طلبة نيوز-طارق مصاروة

عودة راهبات دير مار تقلا في معلولا.. إلى لبنان لم يكن وليد سيطرة الامن الحكومي، وإنما كان صفقة ناجحة عقدتها «جبهة النصرة» مع حكومة دمشق بوساطة خارجية لعب فيها المال الخليجي، والأمن اللبناني دوراً أساسياً، ونجحت «النصرة» في أخذ ثمن آخر أهم: وهو اطلاق سراح 170 معتقلاً في السجون!!.
نظام الأسد، لم يقتنع أن من الطبيعي أن يكون الإنسان خارج المعتقلات. ومن الطبيعي أن يشبع من خيرات بلده. وأن يحتج ويتظاهر ويعتصم.. لأنه في بلده، ومن غير المعقول أن يذهب السوري إلى سويسرا ليحتج!!.
ردة الفعل السورية الداخلية كانت اختطاف راهبات معلولا ورجلي دين كبار.. والمقايضة عليهم لاطلاق سراح معتقلين!!.
ردة الفعل كانت قبول الحصار والتجويع، وتلقي البراميل المقنبلة، وصواريخ سكود وقصف طائرات الميغ.. واجبار النظام على الاستجابة للتنديد الدولي، وفرض فتح مجالات لاغاثة الجياع المحاصرين!!.
ولعل آخر وأخطر ما وصل إليه النظام هو قتل مواطنيه في أكثر من موقع بأسلحة الدمار الكيميائية، ثم وجد نفسه يحاول ابتزاز المجتمع الدولي بالخضوع لتسليم هذا السلاح.. ثم باللعب في عامل الوقت لعل السموم الكيماوية تنقذه من نهايته المحتمة!!.
أمس لم يقبل وزراء الخارجية العرب مبدأ جلوس ممثل المعارضة في مقعد سوريا.. وهذا ليس قبولاً لعضوية النظام، وإنما لأن الدول العربية تريد من المعارضة السورية أن يكون للمعارضة وحدة عمل، ووحدة هدف، ووحدة وسائل، وأن ترفع السلاح الشريف في وجه قوة لا تستحق مجد الأمويين!!.
أكثر الدول العربية لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا ومنها الأردن، لا حفاظاً على «شرعية» النظام وإنما احتراماً لتقاليد قومية، فنحن ابقينا على السفارة الكويتية في عمان أيام الاجتياح العراقي وابقينا سفارة طهران في عمان أيام الحرب العراقية – الإيرانية. فهذه هي طبائع العلاقات الدولية.. ولا غرابة في أن العراق ذاته أيام الحرب ابقى على السفارة الإيرانية، ولم يقطع العلاقات!!.
لقد تلقينا في الأردن مرات كثيرة قرار قطع العلاقات، ومن دول عربية.. لكن الأيام اثبتت أن العلاقات القومية ليست شريطاً يمكن قطعه حين نشاء ووصله حين نشاء، وان هناك تقاليد يجب احترامها.. أولها إبقاء نافذة للسلام مفتوحة.. لأن الحرب هي الاستثناء!!.
لا يمكن لمتحضر أن يقبل سلوك النظام السوري، لكن رفض السلوك السوري بوسائله هو ردُّ غير متحضر!!.