TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
" الجامعات بين الترهل الإداري والسنوات العِجَاف "
23/02/2020 - 6:30pm

بقلم: إبراهيم هادي الشبول

... لقد تراجع دور معظم الجامعات في منطقتنا، رغم أنها هي العصب الأساس للتنمية المُستدامة وبناء الاقتصاد المعرفي، لهذا لا بد من إحداث تغيير في بنية ووظائف وبرامج وإدارات الجامعات التي تُعاني من الخلل، بشكل يتناسب والتغيرات المتسارعة بالعالم، وعلى هذه الجامعات أن تتطور وتبني نظامًا تعليميًا يشحذ الطاقات ويحث على الإبداع، وهذا لا يتحقق إلا بالتخلص أولًا من الروتين وثقافة الجمود السائدة التي تقتل الإبداع، وتحارب الكفاءات، والقائمة على القناعات والتواقيع الجاهزة، والتسلسل الوظيفي الذي يعتمد على الطاعة العمياء للمسؤول والالتزام بتعليماته الشخصية أكثر من القوانين والأنظمة والتعليمات الرسمية، فبدون إصلاح النظام الإداري البيروقراطي المُترهل الذي يمنع المبادرات الفردية والجماعية ويعيق الابتكار، لن نتمكن من التقدم والرقي والوصول إلى المستويات المرموقة.

.. التغيير حتمي وضروري للبقاء والتقدم، وذلك من خلال العمل ضمن فريق واحد، وإيقاظ روح التعاون، وكسر حواجز الخوف التي حالت دون التغيير والتقدم والإبداع: الخوف من المسؤول، الخوف من العقوبة، الخوف من الفشل، الخوف من السخرية، الخوف من اتخاذ القرار، الخوف من المخاطرة، الخوف من التغيير، الخوف من المجهول، الخوف من فقد الموقع والترقية، والخوف من كل شيء ومن لا شيء، لهذا يجب نشر وتعزيز روح الانتماء وثقافة الثقة بالنفس، واحترام الرأي الآخر والإخلاص بالعمل والذود عن مصالح المؤسسة، والتخلص من: الكذب وأوهام الإنجازات، وادعاءات التفوق واختراع البطولات، والعمل على محاربة كل من يتعامل مع المؤسسة على أنها بقرة حلوب، لقد نشف الضرع !

.. رغم كل هذا، لا بد من الإشارة إلى أن إدارات بعض الجامعات قد نجحت فعلًا في إحداث نقلة نوعية فيها، والتقدم إلى مستويات مرموقة عالميًا، وبعضها عربيًا على الأقل، ولكن وللأسف البعض الآخر يُخيّم عليها الترهل والضعف والترنّح والتراجع في الأداء إلى مستويات غير مقبولة حتى محليًا.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)