TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعة الهاشمية تحتفل بتخريج الفوج الثالث من كلية الطب...الدكتور بني هاني: حققنا نقلة نوعية في تخريج طبيب واثق بعلمه وقدرته على العطاء الإنساني...
02/06/2014 - 5:30pm

طلبه نيوز
برعاية الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة الهاشمية /عميد كلية الطب احتفلت الجامعة بتخريج الفوج الثالث من طلبة كلية الطب لعام 2014، وأقيم الحفل في قصر الثقافة في مدينة الحسين للشباب يوم الأحد: 1/6/2014. وبلغ عدد الخريجين (131) خريجاً منهم (62) طالباً و(69) طالبةً. بينهم خمسة طلبة من جنسيات عربية وأجنبية. ويُمنح خريج الكلية "درجة دكتور في الطب" M.D. Doctor of Medicine، وباشرت الكلية مسيرتها التعليمية عام 2006/2007، وخرجت الفوج الأول عام 2012 ويبلغ عدد خريجيها التراكمي (375) خريجا.
وبدأت مراسم الحفل بدخول موكب الخريجين، ثم موكب رئيس الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية، وتبعه عزف السلام الملكي من قبل موسيقات القوات المسلحة الأردنية، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
وألقى رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور كمال بني هاني كلمة في الحفل قال فيها: "أنه لمن بواعث سروري وفخري، وعظيم سعادتي وزملائي في الجامعة الهاشمية، أن نزف اليوم هذه الكوكبة من أطبائنا، وقد عملنا لإعدادهم، وتعليمهم بجهود حثيثة صادقة مخلصة، وبتواصلٍ علميٍ وروحيٍ لا انفصام بينهما، ليكونوا المؤهلين للقيام بواجبهم الإنساني والوطني المتوخى ولإكمال مسيرة بناء الوطن، بتمّيز مشهود في مجال الطب وعلومه الحديثة والمتجدّدة، على أساس نوعي في البرامج والخطط الدراسية والمناهج في أفضل أماكنها في كليات الطب البشري في العالم، معتمدين في ذلك على الله العلي القدير، وبالتزام مشرّف بالمسؤولية العلمية والأخلاقية تجاه أردننا الغالي والعزيز، لإحداث نقلة نوعية في تخريج طبيب واثق بعلمه وخلقّه وقدرته على تقديم أفضل صور العطاء الإنساني وقادراً على ممارسة عمله في أي مكان في العالم".
وقال رئيس الجامعة مخاطبا الطلبة الخريجين، يحق لكم أن تفخروا وانتم تتخرجون في كلية طب متميزة "لقد كان مقرراً اعتماد كلية الطب في الجامعة الهاشمية عام 2017 إلّا أن طموحنا وسعينا الحثيث قد أسفر عن اعتمادها وطنيا وعالميا عام 2011. والآن نشهد الطلب المتزايد بشغف على كلية "طب الهاشمية" في الأسواق المحلية والإقليمية كناتج لتقييمهم لطالبنا المُجد، ولطبيبنا الخريّج وبمعايير دولية وعالمية".
وبارك الدكتور بني هاني "للوطن، وقائده جلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وللهاشمية درّة صروحنا التعليمية" بتخريج هذه الكوكبة من الأطباء. كما هنأ الخريجين تخرجهم وبارك جدهم واجتهادهم، وقال: "أحيي الأمّهات الصابرات ودموع الفرح تنهمر من أعينيهّن شوقاً لرؤية أولادهنّ في هذا الموقف، وأرى الآباء بشموخهم وكبريائهم والبسمات تعلو شفاهم بهجة بما حقّقوا، فهنيئاً لكم ولنا، وحفظ الله هذا البلد عزيزاً في ظلّ حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم".
