TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الزميل د. علي العزام يكتب : رسالة الملك في ذكرى ميلاده الستين " نقلة نوعية في الخطاب السياسي لرأس الدولة الأردنية "
30/01/2022 - 4:45pm

الدكتور علي نايل العزام

إن رسالة الملك عبدالله الثاني للاردنيين مثلت نوعا جديدا من الخطاب السياسي للملك يختلف عما تضمنته كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة أو خطب العرش أو الكلمات التي كان يلقيها الملك في المناسبات المحلية والاقليمية والدولية فقد تميزت هذه الرسالة التي وجهها الملك لشعبه في الذكرى الستين لمولده بأنها جمعت بين توصيف الواقع بأدق ما هو عليه وكأنه بكتب بعين الناقد لأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية التي وصلت لها حال البلاد و الإطار العام لرؤية مستقبلية شاملة للنهوض بكافة القطاعات من خلال خطة محكمة يتم اعدادها بعد ورشة عمل وطنية يرعاها الديوان الملكي " بيت الأردنيين " تكون بمثابة منارة للجميع لتخطي تحديات المرحلة والبناء على الانجازات ....

إن استهلال الملك بالربط بين مئوية الدولة الهاشمية وبلوغه الستين له دلالته الواضحة على كافة مرتكزات الرسالة حيث أن الملك أراد بهذا الربط الزماني أن يؤكد على عدد من القضايا :

أولا: أن الهاشميين والدولة الهاشمية هي سلاسل ذهبية من الاباء والاجداد الذين كرسوا حياتهم لنهضة الأمة ورقيها ورفعتها وهو واحد من حلقات تلك السلسلة التي تمتد ضاربة جذورها في التاريخ ومؤكدا أن هو ومن سيتبعه من هذه العائلة الشريفة إنما هم صناع نهضة وحضارة للأمة وأبنائها.

ثانيا : يؤكد الملك على عامل الزمن مهم جدا في بناء الدولة الأردنية ونهضتها وأن المرحلة الحالية تتطلب التحرك وبسرعه للحاق بركب الدول المتقدمة وتاطير نهضة شاملة تطال كل القطاعات وتواكب ما يشهده الكون من ثورات مستمرة في التكنولوجيا

ثالثا : يذكر الملك شعبه بأن عامه الستين ما هو إلا محطة من محطات العمر التي بذلها في خدمة الأردن وشعبه وعزيز نهضته فهو في هذه الأعوام الستين كان دائما جنديا من جنود الأردن في قواته المسلحة ومن ثم في تولي مهام المسؤولية فعمره المبارك ما كان إلا من أجل البناء والإنجاز لهذا الحمى الاردني ..

رابعا : يذكر الملك شعبه بأن الحسين الباني وأنه جاء ليكون معززا لما بناه الحسين والاجداد فهذه السلالة الشريفة المباركة تؤمن دائما بأن الإيمان بالأمة هو ركيزة البناء الأساسية

وينتقل الملك بعد ذلك إلى تناول عدد من الملفات الحاضرة في وجدان الشعب الأردني فيتحدث عن التباطؤ في عجلة الاقتصاد نتيجة عدد من العوامل منها موجات اللاجئين وازمة كورونا والازمات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة والاقليم من توقف في عجلة التجارة مع عدد من الدول المجاورة والذي أضر بالاقتصاد الأردني ونموه

ويعرج الملك على ضرورة أن يكون هناك نظام تعليمي حقيقي يستعيد فيه الأردن مكانته وعودته إلى صدارة الدول في التعليم بكافة مستوياته كما ويؤكد على أن هذا النظام التعليمي لا بد أن يلبي حاجات سوق العمل.

ويرى الملك بأن المجتمع الأردني يعاني من قضايا اجتماعية وقيمة تفت من عضد الدولة وتسبب الوهن لهذا الوطن ومنها الإشاعات والأكاذيب التي يتداولها الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي في مجملها تجانب الحقيقية وتبتعد عن الواقع وتضر بالامة والناس كونها تعزز من الأمراض الاجتماعية والسلوكية في المجتمع وتؤدي إلى التأثير سلبيا على السلم المجتمعي.

مضامين الرسالة الملكية تمثل نقلة نوعية في الخطاب السياسي الأردني لرأس الدولة الهاشمية ليضع أصبعه على عدد من الآلام التي تعاني منها الأمة والمجتمع ويؤسس لمرحلة من التفكير البناء والتخطيط المدروس من أجل المضي نحو المستقبل.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)