طلبة نيوز - كتب د. زياد ابو الرُّب - الجامعة الألمانية الأردنية

التقييم الجامعي والامتحانات لهما جذور عميقة في تاريخ التعليم، حيث بدأت الجامعات باستخدام الامتحانات كوسيلة لتقييم مدى استيعاب الطلاب للمعلومات والمعارف المقدمة لهم. كانت الأهداف الرئيسية لهذه الامتحانات هي ضمان جودة التعليم وتقديم مقياس موثوق يعكس مستويات الطلاب، وتحفيزهم على التعلم المستمر، وإعدادهم لمواجهة التحديات المهنية المستقبلية.

على مر العقود، تطورت أساليب التقييم الجامعي لتشمل أنواعاً متعددة تتناسب مع تنوع التخصصات واحتياجات التعليم المختلفة. من بين هذه الأساليب الامتحانات التحريرية التي تقيس القدرة على التعبير الكتابي والتحليل النقدي، والامتحانات الموضوعية التي تتضمن أسئلة متعددة الخيارات لتقييم المعرفة بشكل سريع وموضوعي، والامتحانات الشفهية التي تتيح للطلاب عرض أفكارهم شفهياً، بالإضافة إلى المشاريع العملية والتقييم المستمر الذي يعتمد على متابعة أداء الطالب طوال الفصل الدراسي.

مع التقدم التكنولوجي والاعتماد المتزايد على الذكاء الصناعي، بدأت الجامعات تبحث عن طرق جديدة وأكثر فعالية للتقييم. يمكن للذكاء الصناعي تقديم أدوات متقدمة لتحليل أداء الطلاب وتقديم تغذية راجعة فورية وشاملة. إلا أن هذه التكنولوجيا تثير أيضاً مخاوف جديدة تتعلق بالنزاهة الأكاديمية، حيث يمكن للذكاء الصناعي توفير حلول جاهزة للطلاب، مما يستدعي تطوير أساليب مبتكرة لمنع الغش، مثل استخدام برامج كشف التشابه واعتماد نماذج امتحانات تفاعلية تتطلب التفكير النقدي والابتكار.

من الأفكار العملية لطرق التقييم الحديثة التي تتناسب مع المرحلة التقنية الحالية، يمكن اعتماد التقييم القائم على المشاريع العملية التي تتطلب من الطلاب تطبيق ما تعلموه في سياقات حقيقية، واستخدام أدوات التقييم التكويني ( Formative Assessment ) التي تتيح للمدرسين متابعة تقدم الطلاب بشكل مستمر وتقديم توجيهات فورية. كما يمكن استخدام الاختبارات التكييفية (Adaptive Tests) التي تتغير أسئلتها بناءً على مستوى الطالب، مما يتيح تقييماً أكثر دقة لمهاراته ومعارفه.

في الختام، يبقى التقييم الجامعي وسيلة لتحقيق أهداف تعليمية أسمى، وليس غاية في حد ذاته. من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة وتطوير أساليب تقييم مبتكرة، يمكن للجامعات تقديم تجربة تعليمية أكثر شمولية وعدالة، تعزز من قدرات الطلاب وتعدهم لمستقبل مليء بالتحديات والفرص.