كما قدم شكره الجزيل للشركاء الحقيقيين في تدريس وتدريب طلبة الطب وهم أطباء الخدمات الطبية الملكية، وأطباء وزارة الصحة، كما عبر عن بالغ شكره إلى الزملاء أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الطب، الذين وصفهم ب"صفوة الصفوة، المعلمين على الدوام وعقل الأمة وأملها في سرائها وضرائها الذين يسمو العلم بهم والذين يعطون ولا يأخذون".
وأسدى رئيس الجامعة في كلمته جملة من النصائح للطلبة التي تتضمن قيما نبيلة، ووصايا حكيمة"أولاً:أن تجعلوا تعظيم الخالق عز وجل همّكم الأوّل، فلا ترضوا أحداً في سخطه. وثانيا: أوصيكم بالوالدين وتأدية حقهما عليكم وأن تحسنوا إليهما. وأرى أن تجهدوا أنفسكم في مكافأة آبائكم وأمّهاتكم، وثالثا: لا تظلموا الناس ولو بحبة خردل، ورابعا: أومروا بالمعروف، وأنهوا عن المنكر، وخامسا: تواضعوا، ولا تتكبروا على الناس،وسادسا: حافظوا على طهارة القلب واللسان.وسابعا: عليكم أن تكونوا قادة الرّأي وسادة الفكر، فعليكم بإعمال عقولكم، ولا تأخذوا العلم إلاّ مع دليله، وثامنا: ليكن لكم رأي في شؤون الأمّة، فأنتم البناة ورافعو الصّروح، فهذه الأمة أسدت إليكم كل كريمه، أفليس من حقها أن تردوّا إحسانها بالإحسان.
وتاسعا: وأرى أنّ ترفعوا شأنكم بالنّظر في لغتكم العربّية، وعاشرا: ولا بدّ من التّنبيه على أنّ عليكم تعظيم ذواتكم، فكونوا بعلومكم أعزّة شامخين، وإيّاكم والانحدار إلى مهاوي السقوط، وابتعدوا عن كل أنواع التعصب سوى للإنسانية والفضيلة.وحادي عشر: صلوا أساتذتكم بكريم السّؤال عنهم، وشاوروهم فيما ينوبكم، وعودوا إليهم في تأصيل علومكم، وثاني عشر: واعلموا أن لجامعتكم عليكم حقّها، وقد وثقت بكم فأعطتكم، فاحفظوها في صدوركم بما يتفق، وتجربتكم الإنسانية والعلمية الراقية فيها، وبلّغوا رسالتها خير تّبليغ واحفظوها كما تحفظون أنفسكم. وثالث عشر: كونوا أمناء على مرضاكم، فانتم مستودع سرائرهم ومكنوناتهم، وأنزلوا الناس منازلهم، كأنهم إخوانكم.ورابع عشر: وألقوا إلى مرضاكم بالمودة والرحمة، وعاملوهم معاملة إنسانية لا تتأثر بالقيم المادية التي جعلت من كل شيء سلعة تباع وتشترى.
وخامس عشر: قوموا بأداء واجباتكم بروحٍ فيّاضة من العطاء والإيثار دون انتظار لمكافأة أو أجر، فالإنسان وقد كرمه الله وكّرمته كافة الشرائع السماوية لا يمكن أن تقف المادة فاصلاً بين حياته أو عدمها وبين صحته ومرضه.وسادس عشر: ساعدوا الناس والمرضى الفقراء، واكتبوا آثاركم بحسن سيرتكم وتوسيع علومكم، وكونوا أرضاً خصبة للخير، وابحثوا في علومكم، فقيمة الطبيب في مواكبة المستجدِّ في اختصاصه، واعلموا أن خدمة مريضكم عبادة وشرف لكم فاحرصوا على تأكيد التزامكم بذلك ما وسعكم في هذا قدرة ونهج، ولا تأخذنّكم الوظيفة وسلّمُها قياساً بما أُعددِتم له من رفعةٍ وسّمو وإنسانية.وسابع عشر: وإياكم أن تقربوا الفاحشة، واذهنوا قول السوء وفعله، واجعلوا بينكم وبين الفساد والمفسدين أمدا بعيداً، ولا تفسدوا في الأرض، واذهنوا فساد النفس فإنه من عمل الشيطان، وارضوا بالقليل، ولا تلبسوا الحق بالباطل، وكونوا حكماء (لا مجرد أطباء)، وادفعوا بالتي هي أحسن، وكونوا وقافين عند حدود الحق، ولا تكونوا خوانين، وتفانوا في إسداء النصح وصادق القول، ولا تغشوا؛ فمن غشنا فإنه عدو لنا وليس منا، وأرضوا للناس ما ترضونه لأهليكم، وخالطوهم بخلق حسن.
