TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الحكومة تنزع صلاحيات الجامعات
14/04/2015 - 6:00am

طلبة نيوز- الراي -

كتب- حاتم العبادي - ما هو هدف «التعليم العالي» من تشكيل لجان لتقييم اداء الجامعات؟ وما هي محاور التقييم، هل تصب في اتجاه الاداء الاكاديمي ام تذهب الى البعد المالي أم ماذا؟ وما هي آثار التقييم على تلك المؤسسات؟
عند محاولة الاجابة عن هذه التساؤلات، لابد ان نشير الى آليات عمل الجامعات، والتي باتت مجردة من الاستقلالية وانها مجرد اداة منفذة لقرارات وسياسات واستراتيجيات مجلس التعليم العالي، الذي يراسها وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
فعلى الصعيد الاكاديمي، عند تقييم أداء الجامعات، فلابد ان يستند هذا التقييم لقرارات وسياسات الجامعات، لا ان تحاسب تلك الجامعات على سياسات فرضت عليه وان الاشخاص القائمين عليها مجبرون على تطبيق تلك القرارات والسياسات، والتي تشكل عائقا وعاملا سلبيا في اداء الجامعات.

فبحسب أسس القبول، فإن مجلس التعليم العالي، الذي يراسه الوزير، هل الذي يحدد عدد الطلبة الذين يقبلون فيها سنويا، دون ان يكون للجامعات دور في وضع اسس القبول او تحديد عدد المقبولين سنويا ، او حتى تمثيل في مجلس التعليم العالي.
وبحسب مراقبون، فإنه عند تحديد تلك الاعداد لا تتم مراعاة الطاقة الاستيعابية للجامعة، ولا ما يترتب على الاعداد الزائدة عن الطاقة اثار سلبية على الاداء الاكاديمي وبالتالي على مخرجات تلك المؤسسات، هذا في الاطار العام للقبول. وفي الخوض في التفاصيل، فإن مجلس التعليم العالي لا يميز عند إقرار الاعداد بين التخصصات المطلوبة لسوق العمل وتلك المطلوبة او الراكدة، وبالتالي ينعكس ذلك على خريجي تلك الجامعات من ناحية «البطالة»، وهذا المحور ( نسبة التشغيل لخريجي اي مؤسسة تعليمية ) احد المحاور الرسمية لعملية تقييم تلك المؤسسات.
وتشير الاحصائيات الى ان اربع جامعات فقط من اصل عشر جامعات عدد الطلبة الملتحقين فيها اقل من الطاقة الاستيعابية للجامعة، بينما باقي الجامعات ملتحق فيها طلبة أكبر من طاقتها الاستيعابية.
وفي ظل هذا الواقع، هل يحق لمجلس التعليم العالي تقييم اداء الجامعات؟
كما ان صاحب الصلاحية الاكبر في قيادة الجامعات يتمثل في مجلس امنائها، الذي توكل له مهام كبيرة، يتم تعيينه من قبل رئيس الوزراء، بمعنى آخر، يتم التنسيب بالتعيين دون الاستناد الى اسس ومعايير تراعي الوضع الوظيفي والمهني لهم، ولا خصوصية المؤسسة كمؤسسة تعليمية.
وعلى الاغلب، يرى مراقبون ان عملية التعيين في مواقع مجالس الامناء، تأتي في إطار الترضية والمحسوبية وتبادل المصالح، مع التأكيد انه ليس كل من يتم تعيينه، لا يصلح ان يكون عضو في هذه المجالس ، إنما غياب الاسس والمعايير، يشكل عائقا امام تطور الجامعات وسياساتها واستراتيجيتها، والتي يريد مجلس التعليم العالي الحالي تقييمها.
وفي هذا الصدد، تظهر رئاسات وعضوية مجالس الامناء، حالات من التناقض في المصالح، فهنالك رؤساء لمجالس امناء هم اصحاب ومساهمو في جامعات خاصة، فكيف له ان يوفق بين متطلبات العمل في مجالس امناء الجامعة الرسمية، التي رشح لرئاسة مجلس امنائها او عضويتها، وبين متطلبات مصلحته كصاحب او مساهم في جامعة خاصة؟
اما على صعيد التقييم المالي للجامعات، فإن الوضع المالي للجامعات مرتبط بعناصر كبيرة جزء كبير منها مرتبط بسياسات الحكومة ومجلس التعليم العالي، ففرض اعداد طلبة على الجامعات ضمن البرنامج العادي يفرض تكاليف مالية، خصوصا وان الرسوم في تلك البرامج في اغلبها، لا تغطي الكلفة الحقيقية للتعليم، وهذا بإقرار من وزراء ورؤساء جامعات، بالمقابل، فإن الحكومة تتحصل على ملايين الدنانير تحت بندا رسوم جامعات لا تحصل «الاخيرة» إلا على فتات من تلك الرسوم ضمن مخصصات الموازنة السنوية لقطاع التعليم.
اما إذا كان الهدف من التقييم ايجاد مبررات لتغيير رؤساء جامعات، فبداية، جميع رؤساء الجامعات يتم تعيينه بقرار حكومي، وانه في الفترة الاخيرة، تم تشكيل لجان لاختيار مرشحين. والامر الاخر، فإن صلاحية تقييم اداء رؤساء الجامعات يجب ان تكون لمجالس الامناء، وليس لمجلس التعليم العالي او وزير التعليم العالي.
وفي الفترة الاخيرة، منعت الحكومة ادارات الجامعات من اتخاذ قرار ملء حاجاتها من الفنيين او المدرسين او الاداريين، إلا بموافقة مسبقة منها، واخيرا اتخذت قرارا بشمول التعيين في الجامعات من خلال ديوان الخدمة المدنية، والسؤال لماذا؟
وللاجابة على هذا التساؤل، فإن الحكومة مدانه، فإذا كان السبب منع تعيين المحوسبيات، وضمان الشفافية والعدالة فأين الاقسام الرقابية في تلك الجامعات عن تلك القرارات؟ ولماذا لم تحاسب الحكومة اي من القيادات في الجامعات على الاخطاء إن وجدت. وكيف ستراعي الحكومة في قراراها الاخير خصوصية الجامعات في التعيينات التي تريد؟ ولماذا لم يستأنس برأي الجامعات عند اتخاذ هذا القرار؟

