
الدكتور يحيى خريسات
مما لايخفى على أحد ان الأردن اليوم يحتل مكانه متميزة ومرموقة بين مؤسسات التعليم العالي العربية بل وعلى المستوى العالمي فالجامعات الاردنية التي نفتخر بها سواء كان لمستوى خريجيها او مستوى أعضاء الهيئة التدريسية فيها فهي حاضنة العلم والمعرفة وهي منارات بصماتها وصلت العالمية. ولعل أبرز ما أوصلنا الى هذه المرحلة هو الاهتمام الملكي من جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين المعظم بالاستثمار بالإنسان وقد ظهرت نتائجه جلية من خلال الاثر الواضح على التعليم العالي كما ونوعا وعلى تحسن مخرجات التربية والتعليم.
ولكن وللأسف فان المتتبع لأخبار جامعاتنا الأردنية الحبيبة يرى أن اهتمامها مؤخرا قد اصبح منصبا على الحصول على تصنيف عالمي يميزها عن شقيقاتها. فنرى التركيز الملفت للنظر من قبل رؤسائها على النقاط التي ترفع وزن جامعتهم بتلك التصنيفات. ان التركيز على البنية التحتية وتجهيز مختبرات ومشاغل الجامعه بأحدث الأجهزة والتقنيات والإنفاق على البحث العلمي وتحسين البيئة الدراسية والخدمات المقدمة للطلبة ولأعضاء الهيئة التدريسية سيرفع مستوى الجامعة وسيزيد من فرصها في استقطاب الطلبة سواء اكانوا من الطلبة العرب اوالأجانب وهو الامر الذي سيعزز من فرص تلك الجامعات في المنافسة العالمية.
ان من الاجدر ان تطبق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي التصنيفات الوطنية والتي تم اعتمادها مؤخرا على جامعاتنا لنرى واقع الحال ومن ثم نسعى وعلى ضوء تلك النتائج للمنافسة العالمية. فواجب الجامعات هو العمل والبناء والتحديث والتميز والبحث عن الحلول غير التقليدية وتخريج الخريجين المؤهلين لسوق العمل والكفاءات العلمية القادرة على مواكبة احتياجات سوق العمل المحلي والخارجي بالتميز العلمي والتطبيقي على حد سواء لتفعيل دور المدرسين كباحثين ودور الطلبة كبناة للمستقبل وصناع للغد يزهو بهم الاردن كما كان يزهو دائما. حمى الله الاردن في ظل قيادته الهاشمية الملهمه.
اضف تعليقك