TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعات الأردنية ومنظومة الوعي الفكري والأحزاب السياسية
20/11/2023 - 9:15pm

طلبة نيوز - الأستاذ الدكتور ماهر المبيضين /عميد كلية الآداب / جامعة مؤتة

مما لا شك فيه أن بلوغ الوعي الفكري والسياسي في الجامعات الأردنية أساسه تمكين طلبة الجامعات من الثقافة الحزبية العملية وليست النظرية تنفيذا لمن صدر عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ، خاصة فيما يتعلق بنظام تحفيز الطلبة على الإقبال على العمل الحزبي في مؤسسات التعليم كافة .
وما دام أن مؤسسات التعليم تضم عددا كبيرا من الشباب الذين يشكلون النسبة الكبرى في الأردن أصبح من الضروري في الوقت الراهن تكثيف الجهود الرسمية العاملة في الجامعات من خلال وضع البرامج والخطط الناجعة والقابلة للتطبيق واقعا ملموسا ، والتي من شأنها إقناع الطلبة بأن العمل الحزبي أصبح ضرورة ملحة لتقدم الحياة السياسية في الأردن ، والتي تقود في نهاية المطاف إلى إصلاح شامل لكل مناحي الحياة ، في ظل تسارع الزمن الذي يفصلنا عن موعد الاستحقاق الدستوري المتمثل في الانتخابات النيابية .
ولعل المطلوب أولا يتمثل في إجراء لقاءات مكثفة ومتتابعة مع الطلبة والإصغاء إليهم جيدا لتفهم ما يواجهون من تحديات ومخاوف تنتابهم وتقف عائقا أمام الإقبال على العمل الحزبي ، على أن تكون هذه اللقاءات شاملة لجميع الطلبة وذلك بأن تنظم عمادات شؤون الطلبة في الجامعات برنامجا لكل كلية من كليات الجامعة لضمان نسبة حضور عالية من جانب ، وإمكانية الإجابة عن الاستفسارات ورصد التحديات كافة من جانب آخر حتى يتحقق الهدف المنشود .
ومن الإجراءات المطلوبة أيضا إجراء انتخابات اتحادات الطلبة في الجامعات على أسس وبرامج تقدم من الطلبة المترشحين للانتخابات على وفق ما تقدمه الأحزاب السياسية المرخصة في الأردن ، بمعنى أن يسمح للطلبة المترشحين إعداد برنامج انتخابي يتقدمون به إلى الطلبة الناخبين وعرضه عليهم من خلال لقاءات مبرمجة وبترتيب مع عمادة شؤون الطلبة ، ويفتح باب الحوار والنقاش حول البرنامج المعد لهذه الغاية ، فهذه تجربة محدودة على غرار تجربة الأحزاب السياسية وما تقدمه من برامج وبيانات تهدف إلى استقطاب عدد أكبر من المنتسبين للحزب .
والأمر الذي لا يقل أهمية عما ذكرناه سابقا يتعلق بالبرامج التي تتحدث عنها الأحزاب السياسية والتي على أساسها يتم دعوة الشباب للانخراط في الحزب والإقبال على العملية السياسية ، ومما يمكن ذكره هنا أن هذه البرامج التي تطرحها الأحزاب يجب أن تشتمل على مساحة واسعة من الأهداف الخاصة بمستقبل الشباب المهني والوظيفي القابلة للتطبيق حتى يكون هناك إقبال ومشاركة من الشباب واختيار الحزب المناسب بناء على على هذا الجزء المهم من البرنامج الحزبي ، وهوما ركز عليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين في لقاءات وندوات عديدة حول التحديث السياسي ومشاركة الشباب في العمل الحزبي ، فكلما كان البرنامج الحزبي متضمنا ما يمكن لمستقبل الشباب الوظيفي والمهني كان الإقبال على المشاركة كبيرا ولافتا ، وهذا ما يؤمن به طلبة الجامعات إيمانا كبيرا ، إذ إن همهم الأكبر وأبرز تطلعاتهم تدور في فلك المستقبل الذي ينتظرهم بعد التخرج .
وأخيرا يجب أن توصل الرسالة من قبل المسؤولين في الجامعات إلى الطبة فيما يخص المخاوف من الإقبال على العمل الحزبي فهذه المخاوف التي تقف عائقا أمام عدد كبير من الطلبة وتحد من حث الخطى نحو الانخراط في العمل الحزبي ، وذلك من خلال التأكيد على الضمانات الملكية تجاه هذا الأمر ، فيكفيهم أن رأس الدولة جلالة الملك ضامن لهم بل محفز ومشجع على المشاركة الحزبية ، تأكيدا منه على المضي نحو حياة حزبية سياسية حديثة عمادها الشباب ، فهذه الرسالة الملكية يجب أن تصل بطريقة جاذبة من خلال برامج ولقاءات هادفة وعاجلة .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)