TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
اللغة العربية تحافظ على التراث العالمي
18/12/2020 - 1:15pm

قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين}[الروم:22]
إن اللغة العربية التي هي لغة القرآن ستبقى تحافظ على التراث العالمي ولن يحدث هذا الا بإعادة اللغة العربيّة بمبانيها العلمية للعقل العربي وهو أمر في غاية الصعوبة، ولكنه أيضاً في غاية الأهمية، وذلك لكي نعيد العلمية والتفكير السديد لعقولنا وثقافتنا؛ والتمكن من علمية الألفاظ، حتى تعود لنا على السليقة، لا يمكن أن يعود في جيل أو جيلين، ولكنه أمر لا بد منه، وإلاّ فسنظل لا نفهم تراثنا، وسيظل هذا التراث ضائعاً منا. ولكن لو أعدنا فرز معاجمنا، وأعدنا دراسة القرآن لغوياً على هذا الأساس، لأمكن لنا استعادة أسرار اللفظ العربي العظيم، وأدهشنا هذا العقل في دقته وعمليته . إن إعادة اكتشاف الشارد من اللغة العربيّة، لا يعني أنها في غير حاجة للنمو والتطور، فاللغة كائن حي ،تنموا وتتطور بتطور أهلها ، ولكن ينبغي أن يكون التطور تطوراً لا تراجعاً ، فكلما كانت اللغة بسيطة التركيب، وعميقة الدلالة كانت أكثر تطوراً وخدمة للتراث العالمي من الاندثار، حيث قام العرب المسلمون بترجمة ما دعت إليه المصلحة من تراث الأمم المفتوحة ، ففتحوا نوافذ الفكر ، والثقافة ، والمعرفة لمن لا يعرف غير العربية من العرب المسلِمين. كما ترجموا من الفكر الإسلامي ما يصلح ضرورة لغير العرب من المسلمين فنقلوه من العربية إلى غير العربية وفاءً بحق الدعوة والتبليغ.
الدكتور / رائد محمد بطيحة

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)