TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
المدارس الخاصة....تغول بلا حدود!!
12/06/2014 - 12:30pm

طلبة نيوز
د. مفضي المومني

المدارس الخاصة وجع وهم يومي لشريحة كبيرة من المواطنين تضاف إلى أوجاع مواطننا الأردني الذي أضحى (ملطشة) لكل من هب ودب!! فالكل ينهش مواطننا الغلبان في ظل غياب الرقابة فلم يعد الإنسان أغلى ما نملك لأنه المواطن الكادح القابض على جمر الوطن، بل لأنه البقرة الحلوب التي ترفد الميزانيات الحكومية وتشبع ترف الفاسدين في بلدي، بل إن العدوى انتقلت إلى القطاع الخاص الباحث عن الربح دائما على حساب المواطن حتى أصبح التعليم في مستوياته المختلفة تجارة من لا تجارة له، وأصبحت رسالة التعليم السامية آخر ما يفكر فيه حيتان تجارة التعليم في ظل غياب الرقابة والضوابط وبالأخص على المدارس الخاصة والتي هددت نقابتها قبل أيام أنها ستوقف التعامل مع وزارة التربية وكأنهم دولة داخل الدولة وكأنهم فوق القانون مع أن وزارة التربية إلى حينه لا تفعل القوانين التي تنظم عمل المدارس الخاصة لا بل أنها حنونة جدا معها ولا يتعدى دورها مبدأ اضعف الإيمان.
قد يقول قائل لماذا نسجل أبناءنا في المدارس الخاصة؟ السبب بسيط ولا يحتاج إلى أكثر من زيارة للمدارس الحكومية لترى الاكتظاظ والتسيب وقلة الاهتمام بالطالب وان العملية التعليمية في أدنى مستوياتها، وسنقتنع بالمدارس الحكومية حين يقتنع المسؤلون أنفسهم بها ويتوقفوا عن تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة.
هنالك رقابة محكمة على التعليم الجامعي وضعيفة على التعليم الجامعي المتوسط ومتدنية على المدارس الخاصة وقد يكون السبب انشغال وزارة التربية بملفات كثيرة ومتشعبة لكني اشد على يد وزير التربية الحالي لتفعيل الدور الرقابي على المدارس الخاصة ولا ادعوا إلى محاربتها أبدا فهي في النهاية عندما تعمل بشكل صحيح رديف لمدارسنا الحكومية ومؤسسات وطنية وهنا لا أعمم على جميع المدارس الخاصة لكن الغالبية العظمى لا تسير بشكل صحيح.
ويجب أن لا يقتصر دور مدراء التربية وأجهزتها على حضور حفلات التخرج الباذخة وتسليم الشهادات ومن ثم دعوة بأحد المطاعم الفاخرة من باب (طعمي الفم بتستحي العين) أو فقط عند الترخيص حيث تدخل الواسطة والرشاوى من بعض ضعاف النفوس أحيانا لتغمض الوزارة عينها عن النواقص الكثيرة اللازمة حسب الأنظمة والتعليمات.
ومن الممارسات للمدارس الخاصة التي أصبحت تشكل عبئا على المواطن الأردني الأقساط السنوية غير المبررة ، والتي يتم زيادتها بشكل دوري دون وجود ضوابط، وكذلك أقساط المواصلات التي تشكل عبئا يتم العبث به كل ما دق ناقوس الحكومة بجرة أسعار المحروقات، ومن الممارسات الغير مفهومة أسعار الكتب وخاصة كتب اللغة الانجليزية التي تحتكرها هذه المدارس وتفرضها على أولياء الأمور بأسعار خيالية، وأيضا تدني مستوى الأجور للمعلمين والمعلمات والتحايل حتى على الحد الأدنى من الأجور المقررة وكذلك التعيين بالساعة للتهرب من الضمان الاجتماعي، ومن الممارسات الأخرى أسعار الزي المدرسي وحدث ولا حرج،وبعد أن يسجل المواطن ابنه مغلوبا على أمره يأتيك سيل من الاختراعات للمدارس الخاصة للنهب من جيب المواطن، فهذا فطور جماعي، وهذه رحلة مدرسية إلى مطعم وليس إلى معلم وطني والمطلوب ادفع أيها المواطن وندفع غير مقتنعين تحت ضغط أبناءنا وأننا نريدهم أن يعيشوا طفولة وحياة أفضل مما عشنا وعانينا، قبل أيام جاءتني دعوة من المدرسة التي يدرس بها ابني (تمهيدي) ومحترميني الجماعة!!.. وعبارات منمقة حتى تخيلت أن ابني تخرج من جامعة أكسفورد، وفي نهاية الدعوة مطلوب دفع 17 دينار (لروب) التخرج تامين و(درايكلين) (هكذا كتب على رقاع الدعوة دون حياء) مع انه مسترد ويلبس لساعة لا أكثر،وللحقيقة اتصلت بهم وعنفتهم وقلت لهم هذا ضحك على الناس واستغفال وتراجعوا مع أن غيري دفع، واذا تحدثت عن المرافق وعدم وجود خدمات وتدفئة وغيرة فالحديث يطول، المهم يرتجف قلب المواطن الأردني كلما وصلته ورقه من إدارة مدرسة ابنه الخاصة حتى لو كانت دعوه، فلابد الا أن يكون منفذ للدفع والاستغفال والسطو على جيبه تحت مسميات وألاعيب ما انزل الله بها من سلطان.
المطلوب يا وزارة التربية وعلى لسان كل مواطن أن يتم تصنيف المدارس حسب أوضاعها وان يكون هنالك نظام يضبط الرسوم حسب مستوى المدرسة والتسهيلات المقدمة وأعداد الطلبة المسموح قبولهم على غرار نظام هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي، وان لا تترك الأمور على عواهنها فالقطاع الخاص كما أسلفت هدفه الربح والربح فقط الا من رحم ربي، ومطلوب إدامة الرقابة والتواصل مع المواطنين لضبط عمل هذه المدارس وعدم تغولها على المواطن واستغلاله، فليس من المعقول أن تكون كلفة دراسة الطالب في المدارس الخاصة اقل من العادية (ولا أتكلم عن مدارس الخمس نجوم) أكثر من كلفة دراسة الطالب في الجامعة، ثم أن هنالك أمر ارقني أنا ومجموعة من أولياء الأمور ونحن نحضر احتفال تكريم للطلبة الأوائل في مدرسة ابنتي حيث أن فقرات الاحتفال كانت وكأنها لفصيل ثوري وليست لمدرسة تقدم رسالة تعليمية ولم اسمع اسم الأردن او ما يخص تراثنا الا على استحياء وزاد الطين بله أنهم تمادوا في إهانة الأردنيين بتراثهم حيث وضعوا في إحدى الفقرات مجسم أنثى تلبس عباءة نسائية والبسوها (الشماغ الأردني والعقال) أمام مدير التربية الذي لم يحرك ساكنا مع أني همست بأذنه أن هذا لا يجوز، وفي ظل ذلك يجب أن تمرر برامج الاحتفالات وفقراتها إلى مديريات التربية في ظل عدم الإحساس بالمواطنة لدى بعض إدارات المدارس وملاكها.
الوجع كبير وهموم المدارس الخاصة ارق يعانيه الكثير من الآباء لعل وزارة التربية تكون جادة هذه المرة وتخطو خطوة إلى الأمام فهدفنا النهائي أردننا الذي نحب بمواطنه الذي يسكنه الوجع من كل حدب وصوب، ولا نريد أن نصحو يوما على وطن دون مواطنين (وطني حيث أعيش محترم)....حمى الله الأردن.

التعليقات

د احمد يوسف (.) السبت, 06/21/2014 - 09:23

لا شك ان تغول المدارس الخاصة بائن للعيان وكانت الوزارة المسئولة تتذرع بذرائع وها هو د.ذنيبات وزير التربية يطالعنا عن نيته العمل على الحد من ذلك وما ان ابدى نظرة عقلانية حتى قامت عليه اللوبيات والمحتكرون من اصحاب هذه المدارس ولكن نظنه لن يتراجع فالرجل ارجع جزء من هيبة التوجيهي المهدورة ومنع الكثير من حالات الغش لن يقف بلا حراك وهم يتوعدون ويزبدون اما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ان زيادة الرسوم كل عام لا مبرر لها الا الجشع والطمع والاتكار والاستغلال فالى الامام والله ولينا ووليكم

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)