د.محمدأشرف العتوم
قسم نظم المعلومات
جامعة اليرموك
ottom.ma@yu.edu.jo

لم يكن التعلم عن بُعد بالأمر الجديد على مؤسسات التعليم العالي في الأردن، فقد كانت الجامعات الأردنية سباقه في توظيف التقنية في التعليم وانشاء مراكز التعلم الالكتروني ومراكز الامتحانات المحوسبة أسوةً بالمؤسسات التعليمية العالمية والمرموقة، وكنتيجة طبيعية للثورة الهائلة في مجال تقنيات المعلومات والاتصالات وشبكات الحاسوب.
التقدم السريع والتطور المتسارع في تقنيات المعلومات والاتصال أدى الى احداث فجوات متعددة كالفجوة بين الريف والمخيم والبادية من جهة والمدينة ومراكز المحافظات والمدن من جهة أخرى، والفجوة بين الأجيال المختلفة والفجوة الرقمية Digital Divide.
والفجوة الرقمية هي مصطلح جديد نسبيا ظهر كنتيجة طبيعية ومتوقعه للتعبير عن الاختلاف والتباين في البنية التحتية التقنية بين المجتمعات، وقدرة الافراد على التعامل واستخدام واستغلال التقنية والمقدرة المادية للوصول والاتصال بشبكة الانترنت العالمية. وللأمانة، فقد ساهمت وعملت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سابقا - وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة حاليا - وشركات الاتصالات المختلفة في الأردن على تطوير البنية التحتية الرقمية لتوائم التقدم المتزايد في هذا المجال خصوصا في مجال الاتصالات اللاسلكية التي وفرت خدمات الانترنت لملايين العملاء في مختلف مناطق المملكة وللقطاعات الخاصة والعامة وتمكينهم في مجال ريادة الاعمال وخلق فرص العمل القائمة على الريادة والتقنية والابداع والابتكار والتفكير خارج الصندوق.
وفي هذه الظروف الاستثنائية نتيجة الوباء العالمي كورونا والذي القى بظلاله على معظم دول العالم المتقدمة منها والنامية، فقد تم تعطيل الدوام في مؤسسات التعليم المختلفة ولكن دون توقف الدراسة: عن طريق استخدام تقنيات وأساليب التعلم عن بُعد، وكنوع من المسؤولية المجتمعية لشركات الاتصالات في المملكة والتي قدمت الكثير لتطوير البنية التقنية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية المعنية بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولتوفير تكافئ الفرص لجميع أبنائنا الطلبة في التعليم عن بُعد، وحتى لا يكون العامل المادي ويسر الحال سببا في عدم حصول شريحة مهمة على التعليم؛ فإننا نناشد هذه الشركات والمؤسسات الى توفير الانترنت للطلاب في الجامعات والمدارس بأسعار رمزية ان لم تكن مجانية، خصوصا وان التعلم عن بعد يحتاج الى حزم كبيرة من الانترنت حيث يكون التعامل مع ملفات الصور والصوت والفيديو بشكل كبير، وذلك تجسيدا للمسؤولية المجتمعية Social Responsibilities للقطاعات والشركات ذات العلاقة.
حمى الله الأردن ارضا وقيادة وشعبا، ورفع الله عن العالم والإنسانية هذا البلاء والوباء، مستذكرين شعار #خليك_بالدار