وألقى الطالب الأول على الدفعة محمد العبدة العياصرة،كلمة، بارك فيها للخريجين، وذويهم، وشكرأساتذة الكلية الذين ما توانوا في تقديم الجهد في سبيل نيل الطلبة علمهم ومعرفتهم، وتحقيقهم نجاحاتهم.وقال: "أمضينا ست سنوات كانت الأمتع في حياتنا في كلية هي الأميز بين كليات الطب وجامعة نفتخر بها حيث تحمل أجل الأسماء اسم الهاشميين، تعلمنا على أيدي أساتذة علماء أجلاء علمونا أن نزرع الابتسامة على وجوهنا قبل ان نرسمها على شفاه مرضانا".
كما عرض فقرة مصورة حول تجارب الأساتذة والطلبة في الكلية، وبرغبتهم في دراسة الطب ،والتجارب التي خاضوها، ومسيرتهم الدراسية في الكلية.
وقدمت الطالبة بسمة العنزي من المملكة العربية السعودية، أول طالبة سعودية تتخرج في كلية "طب الهاشمية"، قصيدة شعرية قدمت من خلالها الشكر والتقدير للأردن وللجامعة الهاشمية التي احتضنتها طالبة وخرجتّها طبيبة، كما أهدت والدتها فرحتها، استذكرت والدها الراحل الذي وقف بجانبها طوال مسيرتها.
وأدى الطلبة القسم الطبي الذي تلا نصه عميد الكلية الدكتور كمال بني هاني، وردده الخريجون، ويؤكد "قسم الطبيب" على مراقبة الله في المهنة، وصون حياة الإنسان، وبذل الجهد في سبيل استنقاذ حياة الإنسان من الهلاك، والمرض، والألم، والقلق، وحفظ كرامات الناس، وأن يكون الطبيب دوما من وسائل رحمة الله، والمثابرة على طلب العلم وتسخيره لنفع الإنسان وغيرها من المعاني والقيم النبيلة.
وفي نهاية الحفل سلم الدكتور بني هاني الشهادات للطلبة الخريجين، وتم تكريم الطلبة العشرة الأوائل بتقديم الدروع التذكارية لهم، وهم مرتبين من المركز الأول ولغاية العاشر على النحو التالي: أحمد العبدة بمعدل (3.82)، وميس الجبور (3.76)، ومحمود البربراوي (3.69)، وزياد العيسى(3.64)، وشيماء ماضي(3.6)، وياسمين الصبح (3.6)،وعمر أبوهزيم (3.58)، ومؤيد إبراهيم(3.58)، وخلدون عبيدات(3.58)، ، وحسام الدين خليل (3.49).
تسليم راية كلية الطبكانت فقرة الختام حيث تتبادل الدفعات الحفاظ على الراية كتقليد سنوي حيث سلمت الخريجة ميس الجبور، الراية إلى الطالب الأول في السنة الخامسةأحمد العُليمي الذي يمثل طلبة الفوج الرابع.

