TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعات في زمن ال "ميتافيرس"
10/05/2022 - 4:00pm

المهندس عامر عليوي، جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

"لا معنى لتعليم جامعي لا يواكب التغيراتِ المعرفيةَ، ولا معنى لمجتمع لا يتفاعل مع التغيرات، ولا يسهم في أحداثها وتطويرها".
يقول الفيلسوف الكندي ماكلوهان: أن الاكتشافات التكنولوجية لها علاقة وثيقة بالتغيرات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع ليس فقط التحولات المادية الكبرى بل الأحاسيس الإنسانية أيضًا، إذ يعتقد أن الوسائل الإلكترونية ساعدت على انكماش الكرة الأرضية من حيث الزمان والمكان وسميت بالقرية العالمية.
بينما تعود الحياة الى ما كانت عليه قبل عام 2020 ويعود العاملون إلى أماكن عملهم بعد الإقفال من جرّاء كورونا، أطلّ عالم "ميتافيرس" علينا لينذر بتغيّرات جذرية في جميع القطاعات، التغيير الآتي يبدو واضحاً وضخماً، في المستقبل القريب ستصبح الجامعات في "ميتافيرس"، ولن يكون على الطلاب السفر للحصول على تعليم عالٍ خارج بلدانهم، بل إنّهم سيبقون في موطنهم وبواسطة "ميتافيرس" يمكنهم متابعة دراستهم في جامعة خارج حدود دولتهم، هذا التطور لن يقتصر على الجامعات فحسب، بل سيشمل عالم الأعمال أيضاً.
كيف سيبدو التعليم الجامعي في عالم الميتافيرس؟
جامعات مثل هارفارد، وكلية لندن للأعمال، وكلية لندن للاقتصاد، تعمل على تطوير جامعات واقعية افتراضية virtual reality campus، بمعنى انه لن يكون على الطلاب السفر للذهاب إلى هذه الجامعات، بل يمكنهم البقاء في بلدانهم، وبطريقة رقمية سيتمكنون من التنزه داخل الجامعة، والتكلم رقمياً مع الجميع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التعرّف إلى الأصدقاء وإلى مجموعة من الطلاب والتفاعل معهم، وهذا ما يُطلق عليه تسمية التعلم التعاوني collaborative learning، ولا وجود له في غياب "ميتافيرس" لأنّها القادرة على خلقه، وهو مختلف تماماً عن تجربة "زوم" والتطبيقات المشابهة، التي يتحدّث فيها شخص واحد إلى 200 طالب من دون أيّ تفاعل، ولهذا السبب "ميتافيرس" ستأتي بأمل كبير إلى التعليم الجامعي، وسيحصل الطلاب على أحسن تعليم من أفضل الجامعات، وسيستخدمون جميع المهارات التي سيكتسبونها من خلال هذه الجامعات.
حاليا هناك شركات تعليمية تكنولوجية مثل "Adaptika" تصنع كليات رقمية للجامعات، والهدف منها هو خلق كليات عالمية يمكن لأيّ شخص الانضمام إليها وحضور دروسها، والتكلم مع الطلاب للحصول على أفضل تعليم والتفاعل مع الجميع، بالإضافة إلى تطبيق مهاراتهم في بلدهم الأم، ومن هذا المنطلق في البداية، من الضروري جدّاً إعداد كليات عالمية لا تفرض على الناس الدفع، فالجامعات الرقمية مثل التي تقوم "Adaptika" بإعدادها سيدفعون لها لتكون داخل المجتمع الرقمي والتفاعل فيه، وهذا ما يسمى "فن التأثير" the learn to earn effect، وبعض الشركات ستدفع للناس لحضور المحاضرات والتفاعل فيها، لأنها تريد من الأشخاص أن يتفاعلوا مع مجتمع الميتافيرس، وبعدها سنرى هذه الجامعات الكبيرة تجعل الناس يدفعون مقابل الحضور، وجميع الجامعات الأخرى ستذهب إلى ميتافيرس حيث يمكنها الوصول للعديد من الطلاب الذين لم يكن بمقدورها الوصول إليهم من قبل. ووفق المسار الطبيعي للأمور، بعد إنهاء التعليم الجامعي يبحث الناس عن وظيفة جديدة، أو يحاولون تأسيس شركة ناشئة، وصنع ذلك من خلال "ميتافيرس" سيرفع احتمال نجاح التجربة أكثر، لأنّه بواسطة "ميتافيرس"، ستكون فرص العمل والشركات معروضة أمام الناس من مختلف البلدان، والنجاح في الحصول على هذه الفرصة سيكون ممكناً بفضل العلاقات التي سيبنيها الطلاب في جامعتهم في عالم "ميتافيرس"، من بعد أن يكون الطلاب قد بنوا الثقة فيما بينهم. وسيكون هناك الكثير من الشركات الناشئة التي ستؤسّس في عالم ميتافيرس، والتي ستنتشر بسرعة وستصبح عالمية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)