طلبة نيوز-خالد الزبيدي
هذا المطلب هو نوع من الترف في التعليم، وان ميزانية وزارة التربية والتعليم لا تتحمل اعباء اضافية في ظل ارتفاع عجز الموازنة العامة للدولة...الا ان تحقيق هذا المطلب خلال السنوات الثلاث المقبلة يساهم في تسريع بلوغ التعليم الرقمي، وتسهيل استخدامات الحاسوب، واكساب الطلبة اللغة الانجليزية، عندها نكون قد نقلنا مخرجات التعليم الى مرحلة نوعية خلال السنوات المقبلة، وفتح مجالات اوسع للتشغيل المحلي والاقليمي، ويقينا ان بعد عقد من الزمن نجد جيلا مختلفا استطاع الاختلاط مع اقرانه في الامم وشعوب الارض، والانخراط في فضاء لاحدود له من العلوم القديمة والحديثة في كافة المناحي.
أما مسألة التكاليف المادية فإن تحول عملية التعليم من استهلاك الالاف من اطنان الكتب والورق واقلام وطباشير وشنط ومستلزمات اخرى الى التعلم بالاعتماد على تقنية المعلومات والاتصالات تساهم في ردم الفجوة، وفرض ديمقراطية التعليم بين الاغنياء والفقراء، وبين المدن والقرى والارياف والبادية، وفي نفس الوقت نمكن الاجيال القادمة من التعلم عن بعد في كبريات الجامعات العالمية في امريكا واوروبا واسيا، وكل هذه المزايا النوعية للتعليم ستتم بكلف اقل بالمقارنة مع وسائل التعليم التقليدي الراهن الذي ما زال ينقاد الى الشكليات بعيدا عن جوهر عملية التعليم.
ان الشراء الجماعي لاجهزة الحاسوب المحمول بمواصفات كفؤة يمكن ان يخفض الكلف بشكل حاسم، علما بأن اعفاء تلك الاجهزة من الرسوم والضرائب يؤدي الى تسريع تحول المجتمع الى عصر المعرفة، وان بناء ثقافة جديدة لاستخدامات تقنية المعلومات والاتصالات يؤدي الى توسيع انتشار الانترنت، وتوظيفها بشكل خلاق، كما يؤدي الى تحسين اداء الهيئات التعليمية التي يفترض ان ينصب عملها على مساعدة الطلبة لتحسين استخداماتهم، بخاصة وان الطلبة غالبا لديهم ذهن اصفى وقدرة متنامية لاستخدامات التكنولوجيا وتوظيفها بشكل منتج.
الغالبية العظمى من الاطفال ممن هم يقفون على ابواب دخول المدارس لديهم قدرات تدهش الاباء والامهات من حيث سرعة استخداماتهم من اجهزة الاتصالات الذكية، لذلك المطلب الاول لهم ( اي باد، اي فون، اي بود ) اما اللاب توب فقد تراجع عليه الطلب نظرا لسهولة استخدامات الاجهزة الكفؤة والذكية، اي اننا بدون مواربة امام استحقاقات جديدة وملحة لا مناص من تلبيتها وان تأخرنا في ذلك.
الاهمية الفائقة للانترنت انه فرض الديمقراطية والمساواة انطلاقا من ان طرفي التعامل بالانترنت متعادلان برغم الوضع الاجتماعي والسياسي والجنسية والعرق واللون وبقية المعايير المتعارف عليها، لذلك حان الوقت للتحول، وعلى اصحاب القرار البحث في افضل الطرق لانجاز هذا التحول، ومتطلباته واخذ قرار ذي عزيمة والتمويل الميسر، والادارة الفاعلة... العالم سريع التغيير وعلينا المواكبة علنا نزيد القيمة المضافة لاعمالنا ومشاريعنا، ونفلت من البطالة والفقر واختلالات مزمنة ومرهقة.
اضف تعليقك