التعليقات

فساد ما بعده فساد (.) الثلاثاء, 04/14/2015 - 07:17

راح تكون معايير التقييم زي امتحان الكفاءة ويرصد لها 5 مليون دينار اخ يا وطن

مجهول (.) الثلاثاء, 04/14/2015 - 08:18

"ولماذا لم يستأنس برأي الجامعات عند اتخاذ هذا القرار؟"
لأن المطلعين عن قرب يعلمون أن القرارات تطبخ إرضاء لفلان و"جكرا" بفلان للأسف في بعض جامعاتنا.
أما عن الطاقة الاستيعابية :
فما هو سبب عدم الالتزام بمعايير الطاقة الاستيعابية في الكليات السريرية؛ حيث عدد الطلبة يفوق 200 طالب رغم أن متوسط عبء الأساتذة لا يزيد عن 5 ساعات في بعض التخصصات؟ الجواب يوضح كيف تتخذ القرارات التي لا تتوافق مع المصلحة العامة.
وبالنسبة لعدد أعضاء هيئة التدريس:
لماذا يسمح بمنح إجازات انتداب لأشخاص يعملون في قطاعات خاصة رغم أن جامعاتهم في أمس الحاجة لهم والأهم أنهم غير منتدبين فعليا؟ ابحثوا في معايير الاعتماد عن مبررات منح إجازات الانتداب.