‏02‏/06‏/2014

وفيما يلي نص كلمة الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني في حفل تخريج الفوج الثالث لكلية الطب يوم 1/6/2014:
بسم الله الرحمن الرحيم، المحمودِ على آلائهِ ونعمائهِ، جلّ ثناؤُه، والمُصلّى عليهمْ رسلُه وأنبياؤه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبيّ العربيّ الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سعادة نقيب الأطباء الأردنيين، الأساتذة نواب الرّئيس، الأساتذة العمداء،
الزميلات والزّملاء أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية،
أيها الأهل أمهات وآباء خريجينا، أيها السيدات والسادة الضيوف النجب،
أيّها الأبناء البررة فلذات أكبادنا وأحبتنا، خريجي الفوج الثالث من طلبة كليّة الطبّ،
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته، والسلام على كلّ مكان تسكنون فيه.
أمّا بعد،
فمرحباَ بكم جميعاً ضيفاَ ضيفاَ، وأهلاَ وسهلاَ بكم في هذا المساء الأردني الجميل الذي يفيض فرحاً وحبوراً احتفاءً بهذا الملتقى البهي. ويسرني أن التقي بكم اليوم وأنتم ونحن نحتفل بتخريج الفوج الثالث لكلية الطب في الجامعة الهاشمية.
فهذا موقف كريم بطيب لي أن أقفه أمامكم أيها الإخوة والأخوات, والجامعة الهاشمية قد اتخذت كلّ عُدتها, وهيأت كل سبلها لاستقبالكم ومشاركتكم فرحتكم بتخرّج أبنائنا, أبناء هذا الوطن العزيز, بعد أن قضوا معنا وقضينا معهم بضع سنين في تحصيل العلوم من منابعها الأصلية, ومصادرها الحقيقية, فقد جلسوا في مجالس العلم والدرس, واستمعوا بكلّ انتباه وروية ودونوا وقيدوا, وساروا في سبيل العلم ودرب الحقّ، وما بخلت عليهم الهاشّميّة بشيء، بل وفّرت لهم كل هدي لتحقيق ما يصبون إليه.
أيها الحفل الكريم،
نفتخر في هاشميّتنا بحمد اللّه ومنّه بأنّنا ذوو مصافاة، إذ تعمل أسرة الجامعة بروح واحدة، وقد علم كلّ منّا مكانه، فوهبت له الجامعة مكانته بعد ذلك، ولكلّ شأن يغنيه، وأمر ينشغل به، فالزملاء أعضاء هيئة التّدريس وقد رأيتموهم في هذا الموكب المهيب، ندب كلّ واحد منهم نفسه للعظيم من الأمر، فهذا يبحث، وذاك يقرأ، وثالث في مختبره، ورابع يذرع الفضاء لحضور مؤتمر يمثل فيه الجامعة، ولا مقام عندنا إلاّ لمن ذكرت، نعم، إنّ هؤلاء جميعاً هم القوّامون على خدمة أبنائكم، والمدرّسون لهم والموجّهون، يكتنفهم زملاء من الإدارييّن يحترمون الطّلبة ويتمّون شؤونهم وييّسرون معاملاتهم، وما حفلنا هذا بما ترون من رونق وبهاء إلاّ برهان على ما أقول.
أيّها الحفل الكريم,
من المصادفات المشرقة أننا نحتفل بتخريج هؤلاء الأطباء, والوطن يحتفل بذكرى إسراء ومعراج سيد البشرية, سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, الذي جاء بالعلم والدعوة إلى القراءة, ورفع الله به أهل العلم درجات "إنما يخشى الله من عبادة العلماء" ونحتفل بذكرى الثورة العربية الكبرى, التي تدعوا ضمن ما تدعوا إليه إلى تعزيز مكانة الجامعات وأهلها, وتدعو دوماً إلى إقامة دولة العلم.
