طلبة نيوز-
كتب زيد الخوالدة

بداية نهنىء الشعب الأردني والأمة العربية والقيادة الهاشمية التاريخية بإنتصارات معركة الكرامة الخالدة التي كانت مرتكزاً معنوياً وتعبوياً ونفسياً لإنتصار الإرادة وروح المواطنة العربية القائم على حقائق ووقائع أثبت فيها الجندي العربي ممثلاً بالقوات المسلحة الأردنية قدرته وإمكانياته الحقيقية مستمداً القوة والحافز من تلاحم الإرادة السياسية للقيادة و الشعب بقوة الحق في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية.

...العلماء والمفكرين والمبدعين هم صانعوا المعرفة والإبتكار والتنمية والتطوير ...والهاشميون هم الذين يصنعون العلماء والمفكرين والمبدعين وحتى يتحقق التغيير الإيجابي المنشود الذي نادى به جلالة الملك لا بد من إعادة القراءة لواقعنا الحالي قراءة موضوعية بعيدة عن العاطفة السلبية وبعيدة عن إنكار المعضلات والفجوات أو إسقاط المنجزات والإستهانة بها .

وحتى نكون موضوعيين في الطرح تفترض بداية أن هنالك مشكلة أو مشاكل ..وأن هذه المشاكل هي التي تحول دون النهوض بالمستوى الذي يليق بتاريخ الجامعات والنهضة التعليمية والتنموية الكبيرة التي شهدها الوطن في التعليم العالي والمدرسي والمهني .

وسنقوم بقراءة سريعة لواقعنا التعليمي والفكري والمعرفي من خلال عدة أبعاد :

البعد الأول : البعد الفكري والمعرفي ونوعية التعليم لدى الأستاذ الجامعي ولدى الطالب وأثر ذلك على منظومة التنمية في الأسرة والمدرسة والجامعة وبيئة العمل الأكاديمي .

البعد الثاني : المعضلة الإقتصادية وأثرها على الأستاذ الجامعي وعلى الطالب وعلى المؤسسة التعليمية وعلى المشاريع العلمية .

البعد الثالث : التركيبة المجتمعية والثقافة الديمقراطية وأثرها على البيئة الاكاديمية والمهنية .

وأثر ذلك كله على منظومة الأمن القومي الأكاديمي من خلال التنمية الشاملة المستدامة وتحقيق الاقتصاد المعرفي ..والسؤال ،،أين الجامعات من تخريج العلماء والادباء والمخترعين ويزداد الامر سوء وما لا يمكن ان ننكره اعداد الخريجين بين ضعف المستوى او الانحراط بالعنف الجامعي.

الحيادية بالطرح مطلوبة ففي احيان كثيرة هنالك خريجين من جامعاتنا يستحقون ان يبتعثوا ولكن الظروف الاقتصادية وعدم القدرة على تأمين الرهن اللازم تحول دون ذلك فيضيع علينا جزء مهم من الطاقات الوطنية التي تموت في مهدها او تتخذ طريق اخر تصل فيه لمبتغاها وتكرس جهودها للوصول اليه فتستفيد منهم الدول الغربية .

الاجور والرواتب المنخفضة في جامعاتنا سبب في رحيل العديد من الهيئات التدريسية أو حتى عدم عودتهم بعد ابتعاثهم ..ولماذا لا تقوم الحكومة برفع رواتبهم وتأمينهم باﻹسكان الكريم حتى يشعروا بقدرتهم عاى تلبية متطلبات الحياة بالحد الادنى.

ان الاثار المترتبة عاى ضعف وركاكة نوعية التعليم تؤثر على مسيرة تنمية وبناء في هذا البلد وخصوصا في مجالات التعليم الاساسي والثانوي الذي هو الاساس في تكوين شخصية الطالب واتجاهاته المهنية والفكرية واكتساب وممارسة المفاهيم الديمقراطية للتعاطي معها كحالة ايجابية في البيئة الاكاديمية التي تطالها رواسب العصبية القبلية والعنجهية السياسية.

براءات الاختراع غالبيتها ليس للأساتذة بل هي لمن ليس لديهم شهادات ....اذن يجب اعادة رسم صورة التعليم ككل ....صارت الجامعات تهتم بفتح القاعات الصفية وتتنافس على طرح التخصصات من أجل رفع الايرادات من خلال البرنامج الموازي .

ولذلك نتوجه لصاحب القرار لسن التشريعات التي تؤسس لبيئة جاذبه للخبرات النوعية من الهيئات التدريسية ودعم الجامعات والعاملين بالجامعات من خلال رفع رواتبهم و تحفيزهم ومنحهم رواتب اضافية ثالث عشر ورابع عشر وتفعيل الاسكانات الملائمة لهم .

كما نتوجه كذلك الى ايلاء مساعدي التدريس و المحاضرين المتفرغين والمعيدين الى رفع رواتبهم والعمل على استحداث الانظمة اللازمة لرفع رواتبهم وعلاواتهم ومعرفة مشكلاتهم ومساعدتهم في اكمال دراستهم .

يجب حل مشكلات الهيئة الادارية حتى نطوي صفحة مهمة من صفحات المد والجزر التي تشهده الجامعات .

لقد اصبح مفهوم التعليم في المجتمع اداه للتوظيف وهذه ثقافة سلبية تلقي بظلالها على طريقة التفكير للطلبة في حياتهم الجامعية وما قبل الجامعية وخصوصا في التخصصات الانسانية ويعكسها الخريج مرة اخرى عندما يتعين معلم في المدرسة لدى طلبته في الثانوية العامة فيغرس فيهم هذه المفاهيم السلبية.

تخيل نحن من نقوم بإبتعاث الهيئة التدريسية ومن ثم يتسربون بشكل قانوني وغير قانوني للعمل خارج البلاد ..وقد تم إبتعاثهم من جيوب الطلبة الفقراء.....وهل سيحظون هناك بجو اكاديمي ينمي الابحاث العلمية والمشاريع البحثية لديهم .. ...إذن الوطن اولى بهم ..وهكذا تتأثر منظومة الامن القومي من خلال تلك الابعاد التي ذكرناها .

فما أحوجنا الى المحافظة على الذخيرة الاكاديمية لأنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي كقوة اضافية تدعم مسيرة البناء والتطوير في هذا الوطن .