كامل النصيرات
على طولة لساني .. و على فصاحتي .. وعلى سرعة بديهتي (دقوا على البلاستك) .. إلا إنني أجدني محرجا كثيرا أوقات المجاملات .. وعندما يمتدحني أحدهم .. أرتبك و أهمهم بكلام غير مفهوم أو أحكي أول عبارة تأتي على لساني ..! وقد لا يصدق أحد أن هذا الكلام ليس مقصودا .. أي الرد المخالف للموقف .. ولكنه يحدث معي كثيرا ..
ذات يوم وفي قريتنا .. رأيت جنازة تخرج من مسجد .. فأردت أن أسأل عن الميت؛ فذهبت لصديق يقف مع الجموع وسألته: مين إللي مات؟ .. فقال لي: أبوي ..! ارتبكت .. وحضنته و قبلته وأنا أبحث عن الجملة المناسبة فلم يسعفني حظي فقلت له وأنا حزين: تعيش و تاكل غيرها ..!
وذات مرة .. تم تقديمي في إحدى الأمسيات بكلام كبير .. وأنا أجلس بين الجمهور .. قال المقدم عني: مبدع لا يضاهى .. فكبر رأسي .. وقال: فريد عصره .. فكبر رأسي أكثر .. وقال: نحن محظوظون لأننا نعيش في زمنه .. بطلت أشوف قدامي .. و تقدمت للمنصة والأرض لا تحملني .. شايش و طايش .. و قبل أن أصل للمنصة تدعثرت و رفعني أحدهم قبل أن (انكب على وجهي) ..!
من البداية ومنذ طفولتي وأنا أعلم إنني أحمل تحت إهابي مقومات المسؤول الكبير .. فالمسؤول اللي (ظاربها طناش) عندما تضع ألف واسطة و تقول له: سأموت .. لسان حاله يقول لك: تعيش و تاكل غيرها و هو يرسم الحزن على وجهه و هو حزين عليك أكثر منك ... ومن كثرة ما حول هذا المسؤول من سحيجة و هزيزة فإنه لا يرى أحدا بعينه .. و رأسه يكبر ..!
الفرق بيني و بينه .. إنني أتدعثر و اسقط .. وهو لا يسقط أبدا ..!
اضف تعليقك