أيها الحفل الكريم:
أنه لمن بواعث سروري وفخري وعظيم سعادتي وزملائي في الجامعة الهاشمية، أن نزف اليوم هذه الكوكبة من أطبائنا، وقد عملنا لإعدادهم وتعليمهم بجهود حثيثة صادقة مخلصة، وبتواصلٍ علميٍ وروحيٍلا انفصام بينهما، ليكونوا المؤهلين للقيام بواجبهم الإنساني والوطني المتوخى ولإكمال مسيرة بناء الوطن، بتمّيز مشهود في مجال الطب وعلومه الحديثة والمتجدّدة، على أساس نوعي في البرامج والخطط الدراسية والمناهج في أفضل أماكنها في كليات الطب البشري في العالم، معتمدين في ذلك على الله العلي القدير، وبالتزام مشرّف بالمسؤولية العلمية والأخلاقية تجاه أردننا الغالي والعزيز، لإحداث نقلة نوعية في تخريج طبيب واثق بعلمه وخلقّه وقدرته على تقديم أفضل صور العطاء الإنساني وقادراً على ممارسة عمله في أي مكان في العالم.
أن هذه الكوكبة قد بعثت بناء ألق الشباب الواثق المتقدِ عزيمةً، والمطمئن تحصيلاً، وقد منحتنا ملامح فرسانها أفاقاً من الفرح والرضى باهين بأثوابهم الزاهية بهم، وقد ملكوا المفاخر علماً وخلقاً وثقافةً وسلوكاً، ستظل تترد أصداء إيقاعاتها في أنفسهم وأرواحهم ما وسعهم العمر وما إئتلفت به المشاعرُ من حميمية الذكرى زماناً ومكاناً حيثُ وَلَهُ وعطف أمهاتهم بهم ودعاؤهن مختلطاً بأنفاسهن وصبر أبائهم على الشدائد وشظف العيش محبةً وكرها، وهم المتطلعون لحفلنا هذا ما أغنتهم عنه خزائن ثروة لا يرونها إلا بهم، ما وسعهم الأمر بإذكاء جذوتها في دنياهم بروحانية لا يخفت أوارها، وقد كان أبناؤهم والحمد الله، المجدين الباذلين والمجتهدين البانين وقد انطلقت فيهم ومنهم عزيمة الظفر بما أرادوا، فمبارك لكم ولهم ما نالوه وما غرستموه إكراماً من الله عزة قدرته لتصميمهم ومثابرتهم.
أيها الحفل الكريم:
إن احتفاءنا اليوم بأبنائنا، أطبائنا، إنما يأتي في صورة كان حيزها هاشميتهم جامعتهم التي ما توانت ولا انكفأت ولا أنثنت، مطلقة لهم مسارات العلم والإبداع وقد نهلوا منه سلسبيلا عذب يروّون به عروقهم، ويخطون منها وبها أساس غدهم المشرق. وها هم اليوم أمامكم وقد علموا وأيقنوا معنى الإيثار والبذل لكي ينيروا بدورهم مصباح العتمة وأمل محتاجيهم أهلاً وجامعةً ومرضى ينظرون إليهم بعين ناهدةٍ إلى النجدة والبرء من العلة وقد ضجت حناياهم بما أعتورها فضاقت عليهم لاهثين إلى السعادة والصحة، وراجين المواسي فيمن حولهم وأيُّ مواسٍ أسمى من طبيبهم رقةً في اللفظ وضعةً في التعامل وكفاءة في العلاج!!
أيها الأهل، أمهات وآباء خريجينا:
أيها الأهل الكرماء نهنئكم بتخريج أبنائكم الذين هم أحب الخلق إليكم. بوركت مساعيكم وبورك نهجكم وأظلكم الله بظله عطفاً ورحمة وقرة عين في أبنائكم، أبنائنا وأحبتكم أحبتنا، وقد كنتم لهم رضى الحياة ووثبة النور، فلكم مني ما يخصّكم، مقاماً وتبجيلاً بالتهنئة الخالصة لما آثرتموه من أعماركم وما قدمتموه من عذب قلوبكم، محبةً وسماحةً وحرصاً، واعلموا أنكم الرابحون وأنهم الأوفياء كما نأمل وتأملون.
