طلبة نيوزـ في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، تجلت رحلة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة العظيمة التي أكرم الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العلى، في حدث حمل رسائل عظيمة من الله تعالى، أبرزها تكريمه لنبيه وتثبيته في الأوقات العصيبة.

المكانة المقدسة للمسجد الأقصى

سماحة مفتي عام المملكة الدكتور أحمد الحسنات أكد في حديثه أن الله تعالى اختار أرض بيت المقدس لتكون أرضاً للإسلام والمسلمين، وجعل الإسراء من مكة المكرمة إلى القدس إيذاناً بعقد ارتباط عقدي مقدس بين المسلمين وهذه الأرض. وأضاف أن إسراء النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه يظل درساً يتجدد في أوقات الشدة، حيث كانت هذه الرحلة بمثابة فرج للنبي في وقت كان فيه يواجه أشد أنواع الإيذاء.

كما أشار الحسنات إلى أهمية فرض الصلاة في السماء خلال معراج النبي، والتي تظل تشد المسلمين إلى المسجد الأقصى في كل صلاة يؤدونها، مما يثبت ارتباطهم العقائدي بهذا المكان المقدس ويؤكد هويته العربية والإسلامية.

الجهود الأردنية في نصرة الأقصى

أشاد الحسنات بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في نصرة قضية فلسطين ودعم المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن هذه الجهود تستند إلى الحق الديني والتاريخي في رعاية الأقصى والمقدسات. وأضاف أن وعد الله للمؤمنين بحفظ الحق هو ضمان أن القدس ستظل عربية إسلامية وأن صاحب الأرض هو الأولى بها.

معجزة الإسراء والمعراج: دروس في الصبر واليقين

الدكتور إسماعيل فواز الخطبا، مساعد الأمين العام لشؤون الدعوة في وزارة الأوقاف، تحدث عن معنى الإسراء والمعراج للأمة الإسلامية. وذكر أن هذه المعجزة تعلم المسلمين أن المنح تأتي بعد المحن، وأن الفرج يأتي بعد الشدة. كما أكد على أن المؤمن يجب أن يثق بالله تعالى ويعتمد عليه في الأوقات الصعبة، وأن الله سيكشف له خيرا مهما كانت الأزمات.

معجزة الإسراء والمعراج وتأكيد منزلة النبي

من جهته، قال الدكتور عماد الخصاونة، أستاذ التفسير في جامعة آل البيت، إن معجزة الإسراء والمعراج كانت تأكيداً من الله على منزلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها جاءت لتثبيت قلبه وتفريج كرباته. وأضاف أن هذه الذكرى تحمل دروساً عظيمة في الصبر والثبات، وتعلم المؤمنين أن النصر مع الصبر، وأن العدو مهما كان قوياً، فإن الله سيمنح المؤمنين النصر في النهاية.

تجدد الذكرى العطرة للإسراء والمعراج في قلوب المسلمين الكثير من الدروس والعبر التي يجب أن تترافق مع العمل على تعزيز روح الصبر والثبات في مواجهة التحديات. ففي كل مرة نتذكر فيها هذه الرحلة المباركة، تتجدد عزمنا على الدفاع عن مقدساتنا وخاصة المسجد الأقصى، متذكرين أن الله مع المؤمنين وأن النصر قادم بإذن الله. (نقلاً عن موقع صراحة نيوز)