TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم العالي في بيات شتوي عميق
12/11/2019 - 1:00pm

أد . سيف الدين الفقراء /

ثمّة ملفات كبرى في انتظار وزير التعليم العالي الجديد, ولا نعرف هل المدة المتبقية من عمر الحومة الحالية كافية لفتح هذه الملفات وطويها؟ أم أنّها مرحلة عابرة بلا إنجازات بانتظار حل البرلمان والحكومة وبدء مرحلة جديدة؟ فوزير التعليم العالي الراحل شخّص أمراض التعليم العالي الكامنة في تشكيلة مجالس أمنائها وما شاب هذه التشكيل من مخالفات وشخصنة, وولوج أناس إلى هذه المجالس لا يجوز أن يكونوا فيها, وأدرك معالي الدكتور المعاني الخلل في أداء الجامعات واطّلع على ملفات فساد كثيرة, ولكن سارت الرياح بما لا تشتهي السفن.
إنّ الحديث عن استقلال الجامعات في الأردن مهزلة كبيرة, فجامعاتنا تفتقد إلى المؤسسية الحقيقية, وكم من توصية وقرارات لمجالس الأمناء ذهبت أدراج الرياح؟ كما هي الحال في عدم التجديد للدكتور إخليف الطراونة على الرغم من تقييمه العالي من مجلس أمناء الجامعة الأردنية آنذاك, والإبقاء على رئيس جامعة تحوم حول أدائه شبهات ومجلس أمناء جامعته نسب بإنهاء خدماته مرتين, وما زال يصول ويجول في الجامعة وكأنّها مزرعة له , المهم إنّ معالي وزير التعليم العالي غائب عن فكره تراجع الجامعات, ولا يعرف كم فيها من ملفات الفساد, ولا يعرف ما هي التغييرات التي أجريت في أنظمة الجامعات لتحقيق تنفيعات شخصية؟ ولا يعرف ما خفايا ملف الطلية القطريين والكويتين؟ ولا يعرف أنّ التعيينات أصبحت بإعلانات تفصيلية, وكأنّه لم يسمع بملفات التحويلات إلى أكاديميين؟ وأنّ المحاضرين غير المتفرغين يصولون ويجولون في الجامعات, وهم ممّن لا يحق لهم المرور من على بواباتها كما قال الوزير السابق, ولا يعلم وزيرنا الحالي عن الدكاكين ...., ولا يعلم من هم المدرسون وما مؤهلاتهم؟ ولعلّ وزيرنا لا يعرف أنّ بعض الجامعات منهارة من الداخل, وأن رسائل الماجستير والدكتوراه تباع في الدكاكين على أبواب الجامعات بالأقساط, ولا يدري عن حال الترقيات وتوزيع المغانم فيها, فبعض جامعاتنا تدار بعقلية المزرعة الخاصة, وهذا واقع. 
نأمل من معالي الوزير أن يعرف موقع جامعة مؤتة, والحسين بن طلال, والطفيلة التقنية وآل البيت , ونتمنى أن يكون دالاً للطريق إليها, وما أروع أن يزورها وهو المعروف بأنّه الوزير المكتبي الورقي, ويلتقي مع أعضاء هيئة التدريس والعاملين عشوائياً ويعرف مشاكل الجامعات على الواقع, فعن أي استقلال تتحدث؟ وأي مشاكل مالية ستعالج بعيداً عن اجتثاث أسبابها بعد تشخيصها؟ وإلى أي حدّ ستقتنع بتقارير مجالس الأمناء عن أداء الرؤساء وتقييمهم وقد كتب رؤساء الجامعات معظمها؟ 
إنّ إقرار ما هو موجود كما برز في تصريح معالي الوزير هو نذير شؤم ببيات شتوي عميق لإصلاح التعليم العالي, ولا غرابة في ذلك فتراجع التعليم وطغيان الفساد في بعض جامعاتنا جزء من واقع الحال في الأردن, وهو مرحلة تنذر بمستقبل ضبابي. 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)