إنني أبارك لهذا الجمع الطيب منكم تخرّج ابنائكم وبناتكم، وأحيي الأمّهات الصابرات ودموع الفرح تنهمر من أعينيهّن شوقاً لرؤية أولادهنّ في هذا الموقف، وأرى الآباء بشموخهم وكبريائهم والبسمات تعلو شفاهم بهجة بما حقّقوا، فهنيئاً لكم ولنا، وحفظ الله هذا الأردن عزيزاً في ظلّ حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم.
السيدات والسادة:
لقد كان مقرراً اعتماد كلية الطب في الجامعة الهاشمية عام 2017 إلّا أن طموحنا وسعينا الحثيث والمتواصل قد أسفر عن نتائج نحمد الله عليها عندما اعتمدت هذه الكلية وطنيا وعالميا عام 2011. والآن نشهد الطلب المتزايد بشغف على كلية طب الهاشمية في الأسواق المحلية والإقليمية كناتج لتقييمهم لطالبنا المُجد ولطبيبنا الخريّج وبمعاير دولية وعالمية مما يبعث في صدورنا وقلوبنا فخراً وسعادةً لا ينتهيان.
أبنائي الأطّباء الخرّيجون،
إنّي سألقي عليكم كلمات آملاً أن لا تفرطوا بها أبداً، فحديثي إليكم اليوم هو حديث الأب الحاني، وهي رؤىً ووصايا آثرت أن أسمعكم إيّاها في يوم بهجتكم هذا، فلقد عشتم فينا ستّ سنين، وها نحن نلقيها إليكم بالمودّة الخالصة.
أولا: خير ما نستهلُّ به النصح أن تجعلوا تعظيم الخالق عز وجل همّكم الأوّل، فلا ترضوا أحداً في سخطه، ولا تجاملوا على حساب ما ترون، واعلموا أنّ الإنسان هو مستودع سرّ الله، وتتجلّى عظمته تعالى في خلقه. أبنائي الخريجين, اشْكُرواْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ، ولا تشركوا بالله، إن الشرك لظلم عظيم. وحافظوا على دينكم وأقيموا الصلاة، بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها وما شرع فيها واجتنبوا ما ينهي عنه فيها.
ثانيا: أوصيكم بالوالدين وتأدية حقهما عليكم وأن تحسنوا إليهما. وأرى أن تجهدوا أنفسكم في مكافأة آبائكم وأمّهاتكم، الّذين أفنوا كلّ عزيز لديهم حتّى بلغتم هذه المنزلة، وألزموا رضاهم، بالعزائم المتعالية، والهمم الوثّابة.
ثالثا: لا تظلموا الناس ولو بحبة خردل فإن الله يسأل عنها ويحضرها حوزة الحساب ويضعها في الميزان. كما قال تعالى: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) وقال تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين). رابعا: وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر بجهدكم وطاقتكم. واصبروا على ما يصيبكم فأن عاقبة الصبر الفرج لقوله تعالى: (إن ذلك من عزم الأمور).
خامسا: تواضعوا ولا تتكبروا على الناس وتميلوا خدودكم حال كلامكم لهم وكلامهم لكم على وجه التكبر عليهم والازدراء لهم، لقوله تعالى (ولا تصعر خدك للناس) وقوله: (ولا تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ). ولا تبختروا في المشية على وجه العظمة والفخر على الناس وامشوا في الأرض هونا (قال تعالى: ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا). واغضضوا من صوتكم فلا تتكلفوا برفع أصواتكم. ولا تجادلوا الجاهلين لأن نقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم (قال تعالى: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
سادسا: حافظوا على طهارة القلب واللسان. يروى ان مولى لقمان قال له: اذبح لنا هذه الشاة. فذبحها، فقال: أخْرجْ أطيب مُضغتين فيها. فأخرج اللسان والقلب، فمكث ما شاء الله ثم قال: اذبح لنا هذه الشاة. فذبحها، فقال: أخرج أخبث مضغتين فيها. فأخرج اللسان والقلب، فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما. فقال لقمان: إنه ليس من شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خَبُثا.
