TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
المخدرات في الحياة الجامعية
22/03/2015 - 2:45am

طلبة نيوز-بقلم: إبراهيم ارشيد النوايسة
المخدرات مشكلة اجتماعية خطيرة تواجه المجتمعات ناميها و مستقبلها على حد سواء و اخذت اخطار المخدرات و اضرارها بالتفاقم و التزايد التدريجي في العقود الثلاث الماضية بشكل يلفت النظر و يعزز الانتباه الى مأسي هذه المشكلة و ويلاتها التي أصبحت تصيب مجتمعات جديدة كانت بعيدة عن هذا الوباء من قبل و قد زاد من حدة هذه المشكلة و خطورتها الانفتاح بين بلدان العالم و التوسع الحضاري و قرب المسافات التي أصبحت اكثر يسرا و سهولة بسبب وسائل النقل و الاتصال الحديثة المتطورة و التطور العلمي و التكنولوجي و المستجدات الكيميائية في تصنيع مواد مخدرة مشابهة في تأثيرها الادماني للمخدرات الطبيعية كل ذلك ساهم بنسب متفاوتة في استمرارية ظهور اضرار المخدرات في كثير من المجتمعات البشرية في مختلف بقاع العالم .
انتشرت المخدرات التقليدية والرقمية وبكافة أنواعها و صورها , بحيث نشاهد عبر شاشات التلفاز و الصحف المحلية عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات بكافة أنواعها و الجرائم التي ترتكب بسببها و الحوادث التي تنتج عنها و الضحايا الذين يدفعون حياتهم نتيجة لها و لقد عقد العديد من المؤتمرات و الندوات و المناقشات في المملكة الأردنية الهاشمية للتخلص من هذه الظاهرة التي باتت تؤرق أبناء الوطن , ان التصدي لظاهرة المخدرات يحتاج الى جبهة عريضة قوية يشترك فيها الفرد و الاسرة , المنزل، والمدرسة , و الجامعة , رجل الشرطة و رجل الاعلام , القاضي و الطبيب , الجمعيات الاهلية و الهيئات الرسمية , و كلنا مسئول , عملا بقول رسول الله _صلى الله عليه و اله وسلم_((كلكم راع , و كلكم مسئول عن رعيته)) .
اعتقد بان الحياة تحتاج الى القوي الذكي السوي.. فقد ثبت ان الإدمان على المخدرات , يهدم صحة المدمن , و يجني على عقله , و يزعزع نفسه المطمئنة ..و ما قيمة الانسان و قد اعتلت صحته , و غيب عقله , و خابت نفسه .. و ماذا يفعل انسان من هذا النوع , في عالم كثير التحديات , يحتاج القوي الذكي السوي.. ان الحياة تحتاج الى يقظة تامة لجميع الحواس الإنسانية , فاذا عاش الانسان في غيبوبة المخدرات , كان بلا شخصية , و اصبح عبئا على اسرته و مجتمعه.. و من يحمل العبء اذا كان هو في حد ذاته عبئا لا يحتمل ؟ فيا طلاب العلم ..انتبهوا.. و احذروا .. و فكروا و الا كان الدمار و الضياع .
حرص الإسلام على تحديد رؤية واضحة و صريحة في مبادئه و احكامه بشان تحريم المخدرات , كونها تضر بالدين و العقل و النفس و العرض و المال و من جميع النواحي الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية , لقوله عز و جل (( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة )) , و قد اثبتت العديد من الدراسات المتخصصة في مجال المخدرات الى ان الوازع الديني كان من الضوابط القوية في التحكم بسلوكيات الافراد السليمة .
ان تفكك الاسرة و انحلال الروابط العائلية مثل الطلاق او وفاة احد الوالدين او كليهما او غياب الوالدين لفترات طويلة عن المنزل و عدم الاستقرار العاطفي بين افراد الاسرة و حالات النزاع الاسري و فقدان الاحترام المتبادل بين افراد الاسرة مما يؤدي الى تراجع الوقاية الاسرية، بالتالي فإنه سيولد عواقب وخيمة.
كما تعتبر المدرسة البيت الثاني للطالب فهو يقضي بها جزءا كبيرا من وقته , يؤثر و يتأثر بما يحيط به في هذا الجو العلمي فان وجد الطالب في المدرسة بيئة تربوية سليمة يكون تأثيره بهذه البيئة إيجابا , و ان لم تتوفر له مثل هذه البيئة السليمة يكون تأثره بالبيئة السائدة سلبا فالمدرسة هي التي تخرج الأجيال و تعلمهم و تربيهم فان احسنت خرجت جيلا كفوا قادرا على تحمل المسئولية و ان اساءت التربية و التعليم يكون خريجو ها اقرب الى الانحراف .
كما تلعب الوسائل الترفيهية و منها الملاهي و النوادي الليلية ووسائل التقنيات الحديثة مثل الأنترنت ووسائل الاتصال الأخرى و ما رافق تلك الإنجازات من خلق مناخ خصب اذا تصادف مع نفسية قابلة للانخراط في المتاهات اللاأخلاقية فان ذلك يؤدي الى انحراف في الاتجاهات عن طريق تقويم الاندماج مع المجتمع الجديد الذي كثيرا ما يكون للمخدرات فيه نصيب.
ربما تكبر فرصة الانخراط في المجتمعات العالمية والمحلية بنسب كبيرة تبدأ عند دخول الجامعة، فإذا كانت ظروف الفرد الاجتماعية والأخلاقية والنفسية قابلة للانحراف فإن المصيبة تكون أكبر بكثير عن الفترات أو الحالات الاجتماعية السابقة وذلك بوصله إلى مرحلة الانفتاح على المجتمعات العالمية والعربية التي لم يسبق له وأن وصل إليها، خاصةً بأن معظم الجامعات الأردنية هي جامعات مختلطة وفيها قد يختلط الحابل بالنابل، مما يخلق نوع من أكبر أسباب العنف الجامعي.
تشير إ دارة مكافحة المخدرات لعام 2008 بأن عدد القضايا المضبوطة 2752، وكان عدد الأشخاص المضبوطين في العام 2005حوالي 746 بينما زادت النسبة في العام 2008 لتصل إلى 959شخصاً.
ونصت المادة (94) لسنة 1999 من نظام الجامعة الأردنية والذي نصت فيه المادة 8(أ) على : "إذا اثبت نتيجة التحقيق أن الطالب كان في حوزته مشروبات روحية، أو حضر إلى الجامعة وهو تحت تأثيرها، يوقع عليه جزاء الفصل من الجامعة لمدة فصلين دراسيين ، وفي حال تكرار ذلك يفصل نهائياً من الجامعة ". كما نصت المادة 8(ب) : أنه "إذا ثبت نتيجة التحقيق، أن الطالب كان في حوزته مواد مخدرة أو أنه قد تعاطى او روج لها او حضر الى الجامعة وهو تحت تأثيرها يوقع عليه جزاء الفصل النهائي من الجامعة" .كما أشار الدكتور العدوان الى قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 11 لسنة 1988 وخاصة المادة رقم 14(د) والتي تنص على انه" لا تقام دعوى الحق العام على من يتعاطى المواد المخدرة والمؤثرات العقلية او يدمن عليها إذا تقدم قبل أن يتم ضبطه من تلقاء نفسه او بواسطة احد أقربائه إلى المراكز المتخصصة للمعالجة التابعة لأي جهة رسمية اوالى ادارة مكافحة المخدرات او اي مركز امني طالبا معالجته

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)