في وقت سجل فيه رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد السلام المجالي “تباطؤا” في عملية الإصلاح التربوي، أكد أهمية التركيز على موضوع التربية  والاخلاق، والابتعاد عن قضايا الكراهية للآخر سواء الدينية والعرقية والعائلية في العملية التعليمية باعتبارها قضية مجتمعية تهم كل شرائح المجتمع كافة.
وأكد المجالي، خلال افتتاحه امس ندوة “التعليم في الاردن: نظرة مستقبلية” نظمتها الجمعية الاردنية للعلوم التربوية وجمعية الاكاديميين الاردنيين، أهمية التركيز على القدوة في العملية التربوية والتعليمية والتي باتت شبه غائبة عن الواقع التربوية والتعليمي، محملا الجميع مسؤولية التغيير في العديد من قضايا التعليم العام والعالي”. 
وناقش اكاديميون خلال الندوة عددا من اوراق العمل حول الفكر التربوي، وامتحان الثانوية العامة “التوجيهي” والاشراف التربوي في المملكة واقعه ومستقبله، اضافة الى المناهج والمعلم والادارة التربوية المستقبلية ودورها في العملية التربوية. وأشاروا الى “غياب المنهجية والمؤسسية في اختيار كوادر تأليف المناهج والأشراف عليها”، داعين إلى أهمية اختيار الانسب في تأليف المناهج بعيدا عن اي اعتبارات أخرى،  “وأكدوا أن العلاقة ما بين وزارة التربية والتعليم وكليات التربية في الجامعات الأردنية المختلفة معدومة”. وكان رئيس الجمعية الاردنية للعلوم التربوية الدكتور راتب السعود قال ان الاهتمام بالتعليم في الاردن “لم يكن أولوية وكان موسميا على مر الأعوام، غير أنه الان يحظى باهتمام كبير وعلى أعلى المستويات ويلقى دعما كبيرا من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله. من جانبه، أكد رئيس جمعية الاكاديميين الأردنيين الدكتور خالد العمري الارتباط الوثيق ما بين التعليم العام والتعليم العالي في الاردن، مبينا ان الندوة تأتي في اطار الاهتمام المشترك للجمعيتين للبحث في القضايا الاساسية للارتقاء بالشأن التربوي في ظل ما يشهده الاردن من حراك متسارع نحو اصلاح التعليم.
وفي ورقته حول الفكر التربوي في الاردن: نظرة الى الامام، أشار الدكتور ابراهيم بدران الى ما نشهده في  هذا الجانب من سرعة في تراكم المعرفة وقدوم المستقبل والتسارع في تطور جميع انواع العلوم والمعرفة، ما يشكل تحديا كبيرا في الاردن لتلبية متطلبات هذا التطور، مؤكدا على أهمية المواءمة ما بين التقدم والتطور في العملية التربوية والتقدم الاقتصادي. وعرض المتخصص في القياس التربوي الدكتور يوسف سوالمة لامتحان الثانوية العامة “التوجيهي” في الاردن منذ نشأته وأهدافه والنظرة المستقبلية لتطويره وأهمية الحفاظ عليه، مشيرا الى بعض المقترحات الحديثة لتطوير الامتحان وبما يتوائم مع متطلبات الحصول على شهادة الثانوية العامة والقبول الجامعي