TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم العالي بحاجة لثورة بيضاء!
08/07/2019 - 12:00pm

طلبة نيوز-
د. مفضي المومني
كالعادة لا نتحرك الا اذا (وقع الفاس بالراس)! قبل كل شيء القضية ليست جلد للذات بقدر الوقوف على السلبيات واجتثاثها بهدف تطوير التعليم العالي نحو جامعات عالمية وخريج يواكب متطلبات العصر…
العالم يراقبك… كلامك عن ذاتك لا يصنع النجاح ، فالنجاح ممارسة مستمرة تصنع سمعة تشنف آذان من لا يسمع… .اما التغني الكاذب والاعتماد على مؤشرات نجاح خنفشاريه لن يجعلنا نتقدم ، وساختصر علاتنا في التعليم العالي بما يلي:
1- مديونية الجامعات وضعف الدعم الحكومي وعدم توجيه كامل دينار الجامعات لمصلحة الجامعات واستمرار الكثير من الجامعات باسعار الساعات القديم والرمزي، جعل الجامعات ترزح تحت وطأة المديونية وصارت كل الجهود موجهه نحو تحصيل المال كل شهر لدفع الرواتب، على حساب العملية الاكاديمية احيانا ان لم نقل غالبا.
2- الادارات الجامعية، ازعم ومن خبرتي ان اهم معضلة تواجه جامعاتنا ونظامنا التعليمي هي ضعف الادارات، الإداري الضعيف الذي وصل بالواسطة او بطرق اخرى لا تتضمن معايير الكفاءة لن يصنع نجاحا، لا بل انه وصفة سحرية لقتل النجاح وهذا يبدأ من رئاسة القسم الاكاديمي وينتهي برئيس الجامعة… ووزراء التعليم العالي وهيئة الاعتماد....ويتداول العارفون بالتعليم العالي اسماء وزيرين كانا من اسوء من مر بوزارة التعليم العالي وهم من يتحمل الكثير من الملاحظات والاشكاليات والهنات التي اقتحمت جامعاتنا ، والامثلة كثيرة لإدارات ورؤساء جامعات وعمداء اعادوا مؤسساتهم عشرات السنين الى الوراء.
3- التوجه العام في الجامعات نحو اولوية تحصيل الاموال من خلال البرنامج الموازي والذي غلب جانب المال على النوعية، واحدث خللا في نظامنا التعليمي، وسادت قضية من يدفع ينجح لدى البعض، والتهاون في ضبط العملية الاكاديمية والتركيز على الكم مقابل النوع.
4- كلاسيكية وقدم بعض البرامج وبقائها على حالها وعدم تطوير المناهج بما يتناسب مع حاجة سوق العمل وعصر التطور والتكنولوجيا.
5- ضعف مدخلات التعليم العالي اي مخرجات التعليم العام او المدرسي، ونلاحظ ذلك جليا من خلال افتقار نسبة من الطلبة المقبولين لاساسيات التعلم التي تدخلهم المستوى الجامعي.
6- عدم وجود برامج في الجامعات تخص تدريب اعضاء هيئة التدريس لتطوير ادائهم او ضعف التطبيق ان وجدت ، ولا يكفي ان تحمل الدكتوراه وتمارس التدريس دون تأهيل تربوي مسلكي وتدريب لتطوير المدارك بكل ما هو حديث وجديد.
7- البحث العلمي واشكالياته صحيح ان بعض التمويل موجود ، ولكن كثرة الإجراءات وتعقيداتها والموافقات تجعل الكثيرين يحجمون عن الانخراط في البحث العلمي الرصين، واقتصار البحث العلمي لغايات الترقية، ايضا التركيز على الشكليات وليس المضمون في اجراءات الترقية، وعدم تشجيع الجامعات للمجموعات البحثية.
8- جامعاتنا بحاجة لمراكز ريادة وابتكار مفعلة، ينشط من خلالها البحث والانتاج والتميز، وينخرط فيها المدرس والطالب، وتوضع لها تشريعات تنظمها.
9- وجود نظام رقابي صارم على اداء الجامعات والإدارات الجامعية حكومية وخاصة، للحد من اي مخالفات او اخطاء تؤثر على العملية الاكاديمية.
10- وقف التدخلات والواسطات من المستوى السياسي والأمني وغيرهم في شؤون الجامعات، الجامعات وجدت مستقلة ويجب ان تبقى مستقلة، اما ان يتم تعيين اعضاء مجالس الامناء والإدارات الجامعية بضغوط من الجهات التي اسلفت فهذا هو سبب ما وصلنا اليه، والقادم اسوء ان بقينا ندفن رؤوسنا في الرمال.
11- زيادة الرقابة على الجامعات الخاصة وادائها الاكاديمي، وسن التشريعات للحد من تدخل المالكين برؤساء الجامعات والعملية الاكاديمية، والتأكد من تطبيق القوانين والانظمة وحسن سير العملية التدريسية.
12- عدم التهاون في العملية الاكاديمية وتمييعها من خلال تسهيلات، وكان الجامعات شركات ترفيهية وسياحية! وهذا ينطبق على الجميع جامعات عامة وخاصة.
13- مراجعة اسس القبول وعدم اعطاء استثناءات تخل في العملية الاكاديمية لاي جامعة.
14- امتثال تجارب عالمية ناجحة في التعليم الجامعي وفتح باب التعاون المثمر مع المؤسسات والجامعات العالمية.
15- تفعيل الشراكة الفعلية مع القطاع الخاص، سواء في اعداد المناهج او التمويل او التدريب.
16- ثبات التشريعات ووضوحها عامل مهم في رفع سوية التعليم.
17- تفعيل التعاون بين الجامعات وفتح باب التفرغ العلمي بين الجامعات وعدم تركه للمزاجية ونحن نرى قرارات مؤسفة لمجالس عمداء لمنع استقبال طلبات تفرغ علمي!
19- المكرمات حق مكتسب ولكن يجب توجيهها بشكل صحيح.
هذا ما اسعفتني فيه الذاكرة بعجالة، وهنالك قضايا اخرى، صحيح انه من المفترض ان الجامعات تطبق مضامين الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، وصحيح ان لدينا قانون تعليم عالي وقانون جامعات رسمية وهي قيد التعديل كما نسمع، لكن مخرجاتنا ليست على ما يرام، ورب ضارة نافعة ، فاعتماد بعض الجامعات من قبل الكويت وقطر ، واستثناء الغالبية العظمى من الجامعات يدق ناقوس الخطر ويجعلنا نتفق اننا لسنا في احسن احوالنا ويجب ان نفعل كل شيء من اجل تعليم عالي متقدم ويشار اليه بالبنان مثلما كان، واعتقد ان معالي د. وليد المعاني وزير التعليم العالي لا تعوزه الخبرة والقدرة والحزم في(شدشدة براغي التعليم العالي كما صرح)، فالداء معروف والدواء ممكن بهمة الخيرين في بلدي، واجزم اننا بحاجة لثورة بيضاء تضع الامور في نصابها لتعليمنا العالي الذي نريد… .وغير ذلك سنبقى نراوح في مكاننا ونسير بخطوات ثابتة للوراء لا سمح الله… .حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)