعقد بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية (IB) وشركة تكساس إنسترومنتس للتكنولوجيا (TI) جلسات وورشات عمل وأنشطة يديرها معلمون وخبراء، ومعارض وأنشطة عملية وجلسات تأملية، وتأتي الجلسات مبنية على خمسة محاور أكاديمية هي الرياضيات والعلوم والقراءة والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية والتكنولوجيا في مجال التعليم وبيداغوجيا التدريس. كما يعمل الملتقى على جمع التربويين والمعلمين من القطاعين العام والخاص لمشاركة تجاربهم وخبراتهم التعليمية ضمن بيئة تعليمية مبنية على التجربة كما سيتمكن المشاركون من تعلم ومناقشة واستكشاف ومشاركة استراتيجيات واساليب تدريس جديدة حيث يشكل هذا الملتقى المهم والاول من نوعه مناسبة حقيقية للتواصل والمشاركة بين المعلمين على مستوى شخصي لتشكيل مجتمع جديد من المعلمين كما تجولت جلالتها في المعرض الذي اقيم على هامش فعاليات ملتقى مهارات المعلمين.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)