اد. احمد ماضي (.) الثلاثاء, 04/14/2015 - 21:21

بدلا من تقييم أداء الجامعات أعتقد أن الأولوية هي التحقيق في جدوى امتحان الكفاءة الذي يعتبر بحد ذاته قضية فساد ينبغي التحقيق فيها، وما ذنب الطالب أن يتحمل خمسة دنانير من جيبه الخاص إذا كان الهدف من الامتحان تقييم برامج وتخصصات الجامعات ألا يوجد طريقة أكاديمية بديلة لتقييم هذه البرامج بدلا من تحميل الطالب الجامعي هذه المسؤولية وسرقة مبلغ خمسة دنانير هو أولى بها، لأن هذه الآلية في التقييم هي مسؤولية التعليم العالي وهيئة الاعتماد والجامعات، إلا إذا كان الامر سرقة الطالب الجامعي بطريقة غير قانونية

عمر الرواضيه (.) الاربعاء, 04/15/2015 - 10:35

لا اجد كلمة صادقة من جهة صانع القرار بأتجاه الجامعات الرسمية ورؤسائها خاصة ولان الشمس لا تغطى بغربال ... فالحلول واضحة لمن اراد الحلول اما اسلوب الثعلب الذكي والمراوغه والكذب واسلوب المناكفة والتخويف والتسويف فلا يخدم منارات العلم ولا الطلبة الدارسين فيها ولا اداراتها ولا اي من مكوناتها... اول الحلول هو ومنذ تأسيس اولى الجامعات والحكومة تجبي ضريبة اسمها ( دينار رسوم جامعات )وانا واثق بأن جامعة واحدة لم تستفيد من الجباية استفادة حقيقية ... لو بدأ صانع القرار ومتخذ القرار بجامعة واحدة سنويا وقام يإيصال الدعم الحقيقي من رسوم وجباية وضرائب لها فإنني على يقين بأن مديونية الجامعات سوف تحل في اقل من خمس سنوات .. ولكن دعهم في غيهم يتخبطون فلا جرأة في قرار ولا صدق نية لدى مسؤول ولا امانة عند مستأمن لها .. جل ما اقوله انا في زمن الرويبضة الذي اخبر عنه رسولنا الكريم ... سلام الله عليك يا وطني ولا سلمت اللصوص والذئاب ولا الاذناب ولا حتى الكلاب التي تنهش جسدك صباح مساء بإسم الشفافية ومحاربة الفساد والاصلاح الاداري وغيرها من مسميات الدجل والنفاق السياسي والتملق

مجهول (.) الخميس, 04/16/2015 - 19:55

لن اتفاعل مع اي موضوع يخص طلبة نيوز ولن اتابعها لأنها بصراحة ووضوح تام ننجاهل كل شريف وغيور على هذا الوطن ... عندما نصبح مستأجرين سوف نعلق ...

مطلع (.) السبت, 04/18/2015 - 01:35

الصحفي المحترم حاتم العبادي حفظه الله ورعاه
هل من الممكن انتقاد مقالكم ببعض الملاحظات ، وأرجو أن تسمح لي بذكرها وهي كما يلي :-1
- اختيار رؤساء مجالس الامناء ومجالس الامناء في الجامعات الرسمية، في ه اجحاف كبير لان عدد كبير من أعضاء كل مجلس أمناء في الجامعات الرسمية من الأكاديميين أصحاب المؤهلات العلمية والخبرات العملية حيث أن هؤلاء الاستاذة جميعم عملوا في إدارات الجامعات بمناصب مختلفة (رؤساء أو نواب رؤساء أو عمداء). وقد أشار الكاتب المحترم إلى بقوله ( مع التأكيد انه ليس كل من يتم تعيينه، لا يصلح ان يكون عضو في هذه المجالس ).
2- سياسات الحكومة المرتبطة بالقبول، ونسي الكاتب المحترم سياسات الجامعات نفسها بالتهافت على قبول الطلبة في برامج الموازي.
3- قرار مجلس التعليم بشكيل لجان تقييم إدارات الجامعات لم يكن ارتجالياً بل كان استنادا لنص مادة في قانون التعليم العالي ، وكل ما في الأمر ان معالي الدكتور لبيب الخصرا قام بتفعيل هذه المادة.
أعتقد أن الهدف من هذا المقال رفع العتب عن رؤساء الجامعات والقاء اللوم على رؤساء وأعضاء مجالس الأمناء في الجامعات الرسمية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)