TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
"الجوبية" رقصة الأعياد والانتصارات في العراق
01/08/2014 - 1:00am

طلبه نيوز

رقصة عراقية جماعية معروفة في شمال ووسط وجنوب بلاد الرافدين تشترك في أدائها كافة مكونات الطيف العراقي، وإن كان المؤدون العرب من أمهر "الجوّابة" في العراق كله، وتحديداً عرب الحويجة والرمادي وباقي المناطق الغربية الأخرى؛ في حين يتميز عرب الجنوب ومناطق الفرات الأوسط بـ"العراضة" أو "الهوسات" والتي عادة يختصّ بها الرجال فقط من دون أية مشاركة نسائية ويرافقها الكثير من إطلاق الرصاص.
والجوبي تكاد لا تخلو منها المناسبات والأفراح والأعياد والانتصارات فهي من الرقصات المعبرة عن الرجولة والقوة والشهامة والبطولة، كما تفصح عنها إيحاءاتها وحركاتها التعبيرية.
وللأكراد "جوبيهم" أيضا وتسمّى" الدبكة" وهي الرقصة الفلكلورية الأبرز التي تميّزهم عن السكان المجاورين لهم؛ حيث يكون للجغرافيا أثرها في طبيعة الرقص؛ فسكان المناطق الجبلية التي تكون عادة باردة الأجواء يحبّون أداءها متشابكي الأيدي متلاصقي الأجساد على عكس راقصي المناطق الحارّة الذين يؤدونها متباعدين.
كما تختلف في بعض تفاصيلها وعدد خطواتها ذهاباً وإياباً، حسب المنطقة أو القرية المنسوبة إليها الدبكة.

سر ضربات الأرجل على الأرض
يقول الباحث الفولكلوري باسم حمودي لـ"العربية.نت": "عادة ما يلتم شمل الراقصين بناء على نغمة معينة، يطلقها عازف الطبل أو المزمار أو كلاهما؛ فيشكّلون نصف دائرة لا تلتزم بعدد معيّن من الأشخاص وإنما يدخل إلى الحلقة كل من يرغب بالاشتراك؛ وفي السابق كان يشترط على الراقص أن يرتدي زيّه العربي المعتاد المكّون من الدشداشة والغترة" غطاء الرأس" والعقال، أما اليوم فلم يعد أحد يلتزم بذلك".
وأضاف "وينقسم الجوبي إلى قسمين هما (الرقص) المحكوم بالإيقاع و(الغناء) ولكليهما أصول وقواعد متوارثة، ويمكن أداء أحدهما من دون الآخر، لأن الموسيقى الجزء الأهم في هذه اللوحة الشعبية".
أستاذ مادة التاريخ في جامعة بغداد الأكاديمي "مزهر الخفاجي" قال" إن جميع الرقصات الشعبية الحاضرة تعود إلى جذر رافديني واحد، وما حركاتها المستمرة إلا صدى الميثولوجيا الدينية القديمة التي تقوم على الدوران حول المكان المقدس باعتباره جزءاً من الشعائر المتوارثة".
وأكد لـ"العربية.نت": "وضربات الراقصين المتكررة على الأرض هي نوع من طقوس دعوة الأرض إلى طرد الأرواح الشريرة وإيقاظ تموز (الإله الرافديني الذي يرمز إلى الخصب) ليعود من عوالمه السفلية التي سجن فيها فتعود معه الحياة".
ويعتبر سكان وادي الرافدين من أوائل الشعوب الذين استخدموا الأدوات الموسيقية الإيقاعية المختلفة لضبط نبض حركة الأشياء فيما حولهم، واعتبروا الأنغام والموسيقى صدى وانعكاسا أرضيا لهارمونية وانسجام حركة الكون المعقدة، بما يحوي من كواكب ونجوم وأقمار.
ومن أشهر أغاني الجوبية العراقي والذي انتشر عربيا "عيد وحب هاي الليلة الناس معيدين" و"لو عزف لحن الجوبي جوّب مع محبوبك" و"لكعدلك ع الدرب كعود-سمره يم عيون السود" و"حي الله أهل الغربية" و"كل الهلا بحبيبي الجان زعلان".
أما أشهر الفرق التي تؤدي هذه الرقصة وعلى أصولها فهي" فرقة الفنون الشعبية العراقية، والتي عادة ما تختتم بها أو تفتتح بدء فعاليات مشاركاتها العربية والعالمية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)