طلبة نيوز-ابراهيم ارشيد النوايسة
يبدوا أننا نستحق ما نحن عليه، فلا السياسة تدار على أصولها، ولا القيادات السياسية تستفيد من تجاربها ومن تجارب الآخرين، إذا كان الثبات الطويل على السياسة ذاتها، يخالف قواعد العمل السياسي الذي يعج بالحيوية والتغير التكتيكي، فإن السياسة القائمة على مخالفة رغبات الرأي العام، وتتناقض مع مصالحه، وتطلعاته هي سياسة لا تنتج إلا المزيد من الترهات أو خوض غمار مغامرات غير محسوبة.
لابد أن تدرك القيادات السياسية التي تتربع على عرش القرار، بأن الشعب الأردني لا يستطيع مواصلة الصبر طويلاً، جراء سياسات التهميش واللعب على وتر استغلال المواطن في حقوقه المدنية والمالية .
أظن أن أبسط قواعد العمل السياسي، تستوعب وتتطلب في كثير من الأحيان إظهار أن الشعب الأردني غير راض، ويرفض الأسس التي تقوم عليها الحكومة الأردنية ومجلس النواب الذي يساند الحكومة، التي نعتقد أيضاً أن القيادة السياسية غير راضية عنها. فمثل هذا النشاط من شأنه أن يعزز قدرة اتساع فجوة المعارضة الأردنية وقد لاحظنا في الأيام الماضية عودة الحراك بل اغلاق الطرق في الإطارات والحجارة وتدخل قوات الدرك لفض هذه الظواهر التي تزداد نظراً للحالة المتردية التي وصلنا اليها من فقر وعوز..
ففي الوقت الذي تضج فيه المنطقة العربية بعمليات التغيير وبأشكال وأساليب مختلفة، يتفاءل ويتأمل الأردنيين ألا يضطروا إلى الخروج للشوارع مطالبين بإنهاء الأوضاع الشاذة التي يعانون منها.
فحين يقرر الناس الخروج إلى الشوارع، لن تتمكن لا الأجهزة الأمنية ولا الشرطية ولا الأسلحة من الصمود أمامهم، فهم أيضاً جزء من الناس، وهم بشر يستشعرون الصواب والخطأ.
استغلت الحكومة الاردنية هذه العقلانية والصبر لدى الشارع الاردني , لتستغله في المزيد من الاعتداءات الصارخة على حقوق المواطن وعلى لقمة عيشه , لتراهن بذلك على ما تشدقت به طوال عقود من ' الأمن والأمان ' وتناست بدورها تقدير اخلاقيات المواطنين الذين صبروا وضحوا حفاظا على هذا الوطن ومقدراته , وتناست أيضا أن الشعب الاردني العظيم شعب لا يرضى الظلم ولا يستكين للمذلة , وتناست أن مزيدا من الضغط حتما سيولد الانفجار. ..
ان منظومة الأمن والامان تعتبر في المنظور العملي دائرة متكاملة من 'الامن الاجتماعي والامن الاقتصادي والامن السياسي ' والتي لا يمكن ان تكتمل في حال فقدان احد أجزائها , لذا فان الامن الاجتماعي الذي صدعت الحكومة فيه رؤوس المواطنين قد بات مهددا لغياب الامن الاقتصادي - بسبب السياسة التخبطية الحكومية التي تفتقر للحكمة والاتزان في مجمل قراراتها المتتالية ضد الصالح العام للمواطنين .
قال الشاعر:
أرى تحت الرماد وميض نار......... ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تذكى........... وإن الحرب مبدؤها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قوم........... يكون وقودها جثث وهام
اضف تعليقك