سابعا: لمّا كنتم النّخبة والصّفوة، فإنّ عليكم أن تكونوا قادة الرّأي وسادة الفكر، فعليكم بإعمال عقولكم، ولا تأخذوا العلم إلاّ مع دليله، ، فمع تفوّقكم في علومكم وتشخيص مرضاكم، ينبغي أن يكون كلّ واحد منكم مبدعاً في قضايا الفكر والثّقافة، فإنْ فعلتم، كنتم صدور مجالس العلم والفكر.
ثامنا: ليكن لكم رأي في شؤون الأمّة، فأنتم البناة ورافعو الصّروح، فهذه الأمة أسدت إليكم كل كريمه، أفليس من حقها أن تردوّا إحسانها بالإحسان، فانتم سترتحلون وستلقون من لم يعرف عنّا شيئاً، فانصحوا هؤلاء الناس بالحجج والمنطق، وإن المعوّل عليكم في رد التهم وتفنيد ودحض الترهّات عنها وعن رجالها الصالحين، لتظل كغيرها من أمم العالم المتقدم أنموذجاً لكل فضيلة وخُلق.
تاسعا: وأرى أنّ ترفعوا شأنكم بالنّظر في لغتكم العربّية، لغة أصحاب الجنة، فإنّكم إنْ أحسنتم إليها فلن تضلّوا، فهي عزّكم وفخركم.
عاشرا: ولا بدّ من التّنبيه على أنّ عليكم تعظيم ذواتكم، فكونوا بعلومكم أعزّة شامخين، وإيّاكم والانحدار إلى مهاوي السقوط، وهذا لا يكون إلاّ بحفظ معارفكم بالعزّة والأنفة. وابتعدوا عن كل أنواع التعصب سوى للإنسانية والفضيلة.
حادي عشر: صلوا أساتذتكم بكريم السّؤال عنهم، وشاوروهم فيما ينوبكم، وعودوا إليهم في تأصيل علومكم، وإنّ أعظم هدّية يقدّمها أحدكم إلينا أن نراكم في أرفع المواقع وأن تذكرونا بخير. اعلموا أنكم وقد تعلمتم وتميزتم بتحصيلكم وإبداعكم وجهود أهليكم وإخلاص أساتذتكم وأبناء الوطن لكم بتوفير كافة متطلبات تخرجكم هذا في يومكم هذا، أن واجب الأمانة يقتضي أن تبرّوهم جميعاً وأن تحنوا هاماتكم شكراً لله ولهم.
ثاني عشر: واعلموا أن لجامعتكم عليكم حقّها وقد وثقت بكم فأعطتكم فاحفظوها في صدوركم بما يتفق وتجربتكم الإنسانية والعلمية الراقية فيها، وبلّغوا رسالتها خير تّبليغ واحفظوها كما تحفظون أنفسكم. وساعدوا العاملين فيها عندما يطلبوا العون منكم.
ثالث عشر: كونوا أمناء على مرضاكم، فانتم مستودع سرائرهم ومكنوناتهم، وأنزلوا الناس منازلهم، كأنهم إخوانكم.
رابع عشر: وألقوا إلى مرضاكم بالمودة والرحمة وعاملوهم معاملة إنسانية لا تتأثر بالموروث المادي وقيم اليوم المادية التي جعلت من كل شيء سلعة تباع وتشترى.
خامس عشر: قوموا بأداء واجباتكم بروحٍ فيّاضة من العطاء والإيثار دون انتظار لمكافأة أو أجر فالإنسان وقد كرمه الله وكّرمته كافة الشرائع السماوية لا يمكن أن تقف المادة فاصلاً بين حياته أو عدمها وبين صحته ومرضه.
سادس عشر: وساعدوا الناس والمرضى الفقراء، واكتبوا آثاركم بحسن سيرتكم وتوسيع علومكم، وكونوا أرضاً خصبة للخير تعانق هاماتكم سُدُف الغيم فلا تركنوا للوهن أو الفتور، واعملوا بشبابكم لشيخوختكم، وتطلعوا إلى الغد بأمل مشرق واستندوا إلى إرثكم وتراثكم العربي والإسلامي الكبير والفاعل، وابحثوا في علومكم، فقيمة الطبيب في مواكبة المستجدِّ في اختصاصه، واعلموا أن خدمة مريضكم عبادة وشرف لكم فاحرصوا على تأكيد التزامكم بذلك ما وسعكم في هذا قدرة ونهج، ولا تأخذنّكم الوظيفة وسلّمُها قياساً بما أُعددِتم له من رفعةٍ وسّمو وإنسانية.
سابع عشر: وإياكم أن تقربوا الفاحشة، واذهنوا قول السوء وفعله، واجعلوا بينكم وبين الفساد والمفسدين أمدا بعيداً، ولا تفسدوا في الأرض، واذهنوا فساد النفس فإنه من عمل الشيطان، وارضوا بالقليل؛ فتجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، ولا تلبسوا الحق بالباطل، ولا تقولوا كذباً، واجتنبوه، وإذا خاطبكم الجاهلون قولوا " سلاماً"، وكونوا حكماء (لا مجرد أطباء)، وادفعوا بالتي هي أحسن، وكونوا وقافين عند حدود الحق، ولا تكونوا خوانين، وقولوا للناس حسنى، وكونوا من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وكونوا فعالين لعمل الخير، وتفانوا في إسداء النصح وصادق القول، ولا تغشوا؛ فمن غشنا فإنه عدو لنا وليس منا، واحذروا أن يؤتين من قبلكم، واجتنبوا الحرام، وأرضوا للناس ما ترضونه لأهليكم، وخالطوهم بخلق حسن، ولا تشيعوا قول الزور، وجالسوا أولي العزم من أهل العلم وأقروا لهم بفضلهم ولا تنكروه، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر فإن ذلك من عزم الأمور.
أيها الأخوة الكرام، أبنائي الخريجين
أبارك لكم جميعاً وللوطن وقائده جلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، وللهاشمية درّة عامنا وتاج أفراحنا خريجي الفوج الثالث لطب الهاشمية وكل عام وانتم بخير.
أيها السادة النجب:
وفي نهاء هذه الكلمة، فإننّي أخص بالشكر الجزيل الزملاء أطباء الخدمات الطبية الملكية، وأطباء وزارة الصحة الشركاء الحقيقيين في تدريس وتدريب هؤلاء الخريجين ونؤكد اعتزازنا بهذه الشراكة، كما لا يفوتني أن أشكر كل الّذين قدّموا رؤاهم منذ أن كانت كلّية الطب رسماً على وَرَق، وإلى الزملاء أعضاء الهيئة التدريسية فيها، صفوة الصفوة، المعلمين على الدوام وعقل الأمة وأملها في سرائها وضرائها الذين يسمو العلم بهم والذين يعطون ولا يأخذون، وإلى كل الّذين أسهموا في إنجاح هذا الحفل البهيج من أساتذة الكلية، وإداريّيها، والعاملين في الجامعة وأخص بالذكر موظفي وحدة القبول والتسجيل، ووحدة الشؤون المالية، ودائرة العلاقات الثقافية والعامة، وعمادة شؤون الطلبة، ودائرة الخدمات العامة، ودائرة الأمن الجامعي يظل الشكر موصولاً.
حفظ الله الأردن وطناً للخير والعطاء والحضارة والبناء في ظل مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)