TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الحجُّ فلاحٌ للأمّة.. بقلم: الحسن بن طلال
02/10/2014 - 8:30am

طلبة نيوز-

تدعونا مناسبة الحجّ إلى تأمّل المعاني الشريفة التي تنطوي عليها، إذ تجتمع الأفئدة على قصد واحد، وتنتظمُ في أداء موحّد لمناسك هذا الركن من أركان الإسلام الخمسة. ويجهر الحجيج الآتي من مشارق الأرض ومغاربها بصوت واحد تلبية لدعوة التوحيد. فمن أعظم منافع هذه الفريضة أنّها تبرز وحدة المسلمين على اختلاف أجناسهم وألوانهم من دون أيّ تمييز.
كما تجسّد في جوهرها تمام رسالة الإسلام وكمال الدين وتعكس التكامل بين المادة والروح. فمهما تباعدت بين المسلمين الديار، ونأت مواطنهم عن بيت الله الحرام، فإنهم يأتونه جماعات وفرادى من كلِّ فجٍّ عميق لتأدية مناسك الحج، التي تنمّي عواطف المسلمين نحو ربهم ودينهم وماضيهم وحاضرهم. كما تُذكي مشاعرهم وتجدّدُ روح الانتماء إلى هذه الأمّة وتحثّهم، على المزيد من البرّ والتعاون على الخير بما يصب في مصلحة المسلمين. ويبدو اليوم للقاصي والداني أنّ حال الأمّة تتطلّب وقفة تأمل وتدبّر لما آلت إليه من تفرّق وضعف وسطوة للخطاب التكفيريّوقتل واستباحة صارخة للدماء والأوطان وانتهاك للمقدّسات.ومما يُدمي القلب هذا الاختطاف السافر لرسالة الإسلام السمحة العادلة، التي تخاطب العقل والروح معًا، حيث تمّ تشويهها وتحويلها إلى أداة للقتل والتدمير تمزّقُ جسد الأمّة وتنخر في بنيانها الثقافي، وتهدّد التنوّع والتعدّد الدينيّ،الذي طالما احْتَضَنَتْه ُهذه الأمّة عبر العصور ودافَعَت عنه بفكرها المستنير. وأمام هذه العواصف العاتية التي هبّت وتهبّ على أمتنا، لا يزال إيماننا بروحها راسخًا وتمسّكنا بثوابتها مكينًا.
إنّ الحج منبرٌ عام يحقّقُ المنافع على صعيد العبادة والأخلاق والعلاقات بين المسلمين، الذين يحملون هموم الأمّة وتطلعاتها ويجدّون في رعاية مصالحها وخدمتها ورفع كلمتها في وجه التحديات الكبرى.فما أحوجَنا إلى إعلاء لغة الحوار الهادئ البنّاء على صوت العنف ودعاوى الفتن التي تفتك بمقدرات الأمّة، وإلى الخروج من دائرة الجمود إلى دائرة التّجديد والاجتهاد في سبيل الحقيقة والعدالة. إنّ ما نطمح إليه هو الخطاب المستنير الذي يدعو إلى الإصلاح والتقارب والالتفاف حول الثوابت والاعتصام بحبل الله والتمسّك بمبدأ الشورى، الذي يجب أن يمثّل أساسًا لحواراتنا مع أنفسنا؛ عربًا ومسلمين، ومع الغرب سواءً بسواء.إنه الخطاب الذي يستند إلى فتح منافذ التفكير والاجتهاد وتحرير العقل من الجمود، والعمل به كما أمرنا الله عزّ وجلّ. وأستذكر هنا كتاب «التفكير فريضة إسلاميّة» لمؤلفه الكبير عباس محمود العقاد، الذي يؤكد في تقديمه أن «التفكير فريضة كسائر الفرائض، وأن العقل الذي يخاطبه الإسلام... هو العقل الذي يعصم الضمير ويدرك الحقائق ويميّز بين الأمور ويتبصر ويتدبّر.»
ويرافق الدعوة إلى

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)