TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التطورات السياسية في سوريا تتجه نحو الحل السياسي وزوال حكم الأسد
06/12/2024 - 12:00am

طلبة نيوز - كتب د. عبدالله حسين العزام
أدى غياب أفق الحل السياسي للصراع في سوريا منذ عام 2011 إلى ما نشاهده اليوم على الأراضي السورية من تحولات جديدة من حيث سيطرة المعارضة السورية المسلحة على بعض المدن السورية الكبرى (حلب، إدلب، حماة) وسط ترحيب وقبول وتأييد مطلق من غالبية الجماهير الشعبية السورية.

ما يجري على الأرض السورية اليوم جاء نتيجة تعسف الأسد في سلطاته السياسية والعسكرية والاقتصادية، وممارسة عمليات سفك الدماء على مدار 13 عام بحق المدنيين، دون اكتراث إلى المطالب الشعبية السورية وحقوق ملايين السوريين، إضافة إلى تواصل سيناريو الأمن والمخابرات هناك المتمثل في الاعتقال السياسي والقتل والتعذيب بحق المدنيين، علاوة على ابتعاد الثلاثي الدولي المؤثر في المشهد السياسي السوري، المتمثل بروسيا وإيران وتركيا للدفع إلى الحل السياسي منذ عقد ونيف واهتمامها في إدارة مصالحها السياسية والعسكرية.

في تقديري التطورات السياسية الجارية في سوريا اليوم لن يتم حسمها بالقوة العسكرية لا من جانب نظام الأسد وقواته ولا من جانب المعارضة السورية المسلحة وهذا ما أكده الصراع منذ اندلاعه منذ العام 2011، وإنما سيدفع ذلك في ظل توسع وتقدم المعارضة السورية المسلحة السريع ميدانياً إلى إرغام نظام الأسد وقواته إلى الجلوس على طاولة المفاوضات للدفع إلى حل سياسي في البلاد وفق قرار مجلس الأمن الدولي لا محالة وهذا بكل تأكيد سيؤدي إلى إنتاج سوريا جديدة مختلفة تماماً عن سوريا ما قبل عام 2011.

والواقع السياسي يؤكد أن الأمر ربما يكون قد قضي، بعد أن سيطرت المعارضة السورية المسلحة على المؤسسات الرسمية والعسكرية السورية على امتداد مساحات واسعة من الأراضي السورية، واستمرارية تقدمها، ومهما عمل نظام الأسد على مقاومة المعارضة العسكرية السورية ومحاولة استعادة تلك المناطق فلن ينجح أبدا في ظل ضعف قواته العسكرية وتأثر جنوده بالاوضاع الاقتصادية الصعبة وعدم وجود رغبة لديهم بالقتال إلى جانب نظام الأسد وهذا ما أكدته حالة الإنسحاب من المناطق منذ إندلاع التطورات على الأرض، خصوصاً وأن الواقع يقول بأن الإمكانيات العسكرية للأسد محدودة وشبه معدومة، في ظل ضعف الدعم الخارجي لنظامه عسكرياً، واغتنام قوات المعارضة السورية المسلحة للعديد من الأسلحة المتنوعة من قواته، وخروج العديد من المطارات عن سيطرته، علاوة على الحراك الشعبي المتعدد الاتجاهات في المدن السورية الذي سيقوض بطبيعته قدرة قوات الأسد على ضبط التطورات العسكرية ميدانياً!

أخيراً الأحداث العسكرية من جانب المعارضة السورية المسلحة ومن جانب نظام الأسد خلال الأيام القليلة المقبلة ستعيد تشكيل السياسة الداخلية في البلاد من حيث الدفع إلى حل سياسي والذي سيؤدي لا محالة إلى زوال نظام الأسد وفق إرادة الشعب السوري.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)