طلبة نيوز

كتب الدكتور علي نايل العزام

بصدور الارادة الملكية السامية بإجراء التعديل الوزاري ودخول الدكتور عزمي محافظة الحكومة وزيرا للتربية والتعليم ووزير للتعليم العالي تثار أسئلة كبيرة حول التغييرات المتعددة على حقيبتي التربية والتعليم والتعليم العالي خلال السنوات الأخيرة ... فحكومة بشر الخصاونة لوحدها وخلال سنتين شهدت 3 تغييرات على هاتين الحقيبتين فعند تشكيل الحكومة جاء كلا من الدكتور محمد أبو قديس وزيرا للتعليم العالي والدكتور تيسير النعيمي وزيرا للتربية والتعليم الا انه بعد 6 شهور تم تكليف ابو قديس بحقيبة التربية إضافة للتعليم العالي و في تشرين أول ٢٠٢١ اي بعد سنة من تشكيل الحكومة تم تعيين الدكتور وجيه ويس وزيرا للتعليم العالي والتربية والتعليم بالتعديل الخامس على حكومة بشر الخصاونة تم إجراء التغيير الثالث على هذه هاتين الحقيبيتين اللتان تعتبران اهم حقائب خدمية ... و تطال خدماتهما كل بيت أردني ...

والسؤال المهم وعلامة الاستفهام الكبيرة لماذا هذه التغييرات المتعددة في هذه الفترة القصيرة ؟

الاجابة على هذا السؤال تكمن في الرؤية المضاربة بين قيادات القطاعات التربوي والاكاديمي وبين رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة وبعض الرموز في حكومته فغالبية القيادات الأكاديمية والتربوية في الأردن تعارض وبشدة دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة حتى أن وزير التعليم العالي الأسبق الدكتور محيي الدين توق وبطلب من رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز اجتمع مع رؤساء جامعات ووزراء تعليم عالي وتربية سابقين وكلهم أجمعوا على أن دمج الوزارتين هو أمر عبثي و غير واقعي وليس امرا ضروريا ولا يخدم العملية التربوية والاكاديمية وأن العملية ليست سهلة لأنها تحتاج الغاء هياكل حكومية كبيرة وضخمة وقد يكون لها انعكاسات سلبية على قطاع واسع من العاملين في الوزارتين إضافة إلى فوضى محتملة في قطاع الجامعات في حال غياب الرقابة المباشرة لوزارة التعليم العالي في ظل عدم وجود مجالس أمناء فدقادرة على القيام بمسؤوليتها القانونية اتجاه الجامعات وعدم قيام هيئة الاعتماد بما يجب في مجال وقف تغول بعض مالكي الجامعات الخاصة على الادارات الجامعية ...كل هذه المعطيات وغيرها تجعل من دمج وزارتي التعليم العالي وزارة التربية والتعليم أمرا غير واقعيا وغير مجدي...حسب آراء معظم القيادات الأكاديمية والتربوية ...

الوزراء السابقون لهاتين الحقيبتين في حكومة الخصاونة عملوا على تنفيذ رؤية الرئيس الخصاونة بدمج أو الغاء؟وزارة التعليم العالي والاستعاضة عنها بمجلس التعليم العالي الا انهم اصتدموا بواقع صعب ولذلك لم يكنوا على هذا المشروع الذي بقي ناقصا ....

واللجنة الحكومية التي وضعت خارطة الطريق لتحديث القطاع العام لم يكن في عضويته وزير التربية والتعليم والتعليم العالي واصدرت توصياتها دون علم بعمق ما المشكلة والهوة بين ما يريده الخصاونه و نائبه الجديد ناصر الشريدة وبين التوجيهات الحقيقية والواقعية للسواد الاعظم من الخبراء والعاملين في القطاعين الأكاديمي والتربوي ...

الأكاديمي الدكتور عزمي محافظة والمعروف عنه استقامته وخبرته القانونية في المجال الأكاديمي فهو أفضل من يعلم القوانين والأنظمة التربوية و من المتحمسين لإلغاء وزارة التعليم العالي أو دمجها بوزارة التربية والتعليم والابقاء على مجلس التعليم العالي أو دمجه في مجلس أعلى للموارد البشرية حيث انه جاء لتنفيذ هذا المشروع قبل أربع سنوات الا ان الظروف لم تكن مواتيه لذا فإنه من الممكن أن الخصاونة وجد ضالته في اكاديمي مؤمن بمشروع وزارة واحدة للتعليم في الأردن...

ولكن النظرة العميقة لهذا الأمر وأهميته للقطاع التربوي و الأكاديمي في الأردن قد لا تتجاوز الآثار الإيجابية لابقاء العمل بالتوقيت الصيفي بدلا من التوقيت الشتوي ... فمشاريع الخصاونه حتى الآن لم تتجاوز انها فقاعات اعلامية ليس لها أي آثار ملموسة في واقع حياة الناس فالحكوكة التي أعلنت في تموز الماضي عن خطة اقتصادية تفترض توفير ١٠٠ الف فرصة عمل سنويا بعد ٣ شهور يفترض أن هذه الحكومة خلقت ٢٥ الف فرصة عمل في الاقتصاد الأردني فهل فعلا أننا وفرنا ٢٥ الف وظيفة للاردنين في الشهور الماضية ... الجواب قطعا
.لا

مسلسل جديد للممثل الانجليزي المعروف في العالم العربي بمستر " بين " هذا المسلسل بعنوان man vs bee عبر حلقات قصيرة يتناول قصة شخص يصارع نحلة تقلقه وفي النهاية يدمر قصرا كبيرا وسيارة ثمنها أكثر من ٢ مليون دولار فقط لهوسه في التخلص من نحلة لينتهي به الأمر في السجن ... وحكومتنا الرشيدة تنشغل بنحلة أو ناموسه وتترك قضايا جسام في الفقر والبطالة وتنشغل بدمج ما هو ليس مهما